الغرق في التفاصيل … أضرارها وأفضل نصائح تساعدك على التحكم في مستواها
التفكير والاستفاضة فيه أو إعادته للبحث عن التفاصيل حتى نتأكد أن القرار هو الأنسب لكي نتفادى أي لوم أو عتاب النفس أو من الآخرين
add تابِعني remove_red_eye 2,723
من سمات التفكير في الأشياء الصغيرة والخوض والغرق في التفاصيل، هو أن الشخص قد يصل إلى مرحلة الغرق في اللامعنى واللا فائدة، مثله مثل الأمطار غير المستخدمة والتي تتساقط وتذهب على الأرض إلى اللاشيء.
الغرق في التفاصيل قد يصل بك إلى أن تبحر في أمواج بحور الصور الخيالية القاطنة في خيالك فقط حيث منطقة اللامنتهى، حيث يصيبك شيء من الانحرافات العقلية التي قد تبحر في سراديب من خيالك وقصصك مُتَخَيِّلاً أنك تسير في الاتجاه الصحيح، رغم أن ذلك هو ما إلا فتح ثغور لعقلك عندما تصل إليها، قد تكون أمضيت الكثير من الجهد والوقت الذي به تكون قد غفلت وبعدت عما هو هدفك الأساسي! وربما تكون تنسيه ماذا تريد أن تعرف أو أن تصل إليه.
علميًّا هناك نظرية تسمى الشلل التحليلي Analysis Paralysis أو ما يسمى التحليل الزائد Overanalyzing أو ما يسمى التفكير الزائد Overthinking وهي عبارة عن عجز الفرد عن اتخاذ القرار في المواقف التي تستدعي التدخل السريع، نتيجة التحليل الزائد للموقف أو الإفراط في التفكير فيه للبحث عن حل مثالي خَوْفًا من أن يتسبب ذلك القرار بخطأ ما أو بمشكلة أكبر.
وهذا يحدث عندما يتفوق الخوف على التوقعات أو القيم المحتملة للنجاح، وبالطبع مع وجود كثرة في الخيارات، تؤدي إلى تعقيد الموقف ويزيد مع الإرباك مما يجعلك الفرد غير القادر على اتخاذ القرار والوصول إلى نتيجة، حيث إن الفرد يكون عنده رغبة مستمرة في الوصول إلى أدق وأعمق التفاصيل، والسعي اللامتناهي ظَنًّا منه أن الحل على بعد خطوة قصيرة إن حصل على معلومة أزيد من المعلومات الحالية.
تذكر قول “لوري بيث جونز” – يؤدي نسيان مهمتك، حتمًا، إلى التشابك في التفاصيل – التفاصيل التي يمكن أن تخرجك تمامًا عن طريقك.
أضرار الغرق في التفاصيل
- يؤثر سلبًا على الصحة النفسية.
- يزيد من الضغوط والمشكلات.
- يزيد من التوتر والقلق.
- الإرهاق وقلة النوم.
- يضعف من مستوى التركيز.
- يهدر الكثير من وقتك ويصبح من مشتتات الوقت.
- استهلاك حيز من ذاكرتك وطاقتك.
- محدودية في الإبداع والابتكار.
بكل تأكيد، إن التفاصيل مطلوبة، وكثرة المعلومات مهمة وتساعدك على اتخاذ القرارات الصائبة، ولكن تذكر أن التفاصيل ما هي إلا شبيه بالرمال الصحراوية المتحركة والمسيطر عليها قوانين الطبيعة، والخارجة عن إرادة الإنسان، والتي من الممكن أن تدفعك بالتي هي أسوأ، عندما تغوص أقدامك داخل هذه الرمال المتحركة، حتى تصبح هنا كثرة التفاصيل مثل الأخطبوط الذي يستولي على إرادتك، والتي بها يقيدك لتبقى في مكانك رغم مجهوداتك وطاقتك المبذولة وهنا تفقد القدرة على الحركة أو حتى الرؤية وتصل إلى مرحلة التفكير اللاوعي وتبحر في دائرة مفرغة مثل المتاهة لا تعرف كيف تخرج منها.
ليس كل المواقف تحتاج منك إلى الخوض في التفاصيل وليس كلها تحتاج نظرة عابرة؛ لذا لكل معلومة جهد وتكلفة وعائد؛ لهذا عليك بالبحث عن التوازن طِبْقًا لترتيب الأولويات والتوقيت المناسب، بالإضافة إلى مقارنة العائد من هذه التفاصيل مقابل التكلفة والطاقة المبذولة، وهل هذه التفاصيل مهمة في اتخاذ القرار وتذكر قانون سلسلة القيمة والتي به قد تحذف الأنشطة غير المهمة مع الحفاظ على القيمة والمخرجات؛ لذا عليك سؤال نفسك هل الحصول على التفاصيل سيزيد مكاسبك أم أنها ستصبح مجرد هدر لمواردك؟
هنا يتضح لنا أن بعض التفاصيل تكون عديمة القيمة والجدوى، وإذا حذفتها فسوف لا تؤثر ولا تعدل من قرارك، مثل أيام زلزال عام 92 في مصر: الشخص الذي أخذ يبحث عن حذائه حتى يهرب من منزله ذُعْرًا من هزة الزلزال (هل وجود الحذاء من عدمه يفرق في النتيجة لاتخاذ هذه المخاطرة؟) ومثال آخر: الطالب الذي يستفيض في تفاصيل الإجابة عن أحد أسئلة الامتحان نتيجة تمكنه الزائد أو حبه لهذه الجزئية مما عطله عن الإجابة عن باقي الأسئلة واستهلاك معظم وقت الامتحان (هل الاستفاضة سوف تعطي درجة أعلى نتيجة الإجابة المستفيضة أم أن للسؤال حدًّا أقصى للدرجة؟)
نصائح تساعدك على التحكم في مستوى التفاصيل
هنا نحاول جَاهِدين أن نذكر الطرق والنصائح الأكثر نَجَاحًا لتفادي حالات التفكير الزائد والغرق في التفاصيل في مواقف متعددة، والتي من الممكن أن تستخدم طريقة أو أكثر منها للتمكن من عبور هذه المرحلة أينما واجهتك:
- ممارسة تمارين التنفس.
- ممارسة الرياضة (خصوصًا اليوجا وبالطبع رياضات أخرى).
- ممارسة تمارين التأمل والصفاء الذهني.
- ترتيب الوقت والأولويات.
- استخدام أحد تقنيات إدارة الوقت في مثل هذه المواقف (مثل باركنسون، بومودورو، باريتو أو التأطير الزمني).
- النظر إلى الإيجابيات والسلبية الخاصة بالتفاصيل.
- قانون القيمة (العائد vs التكلفة).
- قانون الأهمية النسبية للمعلومة.
- تقبل مفهوم الخسارة أو الفشل واعتبرهم دروسًا للتعلم والاستفادة للمستقبل.
- تقبل وواجه مخاوفك دون خجل أو ذعر؟
- صرف الانتباه والخروج خارج الصندوق ومحاولة التفكير في الصورة الكبرى من الخارج كالشخص المتفرج.
- مشاركة المهمة مع فريق العمل إن أمكن تساعدك على التحكم نتيجة الخبرات المتبادلة.
- إذا كانت مهمة خاصة أو شخصية فلا تخجل من طلب يد المساعدة من المقربين وأصحاب الخبرات.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 2,723
مقال يساعدك في تفادي الغرق في التفاصيل
link https://ziid.net/?p=98429