يدوم السندان أكثر من المطرقة.
وكم من طرقةٍ قد يقع صدى طرقها في جسد السندان كألم، ولكنها من جهةٍ أخرى وقع اكتساب وقوة. كن لنفسك سندان القوة ولا تنحني
عُــــهـــــــود آل مـســعــود
add تابِعني remove_red_eye 967
تأخذنا الحياة بجلدها نحو المقاومة المُسيرة التي لا نملك تجاهها أي خيارٍ في التنحي عنها أو حتى الاختيار. نجاهدها صبراً ومصابرة، ونشتق من مرادفات الصبر عدة معاني ونستشفي بها رغم وابل الحياة التي لا يُرجى بُرؤها، وفي طور تلك اللحظات التي أصبحت اعتياداً في كل إشراقة شمسٍ وغروب نلتمس بداخلنا سِندان والحياة هي المطرقة..؟
إذا تبصرنا فيه وجدنا أساسه هي تلك المقاومة فهي لبنة بنائه الأولى، وقد تفجّرت حتى كوّنت هذا الكائن الخفي الذي نجهله عن أنفسنا.. وغالباً هذا السندان خروجه للعلن قد يكون مصدراً للخطر فإما أن يتحلى بالقوة والاكتساب معاً أو تكسره أول قصفةٍ من الحياة وتلجمه عن النهوض والإصرار. لذا أَخرج هذا السندان للحياة واجعله درع تصدٍّ لأي عاصفةٍ قد تزحزح روحك عن طبيعتها، واصقل كينونة السندان بتعاويذ الجلد والمصابرة وامسح على قلبه بتناهيد المعية الدائمة، واكتب وعداً له أنك ضماده إذا غُلبت السُبل وهطله إذا افتقرت الأرض للمطر.
هذا السندان هو أنت، لا تجعل من نفسك هشة أي معضلة قد تهشم هيكلها وتجعلها هباء، غذّي روحك بالقوة التي لا تفنى وليس لها تاريخ نهاية، اجعلها أبدية في خلودٍ معك، قد تستطيل مدة الصعاب وتستنفر من هبوبها الذي يقشعر منه قلبك برداً وقسوة، ولكن لا بأس ستنجلي الغمام ويأتي الصحو من السحاب لا محالة، فبعد الحنكة من الظلام نورٌ مشع.
تذكر دائماً أن الصعاب إن اشتدت بقدر شدتها قد بنَت فيك قلعة ثباتٍ أساسها طاقة تحمل مهولة، لذا لا يهددها بعد حين أي عصف من الهبوب التي تحوم بالحياة. ومن شأنٍ آخر بقدر مخاوفك من الحياة والهرب من النزل بمعاركها ستصبح خلف الستار دائمًا مهددًا بالموت كل يوم والكشف أمام الملأ والبقاء في صفوف الضحايا والاستسلام. ومن الجانب الإيماني فقد أقسم المولى عز وجل بأن مع العسر يسراً، ومن شأن ٍ آخر، فيما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا وحياله جحر، فقال: “لو جاء العسر فدخل هذا الجحر لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه” فأنزل الله عز وجل: (فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) لذا لا خوف من أي ضائقةٍ قد تنزل بروحك وتطيل المبيت، فبقدر عمق الضائقة قُدّر لك التحمل وتذكر أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، فلديك الوسع من الصبر و المؤازرة لتلك الضائقة التي مصيرها الزوال والانجلاء.
أخيراً.. كن لنفسك سندان قوةٍ لا يأبه لأي طرقٍ قد يوقع به ألم، ولكن كن قوةً لا تبدد فقط بل تهلك المطرقة بالطرق، تابع الحياة كفاحاً وتحملاً ولا تتريث في العراك والمقاتلة حتى تحقق ذاتك وجوداً وتطرحها على أرض الحياة قوة.
عُــــهـــــــود آل مـســعــود
add تابِعني remove_red_eye 967
مقال ملهم في تطوير الذات والقوة الداخلية
link https://ziid.net/?p=41782