كيف أواجه محن وصعوبات الحياة؟
لحظات اليأس وخيبة الأمل هي لحظات نمرّ بها جميعًا من حين لآخر، يجب أن نتقبل وجودها ونعرف الخطوات العملية لكي نواجهها ونتعامل معها
add تابِعني remove_red_eye 11,872
المرور بخيبة أمل ويأس من أصعب المشاعر التي يمكن أن تواجه بني البشر، نمرّ جميعًا بهذا الشعور القاتل ونواجهه باستمرار فإما أن يتغلب علينا ونسقط في بئر سحيق مظلم، أو نتغلب عليه ونعود للتمسك بشعاع النور مرة أخرى، لا أحد فينا محصن تجاه هذا الشعور ولا حتى أنا، لدرجة أني أتساءل الآن: هل أنا مؤهلة للكتابة في الوقت الحالي عن هذا الشعور بالذات، فبقايا خيبة الأمل الأخيرة لم تختفي من قلبي بعد.
وبعد التفكير لبرهة. نعم أنا مؤهلة للكتابة عن هذا الشعور بالذات لا سيما في الوقت الحالي، لن تجد أفضل مني يصف لك صعوبة الشعور ويحاول أن يأخذ بيدك لتواجه محن الحياة بناءً على تجربته التي خاضها ويخوضها كل يوم.
لماذا نشعر بخيبة الأمل واليأس؟
ربما نتساءل جميعًا في وقت من الأوقات لماذا نشعر بخيبة الأمل ولماذا يحوطنا اليأس بين فينة وأخرى، لماذا كتب علينا خوض هذا النوع من المشاعر المرهقة؟
الإجابة ببساطة: لأننا بشر
واحدة من أفضل الهبات التي رزقنا الله -سبحانه وتعالى- بها هي المشاعر، بالطبع جميع الكائنات الحية تشعر، لكنها لا تشعر بنفس الطريقة أو الماهية التي نشعر بها نحن البشر، يمتلك البشر مشاعر معقدة ومتقلبة ومتداخلة مع بعضها، تبدو منفصلة من بعيد لكنها في حلقة متسلسلة مرتبطة يؤثر كلّ منها على الآخر.
هذه المشاعر هي التي قدمت لنا أفضل الشعراء، الملحنين، الرسامين، الأطباء، الفلاسفة، المطربين وغيرهم، لولا إحساس كل منا بمشاعر معينة لما نجحنا في أي مجال على الإطلاق، لذا فالأمر في ظاهره نقمة لكن في باطنه نعمة عظيمة.
في المقابل فإن تنوع المشاعر لا تنحصر فقط في المشاعر الحزينة كخيبة الأمل واليأس والإحباط والحزن، بل تضمّ أيضًا مجموعة لا حصر لها من المشاعر الجميلة كالفرح والحب والنجاح وغيرهم، وربما لو كنا نشعر بنوع واحد فقط من المشاعر لأصابنا الملل، ربما جمال الحياة يكمن في تقلباتها، يأتي الحزن واليأس فيلقي بنا في بئر سحيق لنحاول الصعود من جديد ونشعر بالفرح والانتصار كما لم نشعر به من قبل، تكون كل مرة كأنها أول مرة فيتجدد لنا الشعور دائمًا.
ولأن الله عادل فقد كتب علينا جميعا نفس المشاعر باختلاف الوقت، فما تمر به أنت الآن ربما أكون قد نجحت في الخروج منه للتوّ، وما أمرّ به أنا الآن ربما يكون غيري قد نجح في العثور على طريقة للخروج منه، إذن كل ما علينا فعله بعد تقبل وجود كل هذه الأنواع من المشاعر أن نكتشف طريق الخروج، نسير نحو شعاع الضوء ولا نستسلم للركود في القاع المظلم.
هل يمكن أن نتغلب على الإحباط؟
بالطبع، فبعد أن عرفنا أن المشاعر الإنسانية هي ما يميزنا وأننا نمر بها جميعًا على اختلاف مستوياتنا وقد تقبلناها وتقبلنا وجودها، الآن حريّ بنا أن نقف على الحلول والخطوات العملية التي تمكننا من مواجهة مشاعر اليأس والإحباط والتغلب على محن الحياة.
حياة كل منا مختلفة عن الآخر، كل منا له مميزات وعيوب في حياته، لذا لن يكون من العادل أن نسرد خطوات عقيمة يمكنها أن تأتي بنتائج إيجابية لشخص ولا تأتي بأي نتيجة للآخر، وبالتالي سوف أشرح لكم المحاولات المجردة التي قمت بها والتي ساعدتني على الخروج للنور مرة أخرى، وهذا سوف يجعل هذه المحاولات تنجح معكم جميعًا.
