لماذا يجب ألا تطلب من صديقك المكتئب الابتهاج؟
الجميع يحاول التخفيف عن أصدقائه من خلال إخباره عن الجانب السلبي ولكن أنت للأسف تؤذيه.
add تابِعني remove_red_eye 61,969
حينما يخبرك صديقك بأنه مكتئب أو على الأقل حزين، تطلق أنت الكثير من النصائح، من أجل التخفيف عنه، وهذا هدف نبيل لا يمكن لأحد أن ينكره عليك، فالتفكير الإيجابي من أكثر الأمور التي تساعدنا لنتخطى الكثير من العقبات الحياتية ونغير أفكارنا، ولكن ذلك حينما نفعل ذلك بأنفسنا، إنما في بعض الأحيان حينما يتحدث الأصدقاء إلينا بتلك النبرة، نشعر بالضيق أكثر فبينما أنت تخبر صديقك بأن
“هذه الأشياء تحدث للجميع” “لم تكن الوحيد الذي حصل على يوم سيئ” “مَن حصل على السعادة كلها؟” “كن أصلب وأقوى من ذلك” “سيحصل هذا دائمًا معك فكفّ عن التذمر”
قد توصل لصديقك رسالة خاطئة، لا يمكن أن يغفرها لك.
في علم النفس يسمى دفعك للآخر للتفكير الإيجابي والنظر لنصف الكوب الممتلئ بـ”Positive Re-framing” أو التفكير المتفائل، أو إعادة صياغة الأحداث السلبية إلى إيجابية أو حتى النظر لنصف الكوب الممتلئ، ولكن في بعض الأحيان لا يساعد ذلك التفكير المتفائل بل يعمل عملًا مختلفًا، فقد يتلقى صديقك استجابتك لكلامه بشكل آخر فيراك غير مبال به، أو مقللًا من حزنه، أو أنه يثقل عليك، ويضايقك بمشاكله، مما يجعل هدفك النبيل يتحول إلى لفعل سيئ.
أجرى الباحثون، من جامعة واترلو وجامعة ويلفريد لوريير، مجموعة من التجارب تتضمن أفضل طريقة لدعم الأشخاص ذوي المستويات المختلفة من احترام الذات. وجدوا أن ما يسمى بـ “إعادة الصياغة الإيجابية – Positive Reframing”، والتي كما يوحي اسمها، هي محاولة لوضع الأحداث السلبية في منظورهم “الصحيح”، ليست ذات صدى لدى الأشخاص الذين يعانون من تدني احترام الذات، ولكنها في الواقع تأتي بنتائج عكسية وتجعل الشخص الحزين يشعر بالسوء تجاه نفسه لأنه أضعف من أن يتقبل تلك الأحداث البسيطة ويتعامل معها، مما قد يضر بعلاقته مع الشخص الذي يحاول تهدئته. ولكن الطريقة المثلى هي “التحقق السلبي – Negative Validation” أي “سلوكيات الدعم التي تنقل أن مشاعر أو أفعال أو ردود فعل المتلقي طبيعية ومناسبة للموقف” فقد كان لها صدى لدى الأشخاص الذين يعانون من تدني احترام الذات. أما إذا كان ذلك الشخص لديه احترامًا عاليًا لذاته فلا بأس أن تستخدم معه أسلوب إعادة الصياغة الإيجابية، لأنه حينما ينظر إلى حياته سيعرف فعلًا أنه يبلي بلاءً حسنًا دائمًا.
لكن هذا لا يعني أنك غير متعاطف أو مبال به، لكن الأمر يختلف كثيرًا فهم يشعرون بأنهم غير ناضجون أو مسؤولون، لذلك فالطريقة المثلى لجعل صديقك يشعر بأنك تخفف عنه وكذلك يشعر بأنك مبال به، أن تجعله يشعر بأنه محق في قلقه وحزنه وأنك تتفهم ما يحدث له، أنت تخبره أنك تقدر حزنه وتقدره وأن كل الأمور سنقوم بحلها معًا وإن لم نتمكن من ذلك فأنا بجانبك دائمًا.
هذا بالنسبة للشعور بالحزن أو العراقيل التي يقصها عليك صديقك، فماذا إذا كان صديقك مكتئبًا كيف يمكنك أن تدعمه، إليك تلك النصائح.
كيف تدعم صديقك المكتئب
1- استمع إليه
استمع إليه بكل انتباهك، اسأله عما به ودعه يخبرك بكل ما لديه، لكن ضع في اعتبارك أنه قد يريد منك أن تعطيه أي نصائح، إنما فقط يحدثك عما يدور بداخله من أجل أن يخفف عن نفسه، إذا كان قريبًا منك فمن المفضل أن تكون المحادثة في لقاء أفضل من المحادثة الكتابية أو مكالمات التليفون، حينما تستمع إليه استخدم تقنيات الاستماع النشطة:
- اطرح أسئلة للحصول على مزيد من المعلومات بدلًا من افتراض أنك تفهم ما يعنيه.
