يعتقد البعض بأن التفكير النقدي هو البحث عن السلبيات أو تصيّد الأخطاء، ولكن التفكير النقدي ليس هذا على الإطلاق، بل هو التفكير باستخدام مهارات محددة ودقيقة، وبمعايير متفق عليها تساعد على التفكير بطريقةٍ عقلانية سليمة وبالتالي يتم استيعاب الفكرة دون القبول بها، وبعدها تستطيع أن تصدر آراء وأحكام منطقية مبنية على أدلة صحيحة. يساعد التفكير النقدي على الارتقاء بقدراتك على أن تعرف ما إذا كانت هنالك حجة بالفعل أم أنها محاولة لقناعك فحسب.
5 خطوات للتفكير النقدي :
أولاً: إيجاد السؤال. العملية الأولى في التفكير النقدي.
ثانياً: وضع فرضية. قد يكون تصوّرك العام عن الشيء الواقع تحت التساؤل، ويحتمل الصواب أو الخطأ.
ثالثاً: البحث وجمع المعلومات. البحث عن الشيء الواقع تحت التساؤل والفرضية بما يدعم فرضيتك أو يخالفها بعقلٍ محايد.
رابعاً: اختبار الفرضية. هل يظهر لك أنها حقيقية يمكنك تصديقها أو أنها تمثّل ما يقارب الحقيقة.
خامساً: الخروج باستنتاج. بعد الخطوات السابقة يمكنك الآن الخروج باستنتاجٍ يمكن الاعتماد عليه متذكراً بأن استنتاجك قد يكون بأن فرضيتك صحيحة أو خاطئة أو أنها تحتاج إلى المزيد من البحث.
التفكير النقدي هو التفكير المنطقي
المنطق هو العلم الذي يقوم بدراسة القواعد وكذلك القوانين العامة الخاصة بالتفكير الإنساني الصحيح، كما يستخدم المنطق من أجل معرفة صحة الشيء من خطئه من أجل الوصول إلى أفضل الحلول.
كيف أحصل على إجابة للسؤال بتفكيرٍ نقدي؟
حدد السؤال وقم بتجميع كل الحقائق والآراء، والبحث عن متناقضات أقرب للصحة. تأكد من أن الحقائق ذات صلة بالسؤال، ومن ثم اتخذ قرارك بناءً على النتيجة الصحيحة التي وصلت لها. بعد أن تتأكد من أن النتائج التي وصلت لها متسقة فيما بينها وقد لا تصل إلى إجابةٍ كاملة، التفكير المنطقي سوف يحسّن من إجابتك.
معايير التفكير النقدي
1. الوضوح
وهو أن تكون الفكرة واضحة الجوانب ومكتملة كفاية بالنسبة للمتكلم والمستمع.
2. الدقة
تكون دقيق في التفاصيل فلا تستخدم عبارات مثل : “تقريبا أو مثلاً”.
3. الارتباط
ارتباط الأدلة والبراهين بالموضوع.
4. العدل
الميزان لا بد أن يكون حساسًا بحيث تكون لديك عدالة، أي ليس من العدل إذا كان الموضوع يخصك تستخدم معايير معينة، وحين يخص شخصًا غيرك تتغير هذه المعايير!
ما أهمية التفكير النقدي في الحياة؟
اتخاذ القرار الصائب
قبل أي قرار تتخذه من المهم أن يكون لديك وضوح في ماذا تفكر بالضبط وما هي الأدلة والبراهين إلى أن تصل للنتائج التي تجعلك تقرر بشكلٍ صائب.
الإقناع أثناء النقاش
عند محاولتك إقناع أحدهم بوجهة نظرك لا بد من أن تقدم له أدلة حتى تقنعه بشكلٍ منطقي يحترم فكره بدلاً من فرض وجهة نظرك عليه. التفكير النقدي مهارة مكتسبة، ولا يولد معنا.
من معوقات التفكير النقدي
1- الافتراضات المسبقة
وهي أن تكون لدينا تصورات مسبقة بدون دليل لهذه الافتراضات. وحتى تتجنب هذا العائق يجب أن تعرف التفاصيل جيدًا أو أن تستمع للشخص أولاً ومن ثم تحلل الموقف بشكلٍ نقدي سليم.
