كيف ترى النصف الممتلئ من كوب حياتك القاسية؟
ماذا لو كانت كل أفكارك عن حياتك البائسة كاذبة! أنت بالفعل تعيش في أفضل حال، لديك طعام يومك، أسرتك من حولك وسقف من فوقك فاحمد الله
ماذا لو كانت كل أفكارك عن حياتك البائسة كاذبة! أنت بالفعل تعيش في أفضل حال، لديك طعام يومك، أسرتك من حولك وسقف من فوقك فاحمد الله
add تابِعني remove_red_eye 131,995
هل تساءلت يومًا ما الذي يجعلنا بائسين؟ ولماذا يحظى الكثيرون بأوقاتٍ صعبة؟ ما الذي يجعل الناس على غير ما يُرام؟ لقد توصلت إلى بعض العوامل، بناءً على حياتي، والتي قد تفسر سبب صعوبة الحياة.
أولا، دعونا نوضح بعض الأمور. أنا لا أعيش على (300$) في السنة. ولا أعمل (14) ساعة في اليوم. ليس لديّ مخاوف حيال وجبتي القادمة، ولا أمشي ثلاث ساعات إلى المدرسة، معتليًا قمة جبل ذهابًا وإيابًا، لم أكن ضحية للعنف الجماعي أو الإبادة الجماعية. وما وصفي لحياتي بالقاسية إلا مقارنة بالكثير من الأشخاص الذين أعرفهم شخصيًّا في محيطي، وأعتقد أن هذا يجعلني شِبه مؤهل للحديث عنها.
أعني بكلمة “ذكي” أن لديّ الوسائل لإنجاز الأشياء التي لن يتمكن معظم الناس من إنجازها، من الناحية الفكرية، معدل ذكائي متوسط، وأنا من أكثر الناس كسلًا ستلتقي بهم. وما يدفعني إلى إنجاز المهام هو دافع غير واعٍ لإنجاز “الهراء” إلى جانب بعض مهارات حل المشكلات. أضف اندفاعة من الوعي لتصحيح الذات، وسيكون لديك شخص ذكي. أنا “ذكي” بما يكفي لاكتشاف الأشياء الخاطئة، أمتلك وعيًا. ومشكلة معرفة الكثير هو احتمالية أن تعرف الخلل في ظروفك، ولكن عندما تعلم بوجود مشكلة ولا يمكنك إصلاحها، قد تصاب بالاكتئاب.
حدث ذلك وفق الطريقة الكلاسيكية، عن طريق المنهج الدراسي. وثقافة المدرسة التبشيرية المسيحية التي كنت جزءًا منها. وفي حين أن معظم الأشخاص يرون أن عدم التدخين في الممرات أو ارتكاب الموبقات هو أمرٌ جيد، فقد كنت أكره ذلك لأنني أعتقد أنه من أجل أن تنضج عليك أن تفسد كل شيء في بعض الأحيان ثم تعيد تجميعه بين الحين والآخر.
أنا منحاز للحرية بدلًا من الأمان، وأؤمن بمسؤولية التدريس بدلًا من الإيواء. مع هذا الموقف، كان العيش في هذا المجتمع صعبًا للغاية، لكن لو كنت جاهلًا، لكانت تجربة سعيدة.
تأتي معرفة الأشياء على حساب معرفة أشياء أخرى، المعرفة عبء لأنه عندما لا يمكنك تغيير أي شيء تصاب بالإحباط. وهذا سبب كبير في أن حياتي مليئة بالتحديات.
أعيش في ماليزيا، أرض الموارد الطبيعية الوفيرة، والاقتصاد المتنامي، وأفضل غذاء في العالم. نحن نقوم بعمل جيد في العالم، من الناحية السياسية والاقتصادية. كانت عائلتي تجلس بقوة على قمّة أغنى (1٪) من هذا البلد على مدى السنوات الخمس الماضية أو نحو ذلك. هذا ما أعنيه بكلمة “غني”.
لم يعنني ذلك على نحو شخصي، ولكن في تلك المرحلة من حياتي أنفقت الكثير من هذه الأموال من خلال المدرسة والملابس والطعام وما إلى ذلك، لذا فإن أسلوب حياتي هو أسلوب حياة شخص “ثري”.
