خطة عملية للوصول إلى السعادة
السعادة هي الشعور الوحيد القادر علي تحريك كل مشاعر البشر الإيجابية، والسعادة هي رهن قرار منك، الأمر متوقف عليك
add تابِعني remove_red_eye 29,562
من وجهة نظري، البشر لا يجب أن يتحدثوا عن السعادة، وأن ينصحوا غيرهم بإستراتيجيات تقودهم لحياة سعيدة؛ لأني أؤمن أننا جميعًا نطمح لدرجات مختلفة وأنواع متباينة من السعادة؛ فهناك من يملك كل شيء لكنه لا يشعر بالسعادة، وهناك من لا يملك شيئًا وعلى الرغم من ذلك يستطيع تصدير السعادة للبشر أجمعين.
الآن تنتظرون مني أن أقول لكم إن السعادة نسبية أليس كذلك؟ كلا، لن أقول ذلك؛ لأن السعادة ليست علاقة طردية أو عكسية ولا حتى علاقة نسبية، الأمر كله يتوقف على البشر أنفسهم؛ لأنه كما يوجد من لا يشعر بالسعادة رغمًا عن امتلاكه لكل شيء إلا أن هناك من هو يملك كل شيء ويشعر أيضًا بالسعادة. دعوني أتوقف عن هذا الكلام الإنشائي والإكليشيات، وأخبركم لماذا أردت كتابة هذا المقال لكم اليوم.
أنا لن أحدثكم عن السعادة بشكل مطلق؛ لكني سأخبركم عن كيف وصلت للسعادة، وبما أني بشَر مثلكم أرجو أن تفيدكم تلك السطور في خَلْق فرص جديدة لكم تمكنكم من معرفة السعادة وقوانينها كما عرفتها.
أولا: إنهاء ما يقلقك
أعلم يقينًا أنه لا يوجد مستحيل في الحياة ؛لكن هناك مستحيل واحد أمنت بوجوده ،وهو
“استحالة شعورك بالسعادة وهناك شيء يقلقك أو شيء لم تستطع تسويته”
يجب أن نعترف جميعًا أن التفكير في حد ذاته مرهق نفسيًّا، فما بالكم بالتفكير في أمور سلبية!
أعرف أن أغلبكم يقول الآن كيف نحيا حياة بلا قلق وكل يوم يأتي ومعه تحديات جديدة، لن أتحدث عن التحكم في القضاء والقدر؛ لكني سأخبركم بـ(3) حلول لإنهاء الأمور العالقة في حياتكم:
- أن تقوم بحلها من جذورها وعلى الفور، وهنا أريد أن أؤكد لكم أن الإنسان قادر على حل أي مشكلة في الحياة، عليه فقط أن ينظر للأمور برويّة ومن مختلف الزوايا.
- أن تشارك ما يقلقك مع من تحب، ربما ستشعر -أحيانًا- أن الكذب وإخفاء الأمور عن أحبائك سيجنبهم الشعور بالقلق نحوك؛ لكن الأمور عكس ذلك تمامًا لأن معرفتهم بذلك سيمنحهم شعور أنهم ذو أهمية بالنسبة لك، وحينما تخبرهم ستشعر أنت نفسك أن عبء تلك المشكلة أصبح أقل وطأة عن ذي قبل.
- أن تترك الأمور لتسير كما هو مقدر لها؛ عن نفسي هناك أمور لم أستطع البتّ في حلها؛ لهذا لم أجد أمامي سوى تركها للوقت، وبالفعل كان الوقت ولا يزال أهم الحلول بالنسبة لمشاكلي التي لم أستطع مواجهتها؛ لكن إذا أردت أن تستعين بالوقت لحل أمورك العالقة؛ فعليك أن تنسي تمامًا تلك المشكلة ولا تفكر فيها أبدًا وكأنها لم تكن من الأساس.
خلاصة القول أن القلق من وجهة نظري هو أول مراتب الهم والغم؛ لذلك عليك التخلص منه سريعًا كي تصل للسعادة، ولا تنس الآية الكريمة في سورة الرعد “أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”، فهي الحل الأول والأخير للقضاء على الهم والغم والقلق؛ لهذا نصيحتي لك إذا لم تستطيع إنهاء ما يقلقك بكل السبل؛ فعليك أن تكثر من ذكر الله عز وجل.
ثانيًا: إيجاد هدف لحياتك
لن ألبس رداء التنمية البشرية وأخبركم أن الهدف هو ما يجعلك تتنفس ويجعل من حياتك قيمة…إلخ؛
لكني سأخبركم قصة،
بعد تخرجي كنت مهووسة بالعمل في الصحافة لدرجة أني عملت في وظيفة خدمة العملاء والتسويق بصفة مؤقتة لتوفير نفقات عملي الحرّ في الصحافة، وعلى الرغم من معاناتي في تلك الفترة إلا أني وقتها كنت سعيدة جدًّا لأني أعمل من أجل هدف لطالما حلمت به.
