صديقة النجاح .. مشروع لم يحالفه الحظ بعد “تجربة شخصية”
هنالك فروقات بين البشر فمنهم من لديه قدرة على السيطرة على نفسه ومنهم من يحتاج لأمور خارجية تلزمه وتكبح جماحه وتدربه لتصبح ذاتيه
add تابِعني remove_red_eye 102,580
جاءت فكرة مشروع “صديقة النجاح” بعد ما وجدت أن أكثر مشكلة أعاني منها شخصيًّا وكذلك بعض الزميلات هي الانضباط الذاتي فهنالك الكثير من المهام التي يأتي آخر العام ولم تنجز بسبب عدم الالتزام، وأثناء قراءتي وجدت في إحدى الكتب المتخصصة في تطوير الذات معلومة كانت البذرة الأولى في الفكرة وهي متعلقة في حاجة البعض لمساعد وصديق للنجاح يكون بمثابة سند وداعم، ويشاركك في الهدف والرغبة فيما تريده.. وكذلك وجدت نفس الفكرة تلوح بيدها في كتاب “الشفرة السرية للنجاح” تحدث المؤلف عن أهمية أن يكون لك مرشد أو شخص كالمرايا لك يتابعك ويدعمك وأكد على أن النجاح يرتبط بشكل كبير على وجود مرشد “عراب” لك.
برامج الحمية.. نموذجًا
بعد عودتي من سفر طويل التقيت بإحدى الصديقات وقد فقدت خمسة وعشرين كيلو جرام من وزنها، أخبرتني بأنها حاولت لسنوات مع برامج الحمية المختلفة ولكن في كل مرة تتوقف قبل أن تحصد نتائج تجعلها متحفزة للاستمرار إلا أن اشتراكها مع شركة تجارية متخصصة في الحمية تقدم لها برنامج للتغذية وتتابعها أسبوعيًّا من خلال أخصائي تغذية متمكن، ومتواجد يوميًّا في موقع الشركة، وهذا ما جعلها مستمرة وملتزمة.
ولقد استمرت أكثر من سنة وهي مستمتعة بالطعام الصحي والوجبات الخفيفة المقدمة التي تغنيها عن الأطعمة التي تسبب لها زيادة في الوزن كذلك الأسلوب المتبع في التقييم الأسبوعي من صدور تقرير يكشف عن الفقدان للوزن كان من أي نوع هل هو سوائل أم دهون كذلك يخبرها عن حاجة جسمها للماء وبالكمية المطلوبة مع منحها ليوم مفتوح في كل أسبوع تأكل فيه كل ما تريد هذا ساعدها بحيث تستطيع المقاومة طيلة أيام الحمية.. حينها خطر في بالي ماذا لو أن مثل هذه الشركة كانت تتابع أهدافنا ومشاريعنا المختلفة وليس ما يخص الوزن والحمية فقط.
ذهبت مع صديقتي لهذه الشركة بغرض رؤية الأسلوب المتبع والكيفية والطريقة ووجدت أن الشركة استطاعت فعلًا أن تحل مشكلة صديقتي ومشكلة الكثير ممن يحتاج إلى متابعة وتقييم يجعله متحفزًا للاستمرار وتحقيق الهدف.
فرق كرة القدم.. نموذجًا
يلتزم لاعب كرة القدم بشكل يومي بتمارين وبمتابعة من خلال المدرب، وهذا المدرب كان بالنسبة لفكرة مشروع “صديقة النجاح” هو من سوف يقوم بمتابعتك لتحقيق هدفك.. مثلما يفعل المدرب مع اللاعبين من تحفيز وتشجيع إلى أن يحقق اللاعب المستوى المطلوب، وبهذا من الصعب أن يتهاون اللاعب أو يخضع للكسل عن حضور التمارين المطلوبة منه، فهو مرتبط بمجموعة وبمدرب يشرف عليه.. لهذا الالتزام أمر لا مفر منه، والانضباط الذاتي لن يكون ذاتيًّا بشكل كامل فهو انضباط مقترن بمدرب وفريق وإدارة نادي وجماهير.
