بين ثنايا كتاب “علم النفس بين الشخصية والفكر”
معرفة دواخل الشخصية البشرية وسبر أغوارها ما يزال موضوعا شائكا ومثار جدل بين علماء النفس على مدى قرون وسيظل كذلك دائمًا
add تابِعني remove_red_eye 35,716
إن معرفة الشخصية وأنماطها وآثارها على سلوك الفرد أمر مهمّ للغاية وقد عبر الكاتب عن مدى أهمية ذلك بقوله:
“إن المعرفة المبكرة لشخصية التلميذ المضطرب انفعاليًّا قد يساعده بشكل كبير في تجنبه لخوض تجربة علاج طويل الأمد في المستقبل، إذ يمكن وَأْد ذلك الاضطراب من خلال تعديل سلوكه بواسطة تأثير الأستاذ عليه أو المقربين حوله”
وهنا يذكر الكاتب تعريفًا شاملًا للشخصية يميز فيه بين مختلف المعاني والمصطلحات في علم النفس فيقول : “إن الشخصية هي التنظيم الذي يتميز بدرجة من الثبات والاستمرار لخلق الفرد ومزاجه وعقله وجسمه والذي يحدد توافقه المميز للبيئة التي يعيش فيها”
أما بخصوص النظريات التي تتعلق بالشخصية فقد اختلفت مدارس علم النفس في ذلك، فهناك ما تعتبر ذات نفع ومنها ما تعتبر مجرد احتمالات غير مؤكدة على حدّ تعبير المؤلف، وفي هذا الكتاب يتبنى المؤلف تقسيم “فرنون” لنظريات الشخصية وهي ثلاثة:
- النظرية الساذجة، وهي التي تقوم على أساس الملاحظة السطحية لسلوك الآخرين دون استخدام معايير واضحة فقد تحكم هذه الملاحظة الدوافع والاهتمامات والتحيزات للشخص المُلاحَظ كما يحدث في المقابلات الوظيفية.
- النظرية الحدسية، وتعني أن فهم السلوك الإنساني يكون فهما ذاتيًّا غير متعلم.
- النظرية الاستدلالية، وهي التي تعتمد على أساس تحليل علمي موضوعي يعتقد بأن سلوك الإنسان يمكن تصنيفه على أنه عوامل يتم قياسها باستخدام اختبارات معينة والحكم عليها باستخدام التحليل العاملي.
أهم الأفكار الواردة في كتاب علم النفس بين الشخصية والفكر – كامل محمد عويضة
- هناك ما يسمى بالحيل الدفاعية وهي موجودة عند كل شخص ومنها التعويض، ومثاله: والدان لم يُنجِبا أطفالًا فيعاملان الكلب على أنه طفل، وحيلة أخرى وهي الإعلاء كمثل شخص فشل في تحقيق أن يصبح طبيبا فيلجأ إلى إعلاء رغبته بالعمل في مجالات شبيهة بذلك التخصص الذي فقده كالتمريض والصيدلة، وهناك أيضا حيلة دفاعية أخرى وهي التبرير كأن يقول أحدهم إن المذاكرة الكثيرة تؤذي العينين، وهو بالأصل لا يحب القراءة أو الدراسة وغيرها من الحيل الدفاعية كالتوحد والنكوص والإسقاط.
- إن هذه الحيل الدفاعية ردود فعل طبيعية على حسب رأي فرويد لكن زيادتها تؤدي إلى الإصابة بالعصاب والعصاب ينشأ نتيجة عدم القدرة على التوافق مع مشكلات الحياة.
- إن مهمة علم الشخصية هي دراسة الحالات المتعددة من أجل سن قوانين تفسر مظاهر السلوك البشري وذلك من خلال أنواع مختلفة من اختبارات الشخصية، واختبارات الشخصية نوعان: الأولى هي الاختبارات المفصلة والتي تشتمل على عدد من الأسئلة التي تصف سلوك الفرد ومشاعره بناء على إجاباته، وهذا النوع يطلق عليه أيضا المقاييس بالاستخبارات، ونوع آخر من اختبارات الشخصية يدعى الإسقاطية، وهو الأكثر غموضا، لذا فإن معظم علماء النفس يفضلون استخدام الاختبارات المفصلة أكثر من الإسقاطية لدقتها وموضوعيتها .
