هل أنتظر نهاية العام لأضع لنفسي أهدافا أستحق الفخر بإنجازها؟
حاول تجنب العدوى السنوية من وضع الأهداف والانشعال بها أول العام فقط وتأجيل التحسين في غيره من الأوقات
add تابِعني remove_red_eye 182
إذا كنت تعتقد أن تصحيح مسارك في الحياة وإعطاء نفسك هدفا ساميا لتحقيقه لا يصلح إلا في بداية السنة الميلادية فأنت قد حرمت نفسك الكثير من الفرص واللحظات الهامة التي قد يصلح أن تكون بداية مميزة لك في حياتك، وطي صفحة من الماضي ملئت بإيجابيات كانت أو سلبيات. ولكي نأخذ الموضوع بشكل متكامل نسأل أنفسنا أولاً ما الدافع وراء وضع الأهداف؟..لماذا نضع لأنفسنا هذه الأهداف والغايات؟.. هل لأجل أن نعقّد الحياة مثلا ؟ أم أنها توضع بدون وعي لإراحة النفس من تأنيب الضمير في كل مرة نشاهد نموذجاً ناجحاً ونقارنه بأنفسنا؟
عدة أسباب تدفعنا لوضع الأهداف والسعي وراءتحسين ذواتنا
- أولاً أن الحياة بدون هدف حياة كئيبة مليئة بالتخبط و الدوران في دائرة مغلقة، نلاحظ من حولنا يطور ويتحسن ونحن لم نبرح مكاننا بالأمس! هل انتابك مثل هذا الشعور من قبل؟
- وثانياً أن الأهداف تصرفنا عن المشتتات التي تعيق عملية تحقيق الهدف فعلى سبيل المثال لو كان لشخص ما هدف جمع مبلغ من المال لشراء منزل فإنه تلقائياً سيقوم بمراجعة مصروفاته والتخلص من جميع مصادر الهدر وبذلك هو يقوم بتحييد جميع الأشياء التي من شأنها أن تصرفه عن هدفه الذي وضعه.
- ثالثاً أن استحضار الهدف يعمل كمحفز عندما تهبط الهمّة وتقل العزيمة, فنحن بني البشر معرضون لأوقات نشعر فيها بكامل طاقتنا وأوقات أُخرى قد لا نجد هذا شعور. هذا شيء طبيعي، فكل ما عليك فعله أن تستذكر هذا الهدف وتستذكر السبب وراء وضعه وماذا يضيف لك عند تحقيقه.
ولعلنا بعد أن تعرفنا لماذا نضع هذه الأهداف نتطرق إلى مسألة ربط الكثيرين لوضع الأهداف وتحقيقها وتحسين حياتها ببدايات السنين الميلادية. ولعله أحد العومل التي طرأت علينا من احتكاكنا بثقافات الشعوب الأخرى ولا بأس ما دام هناك عقل واعي يأخذ المفيد و يترك ما دونه.
الكثير من المناسبات خلال العام تصلح أن تكون بداية جيدة
- من أفضل الاماكن وأطهر بقاع الأرض من مكة المكرمة بعد أداء مناسك العبادة سواء كانت عمرة أو حجاً، عند معرفتك بعِظم المكان وعِظم من تدعوه، عندما ترى حولك من يرفع يدية بالدعاء ومنهم من يلهج بالتسبيح والتهليل والتحميد ومنهم الأعجمي الذي قد تكبد عناء السفر وتكاليفه طمعاً بمغفرة ذنب وقبول توبته. كل هذه تكون لديك الدافع لجعل نفسك أفضل وأحسن في جميع ميادين الحياة ليس فقط في العبادة.
- عند معرفتك بقدوم شهر رمضان المبارك حيث يتضاعف الأجر وتعظم المثوبة وهو شهر القرآن الذي قال عنه رسُول الله صلى الله عليه وسلَّم : ( مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا.) زد على ذلك أن الجو العام محفوف بالروحانية والطمأنينة أينما ذهبت. وهذا يعطيك دافعا للمواصلة والإصرار على التغيير والتحسين في حياتك.
- عندما نرى آية من آيات الله الكونية التي تطرأ علينا ومن ذلك الكسوف والخسوف فهي لجانب كونها ظاهرة كونية ولها تفسيرها الفلكي يبقى لها بُعدها الديني العميق وهو تجديد التوبة والخضوع لله ومحاسبة النفس وتقويمها قبل فوات الأوان.
- عندما يحفظك الله من موقف خطير ومن موت محتّم كان قد يودي بحياتك فتجد نفسك قد نجوت منه, هذا يعطيك دافعا قويا جداً لتصحيح مسار حياتك. ولنا في قصّة عبدالله بانعمة مثال على شخص أنجاه الله من الموت ليعتبر ويتوب.
- وأخيراً قد يكون أفضل لحظة لتغييرك لنفسك موقف بسيط حدث لك فتأثرت به أو كلمة ألقاها شخص على مسامعك فوقعت في قلبك فقررت أن تحسن من نفسك ووضع حد لهذا التسويف.
في الواقع يا عزيزي القارئ لايوجد مكان محدد أو وقت مقرر لتقوم بشيء صحيح لنفسك وحياتك. بل وعلى العكس تماماً .. يمكنك البدء الآن! التقط ورقة وقلما في مكان بعيد عن الضجيج حيث يمكنك الهدوء وأخذ نفس عميق ثم ابدأ بتدوين الوضع الحالي الذي أنت عليه الآن بكل صدق و شفافية وعلى الطرف الآخر من الورقة يمكنك كتابة ما تطمح له في المستقبل.
ينبغي مراعاة أن تكون واقعياً وحيادياً عند كتابة ماتريد أن تكون في المستقبل حتى لا تقع ضحية الأحلام الوردية غير المنطقية والعيش في الخيال. اتخذ من طريقة الهدف الذكي وسيلة لوضع الأهداف المستقبلية حيث أن كل هدف ينبغي أن تتحقق فيه كونه محدداً، قابلاً للقياس، ممكن التحقيق، واقعي، و أخيراً أن يكون محددًا بوقت حتى لا تقع في دائرة التسويف.
أهلاً بالبداية الجديدة ..
add تابِعني remove_red_eye 182
مقال هام يساعدك في تحقيق أهدافك السنوية
link https://ziid.net/?p=46033