4 أمور تساعدك على الانضباط الذاتي (مستخلصة من كتاب “خراب: كتاب عن الأمل”)
المشاعر الإيجابية والأمل وحبك لما تريد هو أساس الانضباط الذاتي، والحب أسرع طريق للوصول
add تابِعني remove_red_eye 103,069
- 4 أمور تساعدك على تحقيق الانضباط الذاتي
- 1- اعقد الصلح بين الدماغين المشاعري والفكري
- 2- اربط هدفك بالمشاعر
- 3- ارفع من استحقاقك
- 4- اعرف القوانين المتحكمة في مشاعرك
- القانون الأول: التوازن
- القانون الثاني: الاستسلام
- القانون الثالث: هويتك باقية إلى أن تعارضها تجربة جديدة
- تراتبية القيم تتغير بحسب تجاربك
- إليك أيضًا:
أنت تحتاج أن يكون لديك شعور بأهميتك وأهمية ما تفعل، وهذا الشعور يمنحك الأمل وهو الوقود وبه تتمكن من مواصلة الحياة والعمل على أهدافك بانضباط.
“مارك مانسون” ضد العدمية التي تدعو بأن لا معنى لك ولا قيمة، وكل شيء خراب، وأن ما تقوم عليه هو “نجاح من أجل النجاح.. أفعل هذا لأنه يعجبني” يرى بأن هذا أمر سيء لذلك يخبرك بأنك تحتاج أن تتذكر في كل وقت بأن هناك الحياة الآخرة حتى تشعر بالرضا، وتتذكر بأن الدنيا بكل ما فيها هي مرحلة للعمل الصالح الذي ستكافأ عليه بالجنة ونعيمها فلا أمل بدون إيمان.
ويشرح السرّ في عدم قدرتك على الانضباط الذاتي في كتابه “خراب: كتاب عن الأمل“. ومن هذا استخلصت (5) أفكار لضبط الذات متمركزة في دور الدماغ المشاعري على الانضباط الذاتي لتحقيق ما تريده.
بدايةً يذكر بأن سر مشكلتك مع الانضباط الذاتي هي في المشاعر والانفعالات، فلو سألت نفسك: لماذا لا تفعل أمرًا عليك فعله؟ فالإجابة ستكون بأنك لا تحب فعله. وبهذا يرجع “مانسون” كل مشكلات التحكم بالذات والسيطرة من تسويف وكسل وغيره إلى أنها مشكلة انفعالية. فالعقل المنطقي لن يكون المتحكم فالفعل مصنوع من مشاعر والفعل يثير فيك المشاعر والانفعالات أيضا فأنت محاط بالمشاعر، والتعامل مع المشاعر أصعب من التعامل مع الأمور المنطقية، كما أن المشكلات الانفعالية حلولها أيضا انفعالية.
4 أمور تساعدك على تحقيق الانضباط الذاتي
1- اعقد الصلح بين الدماغين المشاعري والفكري
يدعو “مانسون” إلى تصالح الدماغين المشاعري والفكري العاقل؛ لأن عدم الانسجام بينهما يعني الإحساس بالعجز، اقبل الدماغ الذي يشعر واعمل معه بدلًا من العكس.
- الدماغ الفكري: موضوعي يعتمد على الحقائق، ويخلق روابط جانبية بين الحوادث، ويفكر أفقيًّا، ويفكر كيف تترابط هذه الأشياء في ما بينها ويمثل أفكارك الواعية.
- الدماغ المشاعري: دماغ ذاتي نسبي، ويخلق ارتباطات بشكل هرمي (أحسن، أسوأ، مرغوب فيه، أكثر..)، ويفكر عاموديًّا، ويقرر كيف يجب أن تكون الأمور ويمثل دوافعك وحدسك وغرائزك.
وحتى تستطيع التحكم واتخاذ القرار عليك أن تجعلهما يسيران معًا باتفاق على قيم موحدة، وهذه مهارة يمكن اكتسابها ولكن تحتاج زمنًا ومحاولات متكررة. بحيث تكون المعالجة من خلال القبول والالتزام وهي المعروفة بسم (المعالجة السلوكية المعرفية).