2- التحيز
وهو أن تنحاز ضد أو مع فكرة معينة أو شخص معين فيقود تفكيرك، وحتى تتجنب هذا العائق لا بد من أن تكون محايدًا في طريقة تفكيرك وتبني آراءك وأحكامك على الآراء التي ستسمعها بعد تحليلها بشكلٍ نقدي.
3- ضغط الأقران والمجتمع
اهتمامك بإرضاء المجتمع والأصدقاء بالإضافة إلى الميل بالتشبّه بالآخرين والخوف من النقد.
4- عدم مصداقية المصادر
لا بد من السؤال عن المصادر والبحث في مصداقية هذه المصادر ومن الجهة التي قامت بهذه الدراسة وهكذا.
6- التعصب
وذلك بأن تقرر قبل أن تقوم بدراسة البراهين.
7- العاطفة
تحول بينك وبين التفكير الواضح.
الحجة
محاولة الإقناع من خلال تقديم أسباب جيدة يعتبر حجة. والحجة المنطقية تتكون من معطيات ونتيجة، وتعمل الحجج على الحقائق لا المشاعر. مثال على ذلك: عبارة (اللون الأزرق أجمل من الأحمر) فلكل إنسان قيَمه الجمالية، إذن الحجة مبنية على رأي عاطفي لذلك تتفادى النقاش لأنه غير موصل لنتيجةٍ منطقية.
مكونات الحجة
الحجة كـ الطاولة لها دعائم.. وهي المكونات التالية:
1- أطروحة.
2- أدلة ودعائم وبراهين تدعم الأطروحة.
3- نتيجة تصل لها في النهاية، قد تتفق أو تختلف مع الأطروحة التي عرضتها في البداية.
حتى تكون مفكرًا نقديًا لا بد من أن تقدم الأطروحة مدعومة بأدلة والأدلة هذه تكون مرتبطة بالأطروحة وبالنتيجة وألا تكون مقدمًا للآراء فقط.
متى أحكم على الحجة بالقوة أو الضعف؟
هنالك 3 تصورات مغلوطة عن الحجة القوية
1-المتفقة مع آرائك الشخصية: أنت بهذا تأخذ بما يناسب هواك.
2- المقنعة بالنسبة له: ليس شرطاً بأن تكون مقنعة فهذا ليس مقياس على قوة الحجة فهنالك من يستخدم المشاعر للإقناع وليس بأدلةٍ منطقية.
3-المشتملة على الأساليب اللغوية القوية أو الفصيحة: أحياناً يتم استخدام اللغة في الحجة بحيث يشعر المتلقي أن الكلام قوي وموزون. ولكن مضمون الحجة يكون ضعيفاً.
كيفية تقييم الحجة
من خلال معايير في الحجة وفي الأدلة والدعائم
بالنسبة للحجة:
1- أن تكون مكتملة الأركان: بمعنى أنها تتكون من أطروحة وأدلة ونتائج.
2- اتفاق النتيجة والأطروحة: هل تتفق أو تختلف؟ إذا اتفقت فالحجة قائمة، أما إذا اختلفت أصبح لديك حجة جديدة بأدلةٍ جديدة.
بالنسبة للأدلة والدعائم:
1- توافر معايير التفكير النقدي في الأدلة والدعائم. (المعايير: الوضوح، الصدق، الارتباط، العدل).
2- لا تعارض بين الأدلة والأطروحة. أي الأدلة التي تدعم الأطروحة ولا تعارضها.
3- خالية من المغالطات المنطقية. وهي خلل في التسلسل المنطقي للتفكير. بسبب عدم الترابط بين الأطروحة المقدمة والنتيجة النهائية. تتواجد في أدلة الأطروحة.
وأخيراً مهارة التفكير النقدي تحميك من الوهم والخرافات والخداع ومن أن يتلاعب بك. من خلال الاستنتاج والتعرف على الادعاءات والافتراضات غير الظاهرة وتقويم الحجج وتمييز المفاهيم السليمة والخاطئة، كما أن هذه المهارة يستفاد منها في شتى مجالات الحياة المختلفة. وبها تستطيع حل المشكلات وتحسن من اختياراتك وتجعل حياتك أفضل.
*تم الاعتماد على قراءات في:
1. التفكير النقدي لتريسي بويل وجاري كامب.
2. مدخل إلى التفكير النقدي للدكتورة أميرة مخلوف.
مقال يساعدك على ألا تكون عرضة لغسيل الدماغ وألا تنخدع لأفكار أي شخص
link https://ziid.net/?p=40564