خلاصة كتاب (السماح بالرحيل): مبدأ سيحررك من مقولة “من طلب العُلا سهر الليالي” للأبد
التحول من الجهد إلى التسليم عبر تقنية غير مرتبطة بزمان أو مكان للانطلاقة حيثما كنت ابدأ لتصل إلى حيث تريد
add تابِعني remove_red_eye 102,609
يعد هذا الكتاب شفاء للنفس والجسد، ومرشدًا لمن يريد مستوى عاليًا من الوعي كما أنه يقدم كيفية للتحرر (السماح بالرحيل) تقنية تعلمك كيفية التسليم، كتب الكتاب الفيلسوف الأمريكي ديفيد ر. هاوكينز الذي اشتهر بمقياس”هاوكينز للوعي” وهو أستاذ جامعي وطبيب مارَس الطب النفسي سنين طويلة، وله العديد من المؤلفات، وتوفى عام 2002م أي حضر عصر الانفجار المعرفي وثورة التكنولوجيا والإنترنت. وجاء تأليفه بعد أن جرب هو بنفسه مبدأ قوة السماح التي اعتمد تقديمها في الكتاب بعد رحلة من الوعي وإدراك للذات.
ونحن كمسلمين دائمًا ما نسمع “فوض أمرك إلى الله” و”سلم الأمر لله” وحتى أنها عبارات تشمل أدعيتنا، وهذا الكتاب يؤكد هذه الفكرة باختصار من خلال “السماح” وبه تحصل على الاطمئنان والسعادة والعافية والسلام والحب والكثير من المعاني والقيم الراقية.. إلى الإبداع.
ويخبرك الكاتب: “بأن الأمر فيك بداخلك ولا تحتاج إلى أي شيء خارجي” وكأنها الفطرة السليمة التي فطرنا الله عليه وأرسل إلينا الأنبياء والرسل للعودة لهذه الفطرة النقية، إلا أن الأنا هي العائق بما فيها من غرور وتكبر “أنا خير منه” معتقدًا بأنك تمتلك الأجوبة فلا تريد أن تسمع لمصلح أو فاعل خير يريد أن يرشدك و”هاوكنز” يحاول أن يرشدك من خلال كتابه إلى طريقة سهلة تجعلك تتجاوز مشكلاتك وتعيش في صفاء بشكل دائم وليس وقتي لأن المعلم في داخلك إذا التقيت به ستدرك ما الذي حاول فاعلو الخير من الحكماء إيصاله لك على مر تاريخ حياتك.
حبة فوق وحبة تحت
لا أحد يمضي بلا تحديات وعقبات هنالك تحديات جماعية مثل “جائحة كورونا”، وهنالك تحديات فردية تواجهها أنت لوحدك وكل هذه التقلبات التي تعيشها بما تحمل من ضغوط وأزمات تأتيك بشكل يومي تعيق عملية السماح لديك. وأنت تريد أن تتحرر من مشاعرك السلبية وما تسببه من تبعات، يقدم “هاوكنز” وسائل فعالة للسماح برحيل هذه المشاعر السلبية من خلال مبدأ السماح بالرحيل أو التسليم، والتسليم سيكون تلقائيًّا لأن العقل بطبيعته يسعى للتخلص من المعاناة ويريد الشعور بالسعادة.
ما مبدأ التسليم؟
انقطاع مفاجئ لضغط داخلي “جبل كان على صدرك ثم زال” يصاحب هذا شعور بالراحة والخفة والسعادة والحرية. مثال: كنت في نقاش حاد وتشعر بعصبية فجأة تشعر بأن الموقف كله سخيف فتشعر فجأة بمشاعر السعادة وهكذا إذا كانت هذه طريقتك مع أي موقف فستشعر دومًا بالحرية والسعادة. لهذا السماح بالرحيل يحدث بوعي بناء على رغبتك فتصبح متحملًا مسؤولية مشاعرك ولن تكون ردة فعل.
السماح بالرحيل هو إدراكك لشعور ما فتسمح له بالظهور بلا مقاومة أو هروب وأن يأخذ مجراه بلا محاولة تغييره وتركيزك على التخلص من الطاقة التي تكمن خلفه. المقاومة هي التي تجعل الشعور يستمر، الحل لا تقاوم المقاومة فأنت لك الحرية في أن تسمح بالرحيل وتسلم، لا أحد يمكنه أن يجبرك، بدِّدْ كل خوف يظهر لك وبهذا تتمكن من التخلص من المقاومة، علمًا بأن التسليم قدرة طبيعية، أن تسلم أيْ لا يكون لديك مشاعر قوية اتجاه أمر ما، حدث أو لم يحدث سيان. بهذا تقل حاجتك للاعتماد على أي شخص أو أي شيء. “عندما تسمح برحيل شعور ما فأنت بذلك تحرر نفسك من كل الأفكار المرتبطة بها”
ما الذي يميز مبدأ التسليم؟
من أبرز المميزات البساطة والفعالية وسرعة النتائج التي تلاحظها بالإضافة إلى أنها لا تحمل مفاهيم مشكوك فيها. وتظهر فائدتها جسديًّا وسلوكيًّا وتحسن العلاقات الشخصية يثمر عن ذلك تحسن في أداء العمل والإنجاز بسهولة ويقل اعتمادك على الفكر لتعتمد الحدس وكذلك تكتشف قدراتك الإبداعية والنفسية التي حجبتها مشاعرك المكبوتة. وتساعدك على التفريق بين الشيء الصحيح من وجهة نظرك والمعتقد الذي تبرمجت عليه. “الحب غير المشروط حين يشع من داخلك تشع معه الحياة مثل البحر حين يرتفع ترتفع مع السفن”.
