6 دروس تعلمتها من رواية “أنا مالالا”
الإنسان كائن حي لا يستطيع أن يعيش دون أن يكون هنالك معنى لحياته، أوجد معنى لحياتك تحقق به إضافة، وتكسبك هوية شخصية
add تابِعني remove_red_eye 102,748
الشموخ والثبات، والقوة صفات جبلية تظهر كسمة على سكان هذه المناطق، وفي “وادي سوات” بباكستان هنالك نشأت بطلة رواية “أنا مالالا“، وتعتبر الرواية سيرة ذاتية توثق مرحلة من حياتها التي ناضلت فيها دفاعًا عن حق التعليم، وقد تعرضت الناشطة الباكستنية “مالالا” لمحاولة اغتيال وهي في الخامسة عشر من العمر، وكادت أن تموت لولا لطف الله. اختار لها أبوها هذا الاسم تيمنًا بأسطورة قبيلة البشتو البطلة ملالا حتى تكون مثلها شجاعة، وقوية ولها صوت. فتحقق له ذلك.
الدروس التي تعلمتها من رواية “أنا مالالا”
1. ما قضيتك؟
أن تعيش من أجل قضية، هو بحد ذاته نعمة كبيرة، حينها يكون لاستيقاظك دافع وتكون هذه القضية مصدرًا للطاقة؛ لذلك إذا لم تكن لديك قضية أوجدها، واجعل لحياتك معنى.
لم تنتهِ المشكلات ففي الحياة مشكلات اجتماعية وبيئية وإنسانية وغيرها، اختر مشكلة تشعر باهتمام نحوها وتبنّاها ومن الممكن أن تعمل تطوعًا فيها أو في غيرها من الجوانب المختلفة بحثًا عن القضية التي تشعر بها وتجعلك تنخرط فيها عاطفيًا، هذه القضية هي التي ستعيش وتموت من أجلها، ولكن حبذا أن تكون قضية سامية. “من فيكن ملالا؟”
2. ماذا تقول لطفلك
هل يفكر الزوج والزوجة عند اختيار اسم المولود في دلالات هذا الاسم؟ وهل هنالك شخصيات تحمل هذا الاسم تجعل الطفل فيما بعد يشعر بأنه امتداد لنبي أو شخصية صالحة مُصلحة؟
اختيار الاسم جزء من التخطيط لحياة هذا الطفل وما ينشأ عليه من كلمات وأوصاف تصبح مفاهيم ومعتقدات في هذا الطفل تشكل شخصيته وتمده بالقوة أو العكس في حال الكلمات السلبية فالوالدان أهم عامل مؤثر على الطفل.
مثل: “ملالا فتاة ذات حظ، فقد ابتسم لنا الحظ عندما ولدت” هكذا قال أبوها حين نظر لها أول مرة بعد ولادتها. وقال في حقها أيضًا “ألا ترى أنها قد خُلقت لبلوغ العُلا؟” كل هذا أعطاها ثقة وعقيدة قوية وتفاؤلًا.
3. العلم ثم العلم ثم العلم
بالعلم نصنع حضارة وبالعلم نحارب العدو الأول وهو الجهل، إن اختيارك للقلم بدلًا من السيف يعني الانتصارات المستدامة، والبقاء والخلود.
فكيف إذا وجدت من يمنعك من حق التعليم الأساسي؟ ربما لأن التعليم متاح لم نشعر بهذه الحرقة ولكن من المهم أن تدرك بأن كل المشكلات أصلها الجهل، تعلّم ثم فكّر فيمن حولك هل هنالك من لم يستطيع أن يذهب إلى المدرسة ليتعلم؟ ماذا سوف تقدم من أجل العلم؟ هل ستعطي جزءًا من وقتك لتعلم أحدهم؟ “عندما يسلبك شخص ما قلمك، تُدرك تمامًا مدى أهمية التعليم”.
