بعد التخرُّج .. ما بينَ وَثْباتٍ وَعَثْرَات،اصنعي أنتِ الفَرْق
انطلقي في الحياة بثقة و كوني متأكدة أن سعيك هو أول خطوة نحو النجاح ، لا تتركي اليأس يتسرب إلى قلبك فأنت أقوى وتستحقي النجاح
add تابِعني remove_red_eye 606
كم تخيَّلنا ثم أَلِفنا أنّ للتَّخرُّجِ معاني حلوة. قد يبدو المعنى عند البعض حافلًا بالسَّعادة كإتمامِ مرحلةٍ ما، ومنا من يراهُ الانتقال لمنطقة فسيحة من الراحة تَعْقبُ أطوار المشقَّة، ومن يتصوَّرهُ مثل “قُبَّعةٍ بهيجة” نتوقُ لارتدائها بلهفة، بينما نحن نلهثُ خلف رُكام المُذَكَّرات والكُتُب والكراريس.
لكن هل فكَّرنا ما هي الصورة التي نتمنّاها بكلّ واقعية؟ هل سَعَينا لجعل عالم ما بعد التخرُّج يليقُ بنا؟ حاولتُ في هذا المقال أن أقدم لكِ مفاتيحَ تَلِجِين بها هذا العالَمَ -لتصنع لكِ الفرق- عالَمًا مزهوًّا بالفخر، وجديرًا حقًّا بالانتظار، وإن كنتِ على مشارف التخرج فهذا المقال سيفيدكِ بإذن الله.
لاحقي شغفك
إن أجَلَّ ما تقدمينه لنفسك هو اختيار المجال الذي تُحسنينه؛ فحدِّدي وجهتك؟ ما المجال الذي أستطيع العمل في رحابه بكُلّ حُب؟ لذا ستكون نصيحتي الأولى لمن هي على مشارف التخرّج تعرفي على ذاتك واهتماماتكِ، ما الذي يستهويكِ ممارسته في وقت فراغك؟
إن لم تتعرّفي على شغفك بعدُ، فتعلّمي دائمًا أشياء جديدة واستكشفي فضاءات هذه الحياة، تعرّفي على مواطن طاقاتك الهائلة! وَتَحَلَّي بالثقة بما تملكين، فأنتِ لستِ مُطَارَدة الآن، وليس ثمَّة شبح اختبارات يُلاحقك!
اطرقي الأبواب.. لتُفتح أمامك
ابحثي عن الفرص الوظيفيّة الملائمة لتخصّصك وكوني على صلة بما يُستَجَدُّ حولها، لا تركني إلى مجالٍ واحدٍ فقط، بحيث يكون هو هدفكِ الوحيد، بل كوني مرنة إن تعلّق الأمر بالأهداف؛ فاهتمامات الإنسان متجدّدة في كل مرحلة من عمره، والأهمّ أن تكون هذه الاهتمامات نبيلة؛ لتظل جسرًا يرقى بإيمانك، ولا يمسُّ مبادئك القويمة.
قدّمي اسمَكِ للمجتمع، عرِّفيهِم بما تملكين من خبرات وطاقات ومهارات، فلن يأتِيَ شخصٌ للعثور عليك ما لم تبدئي رحلة البحث بنفسك.
وتعرفي أيضًا على المؤسسات والمراكز والجهات التي قد تستقطِب مهاراتك ، وأطلعيهم دائمًا بجديدك. وكوني على تواصل مع أصحاب الخبرة، سواء ممن عرفتِ في مجال تخصصك أو بالذين لا يبخلون بتوجيهك ونصحك في كل ما يُثريك، المُلهمون أيضًا والمحفّزون؛ ستحتاجين في بعض الأوقات إلى من يلتقطكِ من بؤرة إحباطك!
دعيهم يتذكرون اسمك
قدّمي دائمًا أفضل ما لديك، وتناغمي مع موجات الرّفض، ولا تجعليها رادعًا لك؛ فحين ترفض مؤسسة قبول سيرتك سترحب بكِ أخرى، وأظهري مواطن قوّتك وإن كانت فترات عملك قصيرة.و لا تزهدي أبدًا في تطوير ذاتك وامنحيها ما تستحق من “الوقت الكافي وكل الإمكانيّات المتاحة” واجعلي لسيرتكِ الذاتيّة وهجًا خاصًّا فهي مرآتك والمُسوِّق الأول لك، فاحرصي على كل ما يساهم في نمائها وبناء ذاتك.
