كيف تشتري السعادة؟ سؤال يجيب عنه علماء الاجتماع
هل يمكن أن تشتري السعادة بالمال؟ سؤال قد يبدو صعبا وغريبا، لكن أثبتت التجارب أنه واقعي تمامًا ويستحق أن نفكر فيه بعمق
هل يمكن أن تشتري السعادة بالمال؟ سؤال قد يبدو صعبا وغريبا، لكن أثبتت التجارب أنه واقعي تمامًا ويستحق أن نفكر فيه بعمق
add تابِعني remove_red_eye 11,348
“لا شيء في العالم محبطٌ جداً كالمال” ، صرحت بهذا إحدى شخصيات مسرحية أنتيجون (Antigone) بحزن. ولكن ربما جهل طريقة صرف المال لكسب السعادة، فالأبحاث تشير إلى أن المال إذا صُرف صرفا صحيحا يمكنه أن يمنح صاحبه السعادة حقا. ووفقاً لإحدى القواعد العامة المجربة والمتكررة، إن ما يجعلنا أكثر سعادة هو إنفاق المال على اكتساب الخبرات بدلاً من صرفه على شراء ماديات.
وعندما طُلب من مجموعة التفكير في عملية شراء، كان الذين وصفوا تجربة تتضمن السفر و الحفلات الموسيقية أكثر سعادة من أولئك الذين وصفوا تجربة شراء مادية. ويعتقد المختصون النفسيون أن نظرية المتعة المفرغة (hedonic treadmill) –وهي شعورنا باستقرار مستوى السعادة وعودته كما سبق بعد ارتفاعه لحدوث تغيرٍ ما- تحدث سريعاً بعد شراء أشياء مادية أكثر من صرف المال على أشياء تجريبية. فستعتاد سريعاً على الطاولة الجديدة أكثر من قيامك برحلة إلى تشيلي. ويقول المختصون أيضاً أنه باستطاعتنا الشعور بالسلام حتى بعد القيام بتجربة سيئة، فهي تقربنا إلى بعضنا البعض، على عكس شعورنا بالأسف بعد تجربة شراء فاشلة لبعض المقتنيات.
ومع ذلك ، فليست كل التجارب تستحق العناء. ففي احدى الدراسات، عندما قُسّم الشراء القائم على التجربة إلى قسمين، أحدهما تجربة انفرادية والأخرى اجتماعية، فإن التجربة الأجتماعية تزيد من الشعور بالسعادة. فقد أَثرَت التجارب أولئك الذين قضوا الوقت منفردين فليس لديهم شعور بالإدراك المتأخر كالذين يحبون إمتلاك المقتنيات. ولا تجعلنا تجربة الأشياء أكثر سعادة من تجربة إمتلاك المقتنيات، ولكن حبنا لعمل أشياء بمشاركة الناس هو ما يمنحنا السعادة. وينطبق هذا الكلام على الأشخاص المنفتحين، فهم يشعرون بالسعادة في التسوق مع الآخرين بغض النظر عما يشترونه.
وقد انضم باحثون من جامعة كامبريدج إلى أحد البنوك لتحليل العلاقة بين عادات إنفاق العملاء وشخصياتهم ومستوى السعادة لديهم. فوجدوا أن أكثر خمس سمات شخصية لديهم قابلية للإنفاق هي: الانفتاحيون والمحبون للتجربة وذوو الضمير الحي و المطيعون والعصبيون. ويبدد الاجتماعيون أموالهم على المطاعم والترفيه. أما ذو الشخصية الواعية والتي تستطيع السيطرة على نفسها فينفقون أموالهم للحصول على اللياقة والتأمين.
ويكون الذين يتماشى إنفاقهم مع سماتهم الشخصية أكثر سعادة ممن لا يتناسب إنفاقهم مع شخصياتهم. وفي احدى الحالات، استلم مجموعة من الانفتاحيين والانعزاليين قسائم شرائية لصرفها في حانة أو متجر لبيع الكتب، فكان الانفتاحيون أكثر سعادة حين أُجبروا على صرفها في احدى الحانات، بينما كان الانعزاليون أكثر سعادة حين صرفوها في متجر لبيع الكتب.
لكن توخَ الحذر قبل أن تسرف في المال، وتزيد من الدخل والإستثمارات أو الديون، فإن الشعور بالسعادة في الحياة مرتبط بمبلغ المال في الحساب المصرفي. مع ذلك، هذا لا يعني أن تكون بخيلاً: فعندما تم تكليف مجموعة لشراء مقتنيات لأنفسهم أو لأطفال في المستشفى، أفاد أولئك الذين اشتروا هدايا لطفل مريض بشعورهم بمزيدٍ من المشاعر الإيجابية. وكان التأثير نفسه سواءً في بلد غني كـ (كندا) أو في دولة فقيرة كـ (جنوب أفريقيا). ويعطينا الإنفاق على الأصدقاء والعائلة دفعة معنوية لأن ذلك وعلى نحو مفاجئ يقربنا إليهم.
إذاً فكيف نحول المال إلى متعة؟ أولاً، تعرف على ما إذا كنت انفتاحياً أو انعزالياً. ثم توجه إلى مقهى أو متجر لبيع الكتب أو المستشفى برفقة صديق. لابد أن تكون هناك دعابة في مكان ما.
add تابِعني remove_red_eye 11,348
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2023 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
مقال مميز يشرح لك العلاقة بين المال والسعادة ، ويجيب عن السؤال الكلاسيكي هل يشتري المال السعادة ؟
link https://ziid.net/?p=16331