مراجعة كتاب: كيف تقرأ كتابًا؟
إن الشخص الذي يقرأ كثيرًا ولكن ليس بشكل جيد يستحق الإشفاق أكثر مما يستحق المكافأة
add تابِعني remove_red_eye 927
“مورتيمر جيروم أدلر” المعلم والفيلسوف والمؤلف الشهير، الذي قام بطباعة هذا الكتاب لأول مرة في عام 1940، وكان من أكثر الكتب شعبية ومبيعًا في الولايات المتحدة، ثم تُرْجِم إلى لغات أخرى مثل الفرنسية والألمانية. بعد مرور ثلاثين سنة أخذت بعض التغيرات مكانها في المجتمع، فأحب المؤلف أن يعيد كتابة هذا الكتاب ليواكب التغيرات التي طرأت ليناسب الجيل الجديد -آنذاك- ويتطرق لمشكلاته في القراءة، واشترك “تشارلز ڤان دورن” مع “مورتيمر أدلر” في عملية إعادة كتابة هذا الكتاب.
عن هدف الكتاب
هدف وغاية الكتاب: فإن اهتمامه الرئيسي هو تنمية مهارات قراءة الكتب، وموضوع الأساسي هو صنع قرَّاء مجدين في عملية القراءة، يتقنون هذا الفن ويبرعون فيه، من أجل الفهم والتنوير وتوسيع المدارك والحياة.
عن فن القراءة
فن القراءة يتضمن الكثير من المهارات منها: الملاحظة الحادة والذاكرة المهيأة ومدى فن التخيل والذهن المتمرس في التحليل والتفكير، والقارئ يجب أن يفكر فيما يقرأ، فالتفكير جزء مهم من عملية التعلم لأن الفرد يحتاج إلى أن يدرك ويتخيل ويحلل ويستنتج وينشئ تصورات، وذلك لا يتم إلا بالتفكير.
لمن هذا الكتاب؟
إن هذا الكتاب موجه للذين يكون هدفهم الأول للقراءة هو أن يجنوا فهمًا متزايدًا من خلال قراءة الكتب، وهذا الكتاب لا يعنى بالقراءة من أجل التسلية وإهدار الوقت.
المحتوى
تحدث المؤلفان في البداية عن فعالية القراءة وفنها ونشاطها وبعضًا من أهدافها كمقدمة للموضوع الجوهري في الكتاب، ثم انتقلا للحديث عنه في الفصل الثاني إلى نهاية الكتاب في الفصل الحادي والعشرين. إن موضوع الفصل الثاني هو (مستويات القراءة) وفي الحقيقة إن هذا الموضوع لم يكن موضوع الفصل الثاني فقط، بل الكتاب بأكمله، ويمكن اعتبار هذا الفصل تمهيدًا للفصول الأخرى، أو ملخصًا لها.
ولاحظ أن المؤلفَيْن قالا (مستويات) ولم يقولا (أنواع) لأن الأخيرة تعني التفريق بين نوع وآخر، بينما كلمة مستويات تعني عملية تراكمية، تحتاج أن تتسلقها بشكل تدريجي لتصل إلى المستوى الأخير. قسَّم الكتاب مستويات القراءة إلى أربعة مستويات تراكمية، لن تستطيع إتقان مستوى إلا بإتقان الذي قبله، وهي:
- مستوى القراءة الابتدائية.
- مستوى القراءة التفحصية.
- مستوى القراءة التحليلية.
- مستوى القراءة المرجعية.
لُخِّصت هذه المستويات في هذا الفصل، وأسهب المؤلفان في شرحها وتفصيلها تفصيلًا مملًّا في بقية الفصول. وفيما يلي نبذة لهذه المستويات الأربع:
عن مستويات القراءة الأربعة
١- القراءة الابتدائية:
هي القراءة التي مارسناها في الروضة وسنوات الدراسة الابتدائية الأولى، وجميعنا نتقنها.
٢- القراءة التفحصية:
وهي تتميز بالتركيز على الوقت، وهدفها الرئيسي هو التصفح المنتظم والمتماسك للكتاب واكتشاف كل شيء عنه. وأكد المؤلفان على أن معظم القراء الجيدين لا يدركون أهمية القراءة التفحصية، لأنهم يقرؤون الكتاب من الصفحة الأولى بجد وثبات حتى آخر الكتاب، وهم في هذه الحالة يواجهون هدف إنجاز المعرفة السطحية للكتاب بنفس الوقت الذي يحاولون فيه فهمه، وهذا يضاعف صعوبة الكتاب.
٣- القراءة التحليلية:
إنها أكثر تعقيدًا وفعالية، وأكثر انتظامًا من كلا المستويين اللذين ذكرتهم سالفًا، إن القراءة التحليلية هي قراءة شاملة، تعتمد على قواعد وإستراتيجيات ومهارات تتطلب جهدًا مكثفًا، ففي هذا المستوى يفهم القارئ ويدرك ماذا يقرأ، وقسمها الكتاب إلى ثلاث مراحل. كان يوظف بعض مهارات القراءة في بعض مراحل المستوى الثالث، بالإضافة إلى ذكره لقواعد هذه المرحلة العامة -التي تشمل جميع أنواع الكتب التفسيرية- ثم خصص منها قواعد مرنه يتم تطبيقها على بعض العلوم بشكل خاص، مثل: التاريخ، الفلسفة، العلوم والرياضيات، العلوم الاجتماعية، التراجيديا، القصص والقصائد الغنائية، وغيرها.
٤- القراءة المرجعية:
تسمى أيضًا القراءة المقارنة أو المتوازية، لأنك ستقرأ فيها أكثر من كتاب في موضوع معين وفي الوقت ذاته، وهذا ما يتطلب تفعيل العديد من مهارات الفكر وتطبيق جميع مستويات القراءة سابقة الذكر، وهذا المستوى أكثر المستويات تعقيدًا.
ملاحظات حول الكتاب
الكتاب كبير وغني بالكنوز الثمينة، وأرى أن وجوده في مكتبه كل قارئ ضروري جدًّا، وإن العودة إلى قراءة هذا الكتاب أو أجزاء منه بين الحين والآخر ضروري أيضًا، ولكن على الرغم من ذلك فقد سجلت عليه بعض الملاحظات السلبية:
- طريقة عرض المؤلفان للموضوع غير مثالية وسببت لي بعض التشتت في تسلسل الأفكار، ولم أستطع ترتيبها إلا بعد الانتهاء من الكتاب.
- شعرت بالملل أثناء القراءة ولعل السبب ناتج عن طريقة العرض أولًا، ثم الإسهاب في شرح بعض نقاط الكتاب.
- الترجمة تحتاج إلى تحسين، والطبعة إلى تنقيح ومراجعة.
- لو كان المؤلف على قيد الحياة لطلبت منه إعادة كتابة هذا الكتاب للمرة الثالثة، بطريقة أفضل وصياغة ممتازة للأفكار وترتيب أكثر فاعلية، واختصار بعض النقاط دون إسهاب.
سؤال الخاتمة
س / هل الكتاب يستحق يا عمَّار؟
ج / نعم! يستحق رغمًا عن أنف هذه الملاحظات.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 927
كتاب يستحق منك القرأة
link https://ziid.net/?p=97104