معسكرات التجنيد.. نموذجًا
التجنيد والتدريب على ذلك في المعسكرات يكون من خلال مدربين متخصصين يعملون على تخريج الجنود بالشكل المطلوب من صبر وقوة جسدية وقوة تحمل وغيرها.. كذلك هنالك مهن مختلفة مثل: الطيار والعمل في طاقم الطيران كل هذا يتطلب التزام وانضباط فهنالك على سبيل المثال فحوصات دورية تجبرهم على الاهتمام بالصحة للبقاء على رأس العمل.. وغيرها من النماذج التي تتعلق بتدريب على مهارة مرتبطة بمدرب ومراحل وتقييم يستوجب الانضباط بتحفيز خارجي.
محاولات.. متعددة
المحاولة الأولى: التدريب الشخصي
قررت أن أعرض هذا المشروع بحيث يتم تنفيذه من خلال متخصصين في مساعدة الآخرين إما من خلال العلاج بالسلوك المعرفي والإرشاد النفسي أو من ظهر مؤخرًا تحت مسمى مدرب الحياة “لايف كوتش” ولقد تواصلت مع أحدهم وعرضت عليه الفكرة لتطبيقها، ويعتبر المشروع عبارة عن تقديم خدمة.. وصممت البرنامج على طريقة التدريب الشخصي الذي يقدم في الأندية الرواية.. إلا أنه للأسف لم يكتمل لأكثر من سبب.
المحاولة الثانية: مديرة أعمال
بعد ذلك وجدت بأن الأمر ممكن أن يطبق على مبادئ الإدارة بحيث تكون صديقة النجاح تدير أهدافك مثلما يفعل مدير الأعمال للنجم، وفعلًا بدأت البحث عن مديرة أعمال إلى أن وجدت نجمة المطيري شابة طموحة جدًّا من مدينة القصيم بالسعودية استقبلت الفكرة وأخبرتها بأني سأكون أول حالة بحيث يكون تجريبًا للفكرة.. وقبل ذلك صممت البرنامج على نفس طريقة برامج الحمية، وتواصلت مع مصمم لتصميم شعار للمشروع، وتم ذلك في ثلاثة أيام.. وأصبح هنالك شعار.
الفترة التجريبية للمشروع
كتبت أهدافي بطريقة الهدف الذكي وألا يزيد عدد الأهداف عن ثلاثة.. وكانت التجربة لمدة ثلاثة شهور. وبعد ذلك تم تقسيم الهدف إلى مهام على الاثني عشر أسبوعًا، وأرسلت لمديرة الأعمال أهدافي الثلاثة وما الذي أريد أن أحققه في الأسابيع في جداول، فكانت ترسل لي بشكل يومي رابطًا فيه متابعة، وفي آخر الأسبوع يكون بيننا لقاء لمدة لا تزيد عن 15-20 دقيقة يتم فيه التقييم ومراجعة الأهداف وأسباب عدم إتمام المهام المطلوبة.. وهكذا.
ولقد قامت “نجمة” بعمل روابط إلكترونية للمتابعة مستخدمة شعار البرنامج “صديقة النجاح” ولقد بدأت بعرض الفكرة في “التليجرام” وتكوين مجموعة بهدف تطبيق المشروع من خلال أكثر من شخص.. تمت الثلاثة أشهر، وأنجزت فيها أكثر بكثير من لو كنت بلا هذه المتابعة.
وبقي الإعلان عن هذا المشروع وعرضه فكانت أزمة ولاء “كورونا” والحظر فلم نبدأ الإعلان عن الفكرة، وفي الحقيقة هنالك من يرى بأن الالتزام يعود إلى الرغبة الحقيقية في تحقيق الهدف ومن ليس لديه رغبة لن يعمل حتى لو كان لديه مساعد شخصي.. وهنالك من يرى بأنه فعلًا لو كان وحده لن ينجز وهذا ما أخبرتني به صديقتي وهي أستاذة جامعية بأن وجودها في مسار يلزم عليها تقديم الأبحاث ودخولها في عمل مناهج للطلبة مع باقي الأساتذة هو ما كان يلزمها ويجعلها منضبطة.
وفي النهاية … ربما بمحاولات جديدة، وبأفكار تسويقية مبتكرة، وكذلك بتحالف مع جهات مختلفة قد ينجح المشروع ويحالفه الحظ فالحاجة لبرنامج مثل هذا موجودة.. فلكل شخص نمط يختلف عن الآخر هنالك من يرغب بمتابعة خارجية وبشكل مستمر، وهنالك من قد يحتاجها لفترة حتى يتدرب ويتمرن على الالتزام والانضباط الشخصي.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 102,580
تجربة ملهمة تساعدك على البدء والمحاولة من جديد
link https://ziid.net/?p=92982