4. التفوق الدراسي ليس كل شيء
الاهتمام بالدراسة والمذاكرة والاجتهاد والتفوق مهم ولكن المشاركة في الأنشطة المختلفة من مسرح وخطابة، وكتابة مهم جدًّا في صقل الشخصية وفي تحقيق الذات، ووجود قضية تهمك ستجعلك تلقائيًّا تتعلم مهارة تلو أخرى حتى تستطيع أن تدعم هذه القضية ربما عليك مراسلة الصحف كتابة المقالات، عمل العروض وتقديمها وما يصاحب ذلك من برامج تقنية مثل بوربوينت، والتصميم كالجرافيك وغيرها.
وكذلك المشاركة في المؤتمرات الشبابية والطلابية، ومؤتمرات أخرى مثل “تيدكس”، مهارات أيضًا مثل الإقناع وتنظيم الاجتماعات وإدارتها، والقيادة والقائمة تطول. فكلما كان هنالك هدف وقضية تكون كل هذه المهارات جزءًا من حياتك، والأهم أنك تتعلم وأنت مستمتع وبرغبة ذاتية وربما تعليم ذاتي أيضًا. وفي الوقت الحالي هنالك مِنح من بعض الجامعات الأهلية، والجامعات العالمية تُقدم للشخصيات القيادية النشطة في مجتمعها، والتي تحمل حسّ المسؤولية الاجتماعية.
5. العرّاب والفراشة
نعم “مالالا” حظيت على دعم غير مشروط من أبوها ومن أسرتها التي أتاحت لها المجال لتعبر عن رأيها، وربما حق التعليم في الأساس قضية والدها ضياء الدين يوسفزاي، بقدر ما تلهمنا قصتها بقدر ما تبرز لنا دور “العرّاب” في حياتها “مالالا” ظهر عرّابها في قصتها وهنالك الكثير من الأبطال الذين يقف وراءهم “عراب” ساعدهم أرشدهم أخذ بيدهم غرس فيهم قضية ما، ونمّى شخصيتهم. ومن أهم عناصر النجاح وجود المساعد أو المستشار الذي يلهمك ويختصر لك الوقت ولكن ماذا لو لم يكن في حياتك “عراب” يدفعك للأمام، ويخرج منك أفضل أداء.. أحيانًا نحن لانعرف قيمة أنفسنا ولكن شخص آخر يؤمن بك يجعلك في أعلى مستوى من الكفاءة.
ليس شرطًا أن يبقى هذا الداعم معك طوال مسيرة حياتك بل قد يكون في مرحلة ينتشلك، ويذهب.. إذا لم تحْظَ بهذا الداعم ربما عليك أن تتذكر (دورة حياة الفراشة) ففي مرحلة الشرنقة لليرقة التي من خلالها تصبح فراشة بدون تدخل من أحد، ويكتمل نموها.. لذلك ربما أنت فراشة.
6. التسخير
حين تعمل على قضية شريفة يسخر الله لك البشر والحجر، وكل ما في الكون. فقط ابدأ وستجد العروض والمساعدات المختلفة من جهات متعددة. ستجد من يشاركك نفس القضية ونفس الوجهة اسأل كل من يعمل على قضية سيخبرك بأن العمل من أجل غاية نبيلة تسخر لك الفرص والمنح التي لم تكن تتوقعها أو حتى تسمع بها. سيأتي من يذلّل لك العقبات وستجد بعض العقبات تنتهي من نفسها “فالخير في أمتي إلى قيام الساعة”. “مالالا” لم تمانع من إظهار قضيتها للعالم وأن يصل صوتها لتستفيد دول أخرى غير باكستان منها ومن دعمها بعد أن حظيت بدعم وجوائز مختلفة، منها جائزة نوبل للسلام.
وفي النهاية “مالالا” نموذج للعيش بمعنى فلا خوف لمن لديه مبدأ ورسالة كونها تمدّ صاحبها بالشجاعة والسعادة حتى في أسوأ الظروف فهذه الظروف استكمال لرحلة سعى من أجل قضيته. “مالالا” اليوم تخرجت من جامعة أكسفورد متخصصة في الفلسفة والسياسية والاقتصاد، ومازالت رحلتها مستمرة من أجل رسالتها في حق التعليم للجميع ليس في باكستان فقط.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 102,748
مقال ملهم حول رواية "أنا مالالا"
link https://ziid.net/?p=62134