ما الذي يفعله مبدأ التسليم؟
يحررك من التعليقات العاطفية والتي هي السبب الأول في معاناتك فمشاعرك تقود عقلك وأفكارك. للمشاعر ثلاثة طرق للتعبير: الكبت أو التعبير أو الهروب، وسبق لك وأن قمعت وكبت وتهربت من مشاعرك وكل هذه المشاعر تبحث عن مخرج للتعبير قد يكون مرضًا نفسيًّا، اضطرابًا جسديًّا، علاقات مضطربة، وغيره. بالإضافة إلى أنه يرفع من مستوى الوعي لديك في سلم “هاوكنز” لمستويات الوعي، والنجاح في مجالات الحياة المختلفة.
المشاعر والآلية العقلية
مثال: مشاعر التوتر. المصدر الحقيقي لتوترك داخلي وليس خارجيًّا وستصل إلى مشاعرك بطرق منها: من أجل ماذا؟ ومع كل إجابة كرر نفس السؤال “من أجل ماذا؟” إلى أن يظهر شعورك الأساسي، فالعالم بالنسبة للعصبي مكان محبط وفوضوي، وللمذعور مكان مرعب، وهكذا فالداخل ينعكس على الخارج، والقاعدة هُنا بأنك تركز على ما تكبته، لذلك إذا سمحت للشعور بالذعر بالرحيل فإنك سترى العالم أمانًا، فالحدث الخارجي ما هو إلا محفز لإخراج ما تحمله بداخلك على المستوى الواعي واللاواعي. “حالة التسليم يعني ظهور أكبر قدر ممكن من الخير في مواقفك”.
اسمح برحيل تعلقك
أكبر عقبة تواجه السعادة هو اعتقادك بأنه لا يمكن الحصول عليها إلا بأسباب ، أو أنك تؤمن بأنه ممكنة الحدوث ولكن ليس لك. لذلك حل مشكلاتك بداخلك فإذا غيرت ما بداخلك تغير العالم. “تحقيق السلام الداخلي هو الحل الوحيد لكل الصعوبات الشخصية والنزاعات الجماعية”
كيفية الخروج من أزمة عاطفية ؟
تعتبر الآلية المستخدمة عادةً في التعبير عن المشاعر من كبت وتعبير وهروب طرقًا ضارة، حين يتم استخدامها بدون هدف واستخدام غير واعٍ، والأفضل استخدامها بوعي كونها حيلة لتخفف من حدة الشعور، بحيث تتمكن من تفكيكه وتسمح له بالرحيل بعد ذلك على مراحل مثلًا من خلال التحدث مع أصدقاء مقربين أو متخصص، فالتعبير عن المشاعر يتجرد من بعض الطاقة الكامنة فيه، أو من خلال الهروب بوعي في اللعب مع حيوانات أليفة أو مشاركة في أنشطة اجتماعية أو مشاهدة برامج وغيرها مما تحب أن تمارسه في مثل هذه الظروف، وبعد أن تخف حدة المشاعر لديك حينها من الأفضل أن تبدء بالسماح برحيل جوانب من الموقف وليس كله مع المشاعر المصاحبة.
مثال: إذا فقدت وظيفتك عليك أن تبدأ بالسماح برحيل ولكن في جوانب صغيرة من الموقف مثل: متعة فطورك في العمل وهكذا تبدء في التخلص من جانب صغير إلى أن يصبح الحدث الأساسي وهو فقدان الوظيفة أقلّ إرهاقًا كونك حين تطبق هذه الآلية على شعور واحد فأنت تسلم كل المشاعر في نفس الوقت. ومن الأمور المساعدة أن تجعل هنالك معنى جديدًا على الحادثة المؤلمة لك فأنت لك مطلق الحرية في اختيار طريقة تفكيرك اتجاه الحوادث فتصبح متقبلًا لها وممتنًا فكل أزمة تمر بها تصنع لك وعيًا ذاتيًا أكبر وهي أيضًا فرصة لترقيتك إن اخترت ذلك. وحتى ترحل مشاعرك السلبية اترك مقاومة المشاعر الإيجابية
وأخيرًا “هاوكنز” يقدم لك كيفية الوصول إلى الحرية، وكيف تحصل وتصل لما تريد من خلال السماح برحيله، وأسباب شعورك بالحزن بالرغم من أن السعادة في داخلك، وكيف تتعامل مع تقلبات الحياة اليومية من إحباط وضغوط وغيرها.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 102,609
قراءة في كتاب "السماح بالرحيل" مقال مثير وملهم
link https://ziid.net/?p=79766