2- اربط هدفك بالمشاعر
حتى تستطيع التحكم بذاتك وتضبطها اقنع دماغك الذي يشعر بما تريد، وهذا ما يقال دائمًا في الورش التدريبية الخاصة بتطوير الذات أن تضع أسباب تحديدك لهذا الهدف وتربط الأسباب بجانب الانفعالات والمشاعر.
مثال: قيامك بالتمارين الرياضية فعل مرتبط بإحساسك الجميل الذي ستشعر به بعد الرياضة، كذلك مقدار احترامك لنفسك عندما تحقق هدفك كل هذه مشاعر ارتبطت بفعل تقوم به.
ومن المهم أن تعلم بأن دماغك المشاعري غير منطقي والمشاعر لا تدوم؛ لذلك أصغِ لدماغك المشاعري مثلًا: تريد أن تمشي ساعة إذا شعرت بإيجابية هذا جيد وإذا لم تكن مشاعرك إيجابية عليك أن تعرض تسوية أخرى، وكرر المحاولة. “لا تتشاجر مع دماغك المشاعري لأنك لن تفوز عليه”.
3- ارفع من استحقاقك
دماغك المشاعري أحيانًا يقرر بأنك لا تستحق فعل هذا الشيء وأنك أقل من أن تفعلها، وهو شعور بعدم الاستحقاق؛ لذلك لا بد من أن تكون مشاعرك جيدة وتشعر بالاستحقاق، والثقة بالنفس أيضًا تكون معتقداتك إيجابية حتى تنال ما تريد. ويشير “مانسون” بأن مشاعر عدم الاستحقاق عادة ما تكون نتيجة لمواقف في الماضي حدثت لك فتتكرر عيش المعاناة لأن دماغك المشاعري قرر أنك تستحق ما جرى لك، وقد يكون لديك ضعف في استعداد الدماغ الذي يشعر.
مثال: تريد التوقف عن التدخين ولكنك لا تفعل ذلك. ليست المشكلة هنا في دماغك الفكري، بل هي مشكلة دماغك المشاعري المتكيف مع قيمة سيئة عن نفسك وعن الحياة.
4- اعرف القوانين المتحكمة في مشاعرك
وهي قوانين نيوتن في العواطف والانفعالات، منها ستعرف كيف ولدت القيم لديك.
القانون الأول: التوازن
لكل فعل ردّ فعل انفعالي يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه. وهو قانون يولد إحساسك بالأخلاق، وهو نظام تشغيل دماغك المشاعري.
مثال: تعرضت لكفّ في وجهك فترد على الكفّ بكفّ أو شَتْم أو شكوى لجهة لها صلاحية هذه ردة الفعل، ومن ناحية المشاعر غضب وانتقام فعاطفتك سلبية بسبب إحساسك بفقدان التحكم وأنت تتألم. وما حدث لك يدفعك إلى التحفيز على إعادة التوازن الأخلاقي اتجاه الهوة الأخلاقية التي حدثت بحيث تعود إلى ما كنت عليه من توازن للمشاعر قبل هذا الحدث.
ورغبتك في التوازن تصبح استحقاقًا، أيٍ: من وجّه لي الكفّ يستحق أن يتلقى عقابًا، أيْ: إنه يستحق الألم، وشعورك سيكون الغضب وبأنك لا تستحق ما حدث لك، هذه المشاعر تكون مشاعر حزن واضطراب وشفقة على نفسك. ومن هُنا تولد القيمة، فدماغك المشاعري بحسب القانون هو الذي خلق القيمة من تجربة الألم التي عشتها. في حين دماغك الفكري خلق المعرفة المعتمدة على الملاحظة والمنطق.
القانون الثاني: الاستسلام
إذا لم تستطع ردّ الكفّ، وكان خصمك أقوى منك، سوف تستسلم وتبحث عن التعويض ويخبرك دماغك المشاعري قائلًا: “هو على حق أنت تستحق الكف” فتستلم أمام الهوة الأخلاقية التي لا يمكنك معالجتها، وهُنا الإحساس بالعار أو قلة تقدير الذات فتولد القيمة. أيْ: إن ما تعرضت له في ماضيك غرس فيك وأصبح قيمة واعتقادًا سلبيًّا يصعب التخلص منه. “قيمتك في نظر نفسك تساوي حصيلة عواطفك وانفعالاتك عبر الزمن”.