لن أخفي عليكم، لقد واجهت الكثير من المحن في حياتي، تعرضت للكثير من الإحباطات ومشاعر اليأس التي ألقت بي بكل قوتها في أعمق بئر يمكن أن يسقط فيه إنسان، ولن أظهر نفسي لكم بمظهر الشجاعة والبطلة وأخبركم أني طرقعت أصابعي وخرجت من العمق إلى السطح ومن الظلام إلى النور دون أدنى مجهود، لقد عافرت وحاربت وتعبت وكدت أفقد الأمل عدة مرات، إلا أني كل مرة أستطيع بعد عدد محاولات مختلفة أن أعود من جديد، أن أخرج من جديد، أن أتلمس شعاع النور الأخير وأسير وراءه.
لذا إذا كنت تظن أني سوف أخبرك بحلول تقوم بتنفيذها دون أدنى جهد لتخرج فجأة من اليأس إلى الأمل ومن الظلام إلى النور ومن لهيب النار إلى نعيم الظل فأنت مخطئ، المشاعر مثل الطعام كل نوع منها يأخذ وقتًا مختلفًا لكي يكون كامل النضج، هل يمكنك أن تتناول لحمًا نِيئًا؟ أو تأكل أرزًا نِيئًا؟ بالطبع لا، ستترك كلًّا منهما يأخذ وقته على النار لكي ينضج تمامًا ويصبح جاهزًا للأكل.
هكذا هي المشاعر، كل نوع منها يأخذ وقته، كل نوع له عمقه وقوته، ويجب أن تحترم وقته ودورته، لا تتعجل في التخلص، وإنما الخطوات التي ستقوم بها ستساعدك في التعايش مع أي نوع من المشاعر بصورة إيجابية، بحيث تخطو خطوة خطوة باتجاه الصعود إلى النور مرة أخرى.
كيف نواجه محن الحياة؟
يمكنك أن تتغلب على محن الحياة بطريقتين مكملتَيْن لبعضهما لن تستطيع الاعتماد على أحدهما دون الآخر:
الشق الأول: العقلي
الشق العقلي هو أنك ستنفض عن ذهنك كل الأفكار السلبية، أنا لا أقول لك كلامًا غير علميّ، عقلك هو المتحكم الرئيسي في حياتك، ما تفكر فيه ينعكس عليك وتحيا فيه وتعيشه، لذا يجب عليك التفكير في عدة نقاط وهي:
- المشاعر لا تدوم، لا يوجد نوع واحد من المشاعر سيدوم للأبد، سيأخذ هذا الشعور وقته وسينتهي، لذا تقبل الأمر بصدر رحب.
- لقد عشت لحظات سعيدة من قبل، لا تكن ناقمًا فأنت مررت بالكثير من لحظات الفرح، لذا فإن لحظات الإحباط التي تمر بها سيتبعها لحظات سعيدة كالعادة، تأكد من هذا.
- هناك أسرار خفية لا تعلم عنها شيئًا، كن مؤمنًا وتأكد أن كل ما تمر به من مشكلات سببت لك إحباطًا ويأسًا لها جانب خفي ربما لو أطلعك عليه الله لحمدته على كل ما مررت به.
- عدد ما لديك من نعم، تذكر أنك بصحة جيدة في حين أن غيرك مريض، أو أن لديك عائلة في حين أن غيرك وحيد، أو أن لديك عمل في حين أن غيرك عاطل.
الشق الثاني: العملي
بالطبع الشق العقلي غير كافٍ وحده لإخراجك من هذه المحنة، إنه يقوم بإعادة برمجة عقلك فقط على تقبل الهزيمة، ويعطيك دفعة قوية لكي تقوم بالشق الثاني من العلاج وهو الشق العملي:
- قم بالتفكير في المشكلة التي سببت لك الإحباط وانظر في جميع جوانبها، وابدأ في التفكير في حلول عملية لها، فمثلًا إذا كان الإحباط بسبب عدم قبولك في وظيفة فما المشكلة؟ قدم على (100) وظيفة أخرى وستنجح في واحدة منهم، وإذا كان سبب الإحباط موت عزيز لديك فاعلم أنك وهو في دار فناء، وأنه سبقك لعالم أفضل وأبدي ومستمر.
- اسأل أو استشِر شخصًا تثق به، التحدث مع شخص موثوق من حولك سيخفف من حملك، وربما يعطي لك حلولًا لم تأت على بالك، ربما يأخذ بيدك نحو النور بصورة لا تتخيلها.
- طوّر من نفسك، إذا كان إحباطك بسبب فشلك في شيء ما كعمل أو دراسة فحاول أن تطور من نفسك، لا تقف مكانك، تعلم شيئًا جديدًا مفيدًا يساعدك على التقدم خطوة للأمام، فالتحرك البطيء أفضل بكثير من المكوث في مكانك تنتظر النهاية.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 11,872
مقال ملهم يساعدك لعبور لحظات المحن والصدمات
link https://ziid.net/?p=67731