- تحقق من صحة مشاعره.
- أظهر التعاطف والاهتمام بلغة جسدك.
2- ساعده في العثور على الدعم
قد لا يعرف صديقك أنه يحتاج إلى استشارة طبيب، أو أنه لا يعرف الطبيب المناسب، لذلك اعرض عليه أنت تبحث معه عن الأطباء الذين يمكنهم المساعدة، أو المعروفين بجودة خدمتهم في هذا المجال، من الممكن أن يكون دعمك لتلك الخطوة مفيدًا خاصة إذا كانت المرة الأولى التي سيخوض فيها صديقك هذا الأمر، ولكن احذر من أن تضغط عليه فيذهب ليتخلص من الحاحك فقط، ادعم بلا ضغط.
3- ادعمه في مواصلة العلاج
في بعض الأحيان يجعل الاكتئاب الشخص غير قادر على مغادرة منزله، قد يخبرك صديقك أنه يفكر في إلغاء موعده للعلاج، لذلك كن دائمًا هناك، أخبره أن جلسات العلاج مثمرة وأن الاكتئاب خادع، اعرض عليه أن ترافقه للعيادة، وكذلك حينما يخبرك أنه لا يريد تناول العلاج بسبب الآثار الجانبية، حثه على الحديث مع الطبيب حول ذلك، واختيار علاج آخر أو حتى التحمل حتى تمر الفترة الأولى ويعتاد العلاج.
4- اعتنِ بنفسك
حينما تعتني بشخص مكتئب قد يتسرب إليك بعض الاكتئاب، أو قد تذوب في معاناته لذلك يجب عليك أن تعتني بنفسك حتى لا تصاب بالإرهاق أو تشعر بأنك مستنزف، فإذا بذلت كل طاقتك من أجل أصدقائك لن يتبقى لك أي شيء.
5- تعرف على الاكتئاب
يمكنك أن تبحث بنفسك عن الاكتئاب وتتعرف إليه، من خلال الصديق أو حتى من خلال سؤال طبيب نفسي عنه، فذلك سيجعلك تشعر بأنك تفهم الاكتئاب مما يجعلك قريبًا أكثر وقادرًا على التفهم أكثر وأكثر.
6- ساعده في المهام اليومية
إذا كنت قادرًا على مشاركته في بعض الأعمال اليومية من أجل التخفيف عنه فلا بئس في ذلك لأنه سيجعل الصديق يشعر بأنك تعتني به، بأنك هنا دائمًا، فالاكتئاب يشعرك بالإرهاق والتعب مما يجعله غير قادر على القيام بالمهام اليومية، قد يشعر بالحرج لمساعدتك فكن قوي الملاحظة وابدأ مثلًا من ترتيب مكان عمله.
7- لا تتوقف عن دعوته للأنشطة
الاكتئاب يجعل الأفراد يميلون للعزلة، لذلك حينما تدعو صديقك إلى أي نشاط قد يخبرك بأنه غير قادر على التواجد، لذلك لا تتوقف عن الدعوات باستمرار حتى لا تجعله فريسة للعزلة، والتي تجعل الاكتئاب في زيادة، لذلك أخبره أنك تقدر ذلك لكنك ستنتظره مرة تلو المرة.
8- ابق صبورًا
حتى العلاج الناجح لا يعني أن الاكتئاب يرحل بلا عودة، لذلك كن صبورًا فالعلاج قد يأخذ الكثير من الوقت كما قد يبدو التحسن بسيطًا، وحتى إذا تم العلاج قد تظهر الأعراض مرة تلو المرة على صديقك، حاول ألا تصاب بالإحباط.
9- كن على تواصل
حتى حينما لا تكون متاحًا طوال الوقت، كن دائمًا على تواصل كلما سنحت لك الفرصة بذلك، لأن ذلك يشكل فارقًا حتى وإن لم يتمكن صديقك من إخبارك بذلك في الوقت الحالي.
10- تعرف على أشكال الاكتئاب المختلفة
يبدو الاكتئاب دائمًا على أنه انخفاض في المزاج، أو الحزن ولكن هناك أعراض أخرى أقل شهرة وهي:
- -الغضب والتهيج.
- -الارتباك أو مشاكل الذاكرة أو صعوبة التركيز.
- -التعب المفرط أو مشاكل النوم.
- -الأعراض الجسدية مثل ألم في المعدة، والصداع المتكرر، أو آلام الظهر والعضلات الأخرى.
فحتى حينما تختفي تلك الأعراض الأولى وتحل محلها أعراض أخرى يجب عليك أن تعرف أن صديقك ما زال يشعر بالاكتئاب.
add تابِعني remove_red_eye 61,969
link https://ziid.net/?p=69464