ما أسلوب سكامبر SCAMPER؟ هو طريقة تُمكنك من تحفيزك على الإبداع، وهي مبنية على افتراض أن كل ما هو جديد هو في الأصل تعديل على شيء موجود بالفعل في عالم الواقع، وذلك من خلال الإجابة على (10) أسئلة كل سؤال منهم سيقودك لاكتشاف جديد. ولكن يجب أن تعرف أولًا ما الشيء الذي تريد تغييره؛ لأن هذا الشيء هو بمثابة الأرض التي ستصمم عليها ما تريد أو اللوحة البيضاء التي تنتظر منك أن ترسم عليها أجمل اللوحات.
دعونا ننظر للأسئلة العشر ونطبق عليها أيّ شيء يخطر على بالنا كما يلي:
1- هل يمكن إبداله أو تغييره؟
يعني هل يمكن أن نضع شيئا آخر محله، أو تغيير مكوناته؟ دعونا ننظر للسؤال بشكل عملي.. لننظر مثلًا للوحة المفاتيح، ونتساءل هل يمكن أن نحولها من سيلكون ومن شكلها التقليدي لورق مقوى أو قطعة قماش، ونضع عليها غطاء سحريًّا من الجلد الخفيف الشفاف لكي تصبح أسهل في التخزين، ونستطيع أن نأخذها معنا في أيّ مكان دون أن تأخذ حيز كبير من الفراغ؟
2- هل نستطيع دمج هذا الشيء مع شيء آخر؟
الدمج هنا هو إدخال خصائص الشيء الأول مع خصائص ومميزات الآخر لننتج شيئًا آخر جديدًا. دعوني أخترع معكم شيئًا جديدًا يوضح تلك الطريقة، وليكن مثلًا دمج المنبه الخاص بي مع بلورتي السحرية، تلك البلورة تبدأ في غناء أغنيتي المفضلة مع إشعال أضواء الطيف في كل مرة يدق فيها المنبه، وربما نستخدم الماء الملون مع الورق اللامع ويبدأن في الدوار كموج البحر كلما دقت ساعة نومي أو استيقاظي.. ما رأيكم أليست تلك الآلة السحرية أجمل من باقي الساعات الموجودة بالعالم؟ إذا صنعها أيّ شخص أتمنى أن يرسل إليَّ أول نسخة تجريبية.
3- هل نستطيع توفيق أيّ شيء مع أشياء أخرى؟
وهنا نقصد أن نضعه مع أشياء متشابهة، أو نصنعه بطريقة متشابهة مع شيء آخر. دعونا نفترض أن كوريا الجنوبية أو الصين طلبوا مني اختراعًا عمليًّا ويجمع بين شيئين متشابهين ويريدون أن أُوفق بينهما، وقتها سأخبرهم أن يدمجوا الثلاجة مع الفرن في جهاز واحد، طبعًا تحقيق ذلك ليس مستحيلًا بعد الطفرة التكنولوجية التي يشهدها العالم حاليًا