لا تهملي الاطّلاع حول تخصُّصك، مهما عثرتِ على عمل غير مرتبط به، عشرُ دقائق يوميًّا تُعتبر مُغذية ومفيدة. أقبلي على الميادين التطوعية؛ فهي الصَّاقل لمهاراتك، وسَتَجْلُبُ لكِ المزيد من الفرص، فلا يكفي جُهدك الدراسيّ وحدهُ لنيل وظيفة تطمحين إليها، بل يجب تحسين المهارات باستمرار، ولا أنجعَ من ذلك باستثمارها في التطوّع.
ليكن القلم والورقة صديقيكِ الدائمين
كوني صديقة للتّغيير والتجديد اقرئي، استكشفي، تَعَلَّمِي وَعَلِّمي عبر منافذ المنصَّات الإلكترونيّة، فالتوفيق -بإذن الله- للذين هم دائمًا يُسَابِقُونَ في الميادين فَيَتَعَلَّمون ويُعَلِّمُون، وتذكّري أنَّ فترة ما بعد التخرّج ستصنع فيكِ الكثير.و دوّني كل الأفكار التي تقفز إلى عقلك، لا تجعليها تندثر مع مرور الزّمن “أيّ فكرة مُشرقة تتبادر إلى ذهنك، كأفكار المشاريع الحُرة، أو المبادرات في بيئتك المحيطة.. إلخ” نفّذيها وشاركيها العالم؛ لتمنحيه ألوانكِ الخاصّة الجميلة.
القُرآن، مَوْرِدُكِ العذب، ومَفَازُكِ الحقيقيّ لذا ضعيه ضمن قائمتك الأولى، فإن لم يكن القرآن مشروعك الآن، فمتى سيكون؟! استعيني بالله ولن يعيقَ الحفظُ شيئًا من خططكِ المستقبلية وجداولكِ المُكتظّة، بل ستنطلق منه مباهجُكِ وأفلاحك، وسَتَغْمُر الفتوحات والبركات عُمرك.
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا
لابد من حُسن الظنّ بالله والتوكل عليه في كل الأحوال، والتوقف عن التعلُّق بالأسباب وحدها في كل شئون الحياة، واليقين أنَّ فوات حُلم لا يعني فوات كل الأحلام. وحين يؤصد باب، فأبواب جمّة تتطلّع إليكِ، ومهما كانت النقطة التي نحلم بها بعيدة، فالعمل المتواصل يجعلها قريبة -بإذن الله-.
أنتِ شخص عامِل دائمًا، في المنزل وفي الأسرة والمُجتمع والأمة، لديك الكثير لتُحقّقيه وتُنجزيه؛ فكوني شاكرة لله بكل ما تملكين؛ فالمؤمن ليس بعاطلٍ أبدًا وليس بفارغ! ولتكُن الآية الكريمة: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) شعار كل المراحل التي تعبُرينَهَا، وعند كل المحطّات التي تستريحين عندها.
أحتفظُ باقتباسة ذكرها أحدُ رائدي تطوير الذات:”اترك مقاعد المشاهدين وعُد إلى بطولة حياتك” إنّنا جميعًا بحاجة حقًّا إلى أن نصنعَ بطولتنا الخاصة، وأن نُشكّلَ مسارات فاخرة تليقُ بنا،نحن بحاجة أن نتوقَّف عن ترصُّدِ مسارات الآخرين؛ لنُركّز على بناء ذواتنا، وأن نعملُ بحب، ونقدّر قيمة هذهِ الحياة.
إليك أيضا
مجموعة من الكتب الملهمة في مجال تطوير الذات
add تابِعني remove_red_eye 606
مقال ملهم يقدم لك مفاتيح بسيطة ستُعينك بإذن الله لتصنعي بطولتكِ الخاصّة ..
link https://ziid.net/?p=46532