تعرف ما أفضل هدية تهديها لنفسك في عيد ميلادك؟!
تذكر أنه كلما تحسنت صورتك، يتحسن اختيارك في الحياة، وبالتالي تزيد قدرتك على العطاء وتأدية دورك في الحياة
add تابِعني remove_red_eye 38,355
لماذا لا أهادي نفسي بهدية مميزة في عيد ميلادي؟ عيد ميلادي هذا العام مختلف فلأول مرة أنظر لعيد ميلادي بنظرة مختلفة عندما جاءتني خاطرة في نفسي تقول: ها هي سنة جديدة لي في هذه الدنيا، لِمَ لا أهادي نفسي؟! وكيف أجعلها سنة سعيدة مميزة فعلًا؟! ولماذا أنتظر يومًا في العام وأنتظر بعده التغير؟! وكيف سوف يحدث هذا فجأة دون أن أستعد وأخطو خطوات واضحة تجاه التغير الذي أريده؟!
إذا خطر ببالك شيء كهذا يومًا ما، فاليوم ما تقرأه هو تذكرة بحق نفسك عليك الذي تنساه في زحام المهام، أعود لأسألك الآن لِمَ لا تهادي نفسك؟ إنها أغلى ما لديك، إنها أكبر استثمار تملكه، ولماذا تنتظر أشُهرًا حتى يأتي عيد ميلادك ولتشعر بالأمل الذي يأتي مع الشعور بالحياة يوم احتفالك؟! صدقني الأمل في داخلك مع الروح التي تحيا بها، يوم ميلادك يأتي كل يوم، كل يوم يكتب لك الله فيه أن تعيشه من جديد، فكل يوم حياة جديدة وأمل جديد تجهز له وظنك بالله خيرًا، وستجده بالتوجه في خطوات واضحة والسعي المستمر للتحسين الشخصي.
كيف يصبح يوم ميلادك فرصة جديدة في الحياة؟
يوم ميلادك سيكون ميلادًا جديدًا عندما تعيد ميلاد الحياة في عينك، وترى قيمة النِّعم من حولك بتخيلك ماذا سيحدث لو فقدت كل نعمة، وتفكر في ثلاث أسباب تجعلك شاكرًا لله لوجود كل نعمة، ذلك هو الشعور بالامتنان. تمتن لكل شيء، بداية من كل جزء في جسمك وعائلتك، منزلك، كلمة أسعدتك، إيمانك…….، وتعيد الحياة للناس من حولك في عينك، فتراهم من جديد، فلا ترى نسخهم القديمة لأننا جميعًا نتغير بشكل مستمر، والكون يتغير، تظلم من حولك عندما ترى أحدهم من عين عيبٍ فيه وتترك كل مزاياه أو تراه موقفًا قديمًا وقّفت عنده الزمن.
وتنفي أي تغير للأسوأ أو للأفضل، يقول طبيب نفسي: إن وعي الشخص يأخذ صورة لأي شيء جديد ولا ينتبه للتغيرات الصغيرة فيتفاجأ بالتغيرات الكبيرة، لأنه لم يتوقعها ولم يرَ التفاصيل المؤدية لها ويحدث هذا في العلاقات عندما تعجبنا شخصيته نأخذ صورة أولية له، وعندما نكتشف حقيقة الشخصية بالمواقف ربما تواجهنا صعوبة في التصديق أو نحاول نفي ما نراه، لهذا من المهم تجديد رؤيتنا للتغيير في الآخرين وكل ما يحيطنا باستمرار.
ومن باب أولى أن تعيد النظر إلى نفسك وتراها من جديد، وتصالحها على الماضي وترى التغير الذي حدث في نفسك وتتقبله، ربما نكون تعودنا على مبدأ أن هناك شخص مغمور سوف يأتي من حيث لا ندري ويقوم بإصلاح كل ما أفسده الآخرون.
هذا الاعتقاد الذي تغنت به الأغاني مثلما قالت مُغنّية في أغنية باللهجة المصرية من المفترض أنها تعبر عن الحب تقول (تعالى أتصالح على نفسي وأنا وياك)، تؤكد بهذا المعنى الوعي الذي يتحرك كثير في العلاقات، ومنتظرين من يحبنا ويصالحنا على أنفسنا والحياة ويصلح ما أفسده الآخرون.
ويلون دنيانا ويجعل أعيننا تلمع بحب الحياة، وإذا غاب عنا عدنا لغياب حبنا عن نفسنا والحياة، كفى هذا الهراء وتشويهًا لأنفسنا، إن هذا بعيد كل البعد عن الصحة النفسية ولأن علاقات كتلك تتحول لعلاقات إدمانية اعتمادية وبالطبع تؤذي الطرفين.
