كيف تتحرر من آلام الماضي وتصبح شخصًا سعيدًا؟

آلام الماضي ليس لها أي سلطة علينا ما دمنا لم نسمح لها بذلك. السعادة قرارك الداخلي اتخذه والتزم به وسيلتزم الكون بقرارك

217 قارئ

إليك أيضًا

كل إنسان على هذه الحياة لديه بعض المواقف المؤلمة التي عايشها في الماضي أثرت عليه وعلى طريقة سير حياته، فأصبحت أطياف الماضي تطارده أينما حلّ فأرقته وربما فقد الأمل في حل معضلته، صحيح أن هناك من يتجاوز ويتخطى ولكن هناك أيضًا من يبقى أسيرًا لهذه الذكريات والمشاعر السلبية. والخبر الجميل أن العلم أثبت أن الإنسان لديه القدرة في تجاوز آلامه وذكرياته ومشاعره السلبية، حيث تطرقت المستشارة الإرشادية هيلينا الصايغ لهذا الموضوع عند استضافتها في برنامج هي وبس حيث جاء في قولها:

إن الإنسان كلما عاش التجربة المريرة واستحضرها يومًا بعد يوم، فهو بذلك يخزنها في عقله اللاواعي أكثر وأكثر فنحن نمتلك ترليونات من المسارات العصبية بحيث عندما نمرّ بحدَث يحدث إفراز مواد في الجسم، حيث من (٦٠) لـ(٩٠) ثانية تُفرز حوالي (١٢٠٠) مادة كيميائية وهذه المواد تعمل تغييرات كبيرة في الدماغ وتتخزن بالدماغ العاطفي اسمها اللوزة والذكرى تبقى هناك.

ولكن علم المرونة العصبية أثبت أننا نستطيع التخلص من كل آلام الماضي لكن يجب اتباع كل الخطوات التالية:

أحضر ورقة وقلما واكتب كل تفاصيل الحادث الذي مررت به، كل شيء حدث بالتفصيل المفصل، كيف كان شعورك؟ ماذا كنت ترتدي؟ كيف كان الطقس وكم كانت الساعة؟.. إلخ من التفاصيل.
المهم أن تكتب كل ما يدور بعقلك فبذلك أنت تنقل الحادث من العقل اللاواعي للواعي ثم للورقة وهنا تبدأ بالتخلص منها ثم بعد الكتابة لا ترجع لقراءتها بل تخلص منها إما بحرقها أو رميها.
فكّر بكل الأشخاص الذين لديهم علاقة بالحادث واكتب لكل واحد منهم رسالة تسامح، في البداية ابدأ برسالة غضب، اكتب كل الغضب وكل الأمور التي أزعجوك بها ثم أنهها برسالة تسامح وهذا للتخلص من كل الطاقة السلبية وأيضا أنهم لم يعد لهم وجود في حياتك حتى لو تراهم كل يوم هم عاطفيًّا لم يعد لهم أي تأثير على حياتك، بعد كتابة كل رسالة على حدة قم برميهم وكل هذا يكون بينك وبين نفسك.
ما المشاعر التي تأثرت بها؟ أهي مشاعر: غضب، حزن، ألم، قلق ، توتر، خوف.. إلخ، بحيث تكون هذه قائمة بالمشاعر التي تريد التخلص منها. أمّا في الخطوة التالية قم بكتابة المشاعر التي تريد الشعور بها، أهي مشاعر حب، طمأنينة، سلام، راحة، ثقة، قوة، سعادة، اتزان. ثم قم بالبحث عن الأنشطة التي تستطيع فعلها تجعلك تشعر بهذه المشاعر بعدها يوميًّا، كررها حيث كلما كررتها بنيت مسارات عصبية جديدة وهكذا تبدأ بنسيان الحدث وفي خلال اتباع هذا النظام لا يجب أن تشعر بأنك ضحية لما حدث لأن ذلك يعني وجود سلطة الآخر عليك.

أنت لست ضحية للأحداث ولا الأشخاص ولا أحد لديه السلطة عليك، فقيمتي كشخص تأتي من ربي ومن نفسي فقط، لا قيمتي تقل عندما يذمّني أحد ولا تعلو عندما يتم مدحي. وهكذا عندما تغير طريقة تفكيرك ورؤيتك للحدث يوميًّا أنت بذلك تبني مسارات عصبية جديدة وبالتالي شخصا كاملًا جديدًا وكل هذا في غضون (٦٦)يوما.

(٢٢) يومًا للتخلص من المسارات القديمة.
(٢٢) يومًا لبناء مسارات عصبية جديدة.
(٢٢) يومًا لتختلط بالقديمة.

ثم اكتب كل الدروس التي تعلمتها من هذه التجربة ويوميًّا قم بقراءتها وكل هذا النظام أنهه برسالة حب لنفسك، رسالة تقدير فكل إنسان لديه طفل صغير وهو النمو العاطفي، اكتب رسالة تعد فيها نفسك بحبها بالاعتناء بها ومع الوقت تغدو أحسن وأفضل وأيّ فكرة سلبية عن الماضي إن أتتك في هذه الفترة كل ما عليك فعله أن تصفق بيديك وتأمر نفسك أن الأمر أو الحادث قد انتهى.

عوّد نفسك على التفكير بإيجابية وحاول أن تنقل تفكيرك من السلبي إلى الإيجابي ولا تعش بين طيّات الماضي فما فات قد انتهى ولا تعش في المستقبل فهو لم يكتب له بعد أن يوجد، وتذكر أن كل مصيبة ما ألمّت قلبك إلا لتعلمك وتفتح عقلكن وهي خير لنا وإن كرهناها.