- إن موضوع تأثير البيئة والوراثة على السلوك الإنساني أمر مختلف عليه بين علماء النفس منذ القدم فمنهم من يؤمن بالموقف البيئي وآخرون يؤمنون بالحتمية البيولوجية والواقع أن كلا من البيئة والوراثة تشارك في صقل شخصية الإنسان وتساهم في سلوكه، وبازدياد المواقف يصل سلوك الشخص إلى مستوى عالٍ من النضج.
- ذكر الكاتب -بشيء من التفصيل- خطوات إعداد اختبار شخصية موضوعي لمن يرغب في ذلك، وكيفية اختبار قدرة هذا الاختبار على القياس وهل يتمتع بدرجة من الثبات والدقة إن أعيد الاختبار لنفس الشخص أكثر من مرة.
- إن تكوين الشخصية يمر بمراحل بدءا بمرحلة عدم التمييز التي يمر بها الرضيع وانتهاء بمرحلة “الأنا” الاجتماعي التي يشعر الطفل بمن حوله من أفراد أسرته ومجتمعه والذي يحاول في هذه المرحلة إثبات ذاته ووجوده.
- اهتمام المتقدمين بتقسيم الشخصية إلى أنماط معينة كاليونانيين والمسلمين حيث عرف عند العرب قديما باسم علم الفِراسة لكن هذا الاهتمام كان يستند على تأملات فلسفية بحتة مما جعل علماء النفس المتأخرين وخصوصا في القرن العشرين يستخدمون المنهج التجريبي في ذلك، فظهرت نظريات “أيزنك وثيروندايك وكاتل” وغيرهم.
- من أهم النتائج التي حصل عليها علماء النفس في العصر الحديث من جرّاء أبحاثهم التجريبية على الشخصية وأنماطها ظهور ما يسمى بالفروق الفردية، حيث إن لكل فرد سماته المميزة؛ مما دعاهم لعمل اختبارات تناسب كل مهنة وما تتطلبه من سمات في شخصية المتقدمين أو الشاغلين لمنصب هذه الوظيفة.
- ظهور نظريتين للإجابة على سؤال: لماذا ننسى؟ الأولى: وهي نظرية الضمور وتعني باختصار تلاشي المعلومات نتيجة عدم الممارسة، والثانية هي نظرية التداخل وتعني التفاعل والاختلاط للمخزون الموجود في الذاكرة نتيجة إضافة عناصر جديدة على الذاكرة.
- ذكر الكاتب أيضا الفرق بين التدريب المكثف والتدريب الموزع حيث إن التدريب المكثف أقل مردودًا؛ لأنه يتم بفترة زمنية قصيرة ولا يتخلله فترات راحة، أما التدريب الموزع فيتضمن فترات راحة كما أن المعلومات يحتفظ بها في الذاكرة لفترة أطول نتيجة الفترات المتباعدة للتحصيل العلمي وكما يقال ما يأتي بسرعة يذهب بسرعة.
وختامًا
فإن هناك الكثير من التفسيرات العلمية والأمثلة على ذلك خلال صفحات الكتاب ويزخر بنظريات فرعية تحت كل مدرسة، كنظرية التكوين الشخصي عند كيلي، وأيزنك واختباراته ونظرية العالم كاتل وغيره، كما أنه يعتبر من الكتب التي تتسم بالبساطة لمن يريد أن يقرأ في علم النفس الحديث فالكتاب رغم قِدمه إلا أنه قيم، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
📓تحميل الكتاب📓
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 35,716
مقال ممتع حول أهم ما جاء في كتاب علم النفس بين الشخصية والفكر
link https://ziid.net/?p=50521