ولكن كيف نتصالح مع أنفسنا؟
تصالحك يكون بالحب والتقبل دون شروط وأن تصفح عنها في أي خطأ، كفاك ندمًا على الماضي وندمك المستمر سوف يعجّزك ويجعلك تقف مكتوف الأيدي، تعاهد معها أن تتحمل المسؤولية تجاهك وتجاه حياتك، وأعترف لك أن الأمر ليس بسهولة الكلام فالتطبيق يحتاج لمجهود وصبر والاستعانة بدائرة للدعم مثل الأصدقاء الواعيين. أو مجتمع تعليمي تطويري داعم مثل مجتمع المعرفة التطبيقية والأهم هو الاستعانة بالله، في بناء الوعي في أكثر من اتجاه كالتخلص من المثالية، وبناء وعي التقبل، تقبل إنسانيتنا، وتقوية عضلة المسؤولية، والاستعانة بمصادر التعلم الصحيحة، وإذا كان صوت تأنيبك خرج عن السيطرة عليك اختيار مستشار نفسي واعي.
ما علاقة كل ذلك بهديتي لنفسي؟
هديتك لنفسك صورة ذاتية جديدة تتعرف على نفسك من جديد تصبح كلوحة جديدة لنفسك ترسمها بعين الحب والتقبل والتصالح والتقدير والاحترام، وبكل مسؤولية ودعم وصبر، وبريشة مرنة تبرز مزاياك وتلونها بألوان الحياة المبهجة التي يملأها الامتنان والرضا، والفائدة من تلك الصورة هو أن تضعها بدلًا من تلك الصورة القديمة الباهتة. التي لطخت وتشوهت بآراء الناس عنك، فالصورة القديمة ملامحها رسمت بتجارب سابقة صدقت أن الفشل فيها هو أنت وهويتك، وليست مجرد تجربة يمكن التعلم منها، أعلم أن تلك الصورة الذاتية تطويرها وتعديلها مستمر ما دمت حيًّا تخوض التجارب وتتعلم، وعليك معرفة الأوان المناسبة والأدوات، التي تحتاجها في طريق رسم لوحة نفسك ووعيك بذاتك.
لتكون لوحة تعبر عنك فعلًا تعبر عن هويتك، ولا تبالي بتوقعات الآخرين عنك، كل ما عليك فعله الآن هو أن تأخذ القرار بإهداء نفسك تلك اللوحة الذاتية المميزة، ومجرد أخذ القرار بتعديل صورتك عن نفسك هو خطوة في الوعي أن كل ما تعرفه عن نفسك ليس هو الحقيقة المفروغ منها، وأن تلك الصورة رسمت من الطفولة والاحتكاك بالبيئة، وغيره.
المهم هو أن تتقبل ما تراه في صورتك الحالية ولا تلُم نفسك أو الآخرين فلا فائدة من ذلك، بل بالعكس سوف تُعطّل حركك، أنت الآن أمام نفسك بهذا الوعي الجديد مسؤول عن جهاد نفسك وتغيرها ومراعاة أن التغير يحتاج للصبر وأن تعرف الكيفية الصحيحة في التغير وما الصعوبات التي سوف تواجها لتستعد.
لماذا عليّ أن أعيد رسم صورتي الذاتية؟
الصورة التي ترى بها نفسك تستحق كل الصبر، فهي تحدد تعاملك في حياتك ونوعية اختياراتك وطريقه تعامل الناس معك وكل شيء يتحدد وفقًا لعلاقتك بنفسك وصورتك عنها، صورتك الذاتية الواضحة عن نفسك تحميك من التأثر بأي رأي سلبي والقدرة على اختيار ما يتناسب مع شخصيتك، لأنك تعرف احتياجاتك وأولوياتك وقيمّك التي تحركك، وأذكرك أن ما يوجد شيء في الحياة بدون ثمن، وأن التغير رحلة فأستعد لها.
وفي النهاية… تذكر أن كلما تحسنت صورتك، يتحسن اختيارك في الحياة، وبالتالي تزيد قدرتك على العطاء وتأدية دورك في الحياة، فأبشر أنت تؤجر حسنات على كل خطوة تخطوها في طريق تغير نفسك، فذلك هو جهاد النفس، قوِّ نية التغير داخلك، واستعن بالله فنفسك من الله وبه استعن عليها.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 38,355
مقال مهم وملهم ويساعدك لتحسين صورتك الذاتية أمام ذاتك
link https://ziid.net/?p=91343