لم يكن هناك داعٍ للقلق بشأن الحصول على أشياء جديدة عندما تنكسر الأمور. لدينا منزل رائع، مع قطة منزلية لطيفة تأكل سمك السلمون النرويجي الجوي أيام الخميس. سأوفر عليك الدخول في التفاصيل لأنني أكره أن أبدو مثل الأحمق الثري (إلى أن أصبح كذلك فعلًا من خلال عملي الشاق)، أظنك فهمتني.
تبدو حياةً رائعة، أليس كذلك؟ في الواقع، الثراء يتطلب الكثير من العمل، الحياة الغنية مرهقة، تسير وفق جدول محدد تحدّه كلمة “مشغول”. كعائلة لم نقم أبدًا بأشياء رائعة. فهناك دومًا أمرٌ علينا إنجازه، وهذا ما يؤثر على علاقاتنا مع الآخرين وبعضنا مع البعض الآخر. يبدو من الجيد أن يكون لديك الكثير من الامتياز والاحترام، لكن في الحياة اليومية، ليس من المحبذ أن يكون لديك الكثير على المحك.
إليك جزء من محادثة حقيقية أجريتها في الماضي:
– أنا: لماذا لا يدعوني الناس إلى حفلات أعياد ميلادهم؟
– أختي: لأنك أحمق.
تلك كانت مزحة في جزء منها، لذلك هذه مقولة جادة من صديقتي في إحدى المرات التي كنا نجري فيها مناقشة وديّة. “لديك خيار أن تكون لطيفًا مع الناس، لكنك تختار أن تكون أحمقًا” – تيان أوي (2018م)
يتعامل الناس مع الأحداث الصادمة بعدة طرق مختلفة. بعض الناس ينهارون ويتوقفون ويصابون بالاكتئاب، بعض الناس يصبحون عنيفين، بعض الناس يصبحون مجرد حمقى، أنا شخص من الفئة الأخيرة. ماذا يعني ذلك؟ أنا أناني، ذاتي متضخمة، وعادةً لا أفكر حقًّا في الناس بصرف النظر عن نفسي، من الواضح أن هذا يخلق الكثير من المعاناة في حياتي، وأنا لست فخورًا بكل هذا. أنا أتخذ خطوات للتحسين، كما تحدثت من قبل، لكنها لا تزال تمثل مشكلة كبيرة في حياتي.
أعتقد أن التواضع والعودة إلى الفطرة السليمة هما أكثر شيئين أرفضهما على الفور عندما يحاول الآخرون زرعهما داخلي، لذلك سأعتمد على حياتي الخاصة لأتعلم، في النهاية. لقد مررت للتوّ بالكثير من التجارب السيئة مع القبول والصبر والتسامح لبدء فعل ذلك مرة أخرى، لا داعي لأن تتساءل لماذا؟ فكر في أي أحمق تعرفه في حياتك. أنا متطلب وغير معقول، و(في بعض الأحيان) لئيم. هذا ليس صوابًا، لكنه أنا.
“تكتب مؤمنًا أنك تعرف كل شيء.”- تيان أوي. أنا لا أتحدث عن نفسي فقط وأشتكي من حياتي. إذا نظرت إلى الأمر بطريقة ما، فعلى الأقل لدي شيء أتحدث عنه.
أحاول أن أقول إنه يجب عليك البحث عن الصراع، يجب أن تجد التحدي وتجتازه، يجب أن تقاتل وتسقط وتقاتل مرة أخرى، يجب أن تجد أشياء صعبة وغير سارة بما يكفي لتجعلك تعاني، هذا ما يجعل الحياة جيدة، يتم تحديد قوة الشخصية بكمّ الأشياء التي تتغلب عليها.
التعلم، حسب أبسط تعريف، هو فهم الأشياء بشكل خاطئ ثم تصحيح ذاك الفهم، لذا كلما فهمت شيئًا خاطئًا، يجب أن تكون فخورًا لأن لديك فرصة للتعلم. يبدو الأمر مبتذلًا لكنه صحيح. أنا لا أقول إنني أجيد أي شيء. أنا فقط أقول إنني على استعداد للفشل في كل شيء لأتعلم كيف أكون جيدًا في شيء ما.
add تابِعني remove_red_eye 131,995
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
مقال هام رشحه لكل من لا يرى من حياته إلا نصف الكوب الفارغ
link https://ziid.net/?p=68951