كيف تستفيد من عيونك؟
قصة هيلين كيلر المدهشة لفتت انتباهي إلى النعم التي وهبها لنا الله وننسى أن نستمتع بها أو أن نشكره عليها.
add تابِعني remove_red_eye 4,793
على أغلب الظن أنك قد قررت قرءاة هذا المقال بسبب عنوانه الذي أراه جاذبًا ولافتًا للانتباه، ولكن قبل أن تكمل القرءاة، أريد أن أقول لك شيئًا بمنتهى الأمانة وهو أني لا أملك إجابة على هذا السؤال، أنا مثلك تمامًا أريد أن أعرف كيف أستفيد من عيوني أقصى استفادة! ولكن أنت تسألني الآن كيف عليك أن تكتب هذا العنوان وأنت لا تملك الإجابة عليه؟
أقول لك إن قصة هذا المقال جاءت من أني قد سمعت عن هيلين كيلر، المرأة التي أصابها مرض في الشهور الأولى من حياتها، أفقدها سمعها وبصرها، وقد تعلمت القرءاة والكتابة وألّفت كتبا كثيرة، وترجمت كتبها إلى أكثر من 50 لغة، وفازت بجائزة نوبل. فأثارت حيرتي ودهشتي كيف بإنسانة في مثل هذه الظروف، لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم وتفعل كل هذا! فبحثت عن كتبها لأقرأ شيئًا مما كتبته، فوجدت أمامي كتاب بعنوان “لو أبصرت ثلاثة أيام”
لفت انتباهي العنوان، فقمت بتحميل النسخة الإلكترونية من الإنترنت، ووجدته كتاب صغير لا يتجاوز خمسون صفحة، وبدأت القرءاة. ملخّص الكتاب تقول أنها ماذا ستفعل؟ وماذا تريد أن ترى وتشاهد لو أُعيد إليها نظرها لمدة ثلاثة أيام فقط.
اليوم الأول :
تريد أن ترى وجوه أصدقائها وحيواناتها وأقاربها ومعلّميها، وليست رؤية عابرة، ولكنها تريد أن تراهم بعين رسام محترف كأنها سترسمهم، تريد أن تتأمل وجوههم وتدرسها بأدق التفاصيل، حتى إذا عادت إلى حالتها الأولى تكون وجوههم في ذاكرتها ومخيلتها، وبعد ذلك تريد أن ترى الأشياء الموجودة في بيتها، من ديكورات، وأثاث، وصور تزين الحوائط، وإضاءات المنزل، وما تلمسه يديها أو تدوسه رجلاها يوميًا.
وبعد ظهر اليوم الأول تريد أن تذهب إلى الغابة لترى الطبيعة الخلابة وتستمتع بها، ومع بداية اليوم الثاني ستستيقظ مع الفجر، لترى الليل وهو ينسلخ من النهار، وستذهب بعد ذلك إلى أحد المتاحف لترى الإنسان في ماضيه وحاضره لترى مظاهر تقدمه في مختلف العصور، وبعد ذلك ستذهب إلى متاحف الفن، لترى التماثيل التي لمستها بأيديها كثيرًا، تراها هذه المرة بعينيها.
وفي مساء هذا اليوم ستذهب إلى أحد المسارح أو صالات السينما، لترى عرضا لهامليت، وكيف يتحرك الممثلون، وما الذي يرتدونه من ملابس، وفي اليوم الأخير ستستيقظ أيضًا مع نسمات الفجر لترى شروق الشمس وأشعتها، وبعد ذلك ستقضي يومها في الشوارع، وترى ناطحات السحاب، وترى الناس في مشاغلهم ومتاجرهم كيف يتعاملون، وكيف يعيشون.
وفي نهاية هذا الكتاب تقول لنا نصيحة، تقولها بملء فمها، افتحوا أعيُنكم، افتحوها على الناس وعلى الطبيعة وعلى كل شيءٍ صنعه الإنسان وتقع عليه أعيُنكم، تمتعوا بهذه النعمة الموجودة لديكم، والتي اعتدتوا عليها، وتخبرنا أنها لو كانت رئيسة لإحدى الجامعات، لأنشأت مادة إجبارية على كل الطلبة باسم كيف تستفيد من عينيك؟
بعد قراءة هذا الكتاب، حمدت الله كثيرًا على نعمة البصر والسمع والكلام، وكل النعم التي أنعم الله بها علي، وقررت أن أحاول على قدر ما أستطيع أن أستغلهم فيما يرضي الله، ولكن عندما أعود إلى عنوان المقال وأسأل نفسي كيف أستفيد من عينيّ؟!
أجيب لك بأني سوف أفعل مثل ما قررت أن تفعله هيلين كيلر، وأزيد عليه. سأركز على هذه الأشياء الهامة:
1- رؤية الناس:
سأرى أقرب الناس من حولي بنظرةٍ جديدة، أرى ضحكاتهم، أرى أعيُنهم وغمزاتها، أرى كيف يتحركون وكيف يلعبون، وكيف يعملون ويزرعون.
2-الطبيعة:
سأحاول بقدر الإمكان وأنا أسير في الشوارع أن أرى كل شيء، مثل الأشجار وأوراقها، والورود وألوانها، وأن أذهب إلى حديقة الحيوان، وأرى السماء، والجبال، والبحار والأنهار. وأن أرى شروق الشمس وغروبها من على أعلى قمم الجبال، وسأغوص في البحار لأرى الأسماك وجمالها وأشكالها وألوانها.
3. الكعبة :
سأدعو الله من كل قلبي أن أزور بيته المحرم لأرى الكعبة الشريفة، ومن بعدها أسافر إلى أجمل بلدان العالم لأرى جمال صنع الله، وأرى جنته على الأرض.
الخلاصة:
أن لا نعتاد على النعم التي أنعم الله بها علينا، وهي لا تعد ولا تحصى، وأن نحمده عليها ونشكره عليها بأن نستخدمها فيما يرضيه، وأن نساعد أنفسنا بها ونساعد الناس أيضًا. وهناك تساؤل أريد أن أسأله، لماذ ألّفت هيلين كيلر كتاب عن البصر، ولم تؤلّف عن السمع أو الكلام. هل لأن البصر أهم من السمع والكلام، أم لماذا؟
add تابِعني remove_red_eye 4,793
مقال شيق يتناول ملخص كتاب كيف تستفيد من عيونك لهيلين كيلر
link https://ziid.net/?p=25572