القانون الثالث: هويتك باقية إلى أن تعارضها تجربة جديدة
هويتك وقيمك ستبقى إلى أن تعرضها لتجربة جديدة قوية تُعاكسها لتُحدِث تغيير ملحوظًا على شخصيتك؛ لذلك تصور المستقبل، وجرّب قيمًا جديدة لتتخلص من القديمة. “لتغيير قيمك خُضْ تجارب تعاكس تلك القيم” علمًا بأن هذا أمر غير مريح للنفس، وأي: نمو وتطور يصاحبه ألم، وحتى تخفف من الألم يوجد طريقة لتغيير القيم وهي:
- تبدأ بإعادة فحص تجارب الماضي وإعادة صياغة القصص التي أنشأتها مثل: هل تمّ لَكْمي لأني سيئ أم لأنه هو شخص سيئ؟
- إعادة كتابة قصص مستقبلك بنفسك. وتتصور كيف ستكون الحياة عندما تكون لك مجموعة محددة من القيم أو أنك تمتلك هويه بعينها. تصور هذا المستقبل الذي تريده لنفسك.
- اسمح بدماغك المشاعري بأن يجرب تلك القيم “مثل تجربة أيّ شيء قبل شرائه” فتعرف إحساسك به قبل الخطوة الأخيرة.
- كرر ذلك مرات إلى أن يعتاد دماغك المشاعري هذه القيم الجديدة ويكون قد بدأ بالاقتناع بها وتقبلها.
مثال: “جوكو ويلينك” جندي في القوات البحرية الأميركية يستيقظ الساعة الرابعة والنصف صباحًا بشكل يومي لأنه يتخيل عدوّه سيأتي لمهاجمته من مكان ما، وهذا افتراض يتخيله حتى يستيقظ قبل عدوّه فيكون أفضل منه، ولقد أنشأ هذه القصة حتى ينهض.
تراتبية القيم تتغير بحسب تجاربك
مثال على ذلك: شخص تراتبية القيم لديه هي (حضور حفلات غنائية ممتازة، توفر سجائر جيدة ثم العمل فالنوم) بحسب القيم سلوكه واضح يفضل العمل على النوم والتدخين على العمل والحفلات على كل شيء آخر. ولكن عندما ذهب للعمل تطوعيًّا في دولة فيتنام أثرت عليه هذه التجربة من الناحية العاطفية والانفعالية بحيث تغيرت لديه تراتبية القيم إلى (مساعدة الأطفال الفقراء، ثم العمل فالنوم وأخيرًا حضور الحفلات الغنائية) لم تعد الحفلة مصدر متعة فمساعدة الأطفال أصبحت أكبر قيمة، توقَّفَ عن التدخين، ينام بشكل جيد؛ لأنه يحتاج إلى صحة وطاقة حتى يساعد الأطفال. ربما أصدقاؤه في الحفلات ينظرون له بشفقة لأنهم يحكمون عليه من خلال قيمهم التي كانت قيمه في السابق.
ويوضح “مانسون” أن تراتبية القيم عندما تتغير أنت لا تخسر شيئًا فالشخص في المثال السابق لم يخسر شيئًا، بل أصبحت متعته وما يثيره شيء مختلف عن السابق الذي قد يعتبره سخيفًا اليوم، وهذا الحرج دليل نمو وتطور ونتيجة تمكنه من تحقيق آماله.
وأخيرًا، فهمك للقوانين المتحكمة بانفعالاتك، وترتيب القيم وكيفية تغييرها كل هذا يعرفك على نظام تشغيل دماغك المشاعري الذي بدوره سيساعدك على فعل ما تريد وسيتحقق لديك الانضباط الذاتي.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 103,069
مقال يناقش الانضباط الذاتي من خلاصة تجربة مارك مانسون
link https://ziid.net/?p=72633