ثالثًا: عدم تأجيل الأمور الهامة
مقولة لا تؤجل عمل اليوم إلي الغد لن تشعر بقيمتها إلا بعدما تشعر بالندم لاحقًا. تلك الجملة اتبعتها في حياتي، خاصة بعد مرور أيام تغيبت فيها عن مدرستي ومن بعدها جامعتي، ولاحقًا عملي؛ لأني اكتشفت أن كل يوم أضعته بعيدًا عن مدرستي وجامعتي كان عبارة عن فرصة قيمة، إما محاضرة هامة أو حصة موسيقى غير مجدولة، وبالنسبة لشغلي كانت أيام غيابي فارقة جدًّا، وكنت أحزن كثيرًا حينما أعلم في اليوم التالي أني افتقدت أمسي العزيز؛ لهذا قررت ألا أؤجل أيّ شيء وألا أتغيب عن مواعيدي ولا أتجاوز أيّ مهمة في مهامي اليومية؛ فإذا لم أُنْهي أيًّا منها بالكامل، على الأقل أنجز جزءًا ولو بسيطًا منها، وبهذا لم أشعر بالندم منذ ذلك الحين؛ فلقد تعلمت درسًا ألا أترك أبدًا أيّ شيء ناقصًا أو غير مكتمل في حياتي.
رابعًا: أبحث عما يسعدك
في الفقرة السابقة أخبرتكم أني لم أشعر بالندم لأنه لم يعد هناك أي شيء ناقصًا أو غير مكتمل في حياتي، ومن هذا المنطلق أخبركم أن السبب الرئيس في شعوري بالسعادة هو قيامي بالأشياء التي أحبها، أحببت الصحافة فسعيت حتى أخذتها مهنة لي، وعشقت الترجمة وكتابة الأبحاث، وها أنا الآن أعمل مترجمة وباحثة، كنت أرغب في كتابة القصص والروايات، وبالفعل نشرت جزأين من وادي سيل وأنهيت كتابي الأول وشرعت في كتابة رواية جديدة عن التحقيقات والجرائم، واكتشفت أني أهوي الآلات الوترية؛ لهذا وضعت هدفًا جديدًا لي وهو تعلم عزف البيانو والكمان.
هناك دراسة قرأتها كانت عن مجموعة من الناس على فراش الموت، يسألونهم عن أكثر شيء ندموا عليه في حياتهم ،وكانت إجابة الأغلبية العظمى منهم هي: “أنهم لم يفعلوا الأشياء التي يحبونها”، عزيزي القارئ الحياة ليست قصيرة ولا طويلة، الحياة هي عدد الساعات والأيام التي نمضيها بسعادة أثناء وجودنا مع من نحب ومع هواياتنا والأشياء التي لا تشعرنا بمرور الوقت… أنا ولله الحمد عثرت على ضالتي، الآن لا تفعل شيئًا عزيزي القارئ سوى البحث عما يسعدك.
خامسًا: لا تستمع للآخرين
هل سمعتم عن مقولة “الملتفت لا يصل“؟ دعوني أخبركم عن قصة قرأتها، هناك مسابقة عن تسلق الجبال وفيها مجموعة من الشباب، والفائز هو من يصعد للقمة أولًا، طبعًا الجمهور لم يسكت لثانية، ظل ينادي على المتسابقين ويشتت انتباههم، وفي النهاية وصل واحد فقط للقمة فسألوه عن سر نجاحه في حين أن الآخرين سقطوا وفشلوا؛ فأخبرهم أنه “أصم”، لم يسمع أيّ شيء، ان تركيزه كله منصب على القمة؛ وهذا هو ما أخبركم به لا تستمعوا للآخرين؛ فهناك من سيحبطك وآخرون كثر سيشككون دومًا في أهدافك وربما سيسخفون ما تفعله؛ لكن افعل كما أفعل، أستخدم أذني فقط للفلترة والانتقاء، أستمع للنصائح والنقد البناء فقط، وأتجاهل تمامًا ما دون ذلك وكأنهم لم يقولوا شيئًا.
سادسًا: لا تبحث عن المشاكل
كما أخبرتك قارئي العزيز ألا تستمع للآخرين، أريدك أيضًا ألا تصبح أنت مصدرًا للمشاكل؛ لأنه مع الأسف هناك أنواع كثيرة من البشر لا تستطيع إمضاء يوم واحد في حياتها بدون اختراع مشكلة أو إثارة موضوع باعث للجدل؛وللأسف عندي تلك النوعية في بيتي، وأستطيع القول أن حياتها لا تمت للسعادة وراحة البال بصِلَة؛ لهذا أنصحها وأنصحكم بتعلم فنّ التجاهل والتعامل مع الأمور بمرونة وألا تختلقوا المشاكل، لا بدافع العين بالعين، ولا حتى بدافع الانتقام؛ لن أخبركم أن تكونوا سلبيين أو لا تصدروا رد فعل ضد أولئك المثيرين للمشاكل؛ لكني أخبركم أن تتعاملوا مع الأمور بحكمة، حقًّا أتعجب كثيرًا من هؤلاء الذين يمضون حياتهم في صراعات مستمرة، فلا هم سعداء ولا هم مصدر لسعادة الآخرين.
بيت القصيد هو : “ألا تتركوا الأيام تتحكم في حياتكم ولا حتى الأشخاص، شعوركم بالسعادة من عدمه متوقف علي شخص واحد فقط.. انظروا في المرآة وستجدونه”.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 29,562
مقال يساعدك لتصل إلى السعادة
link https://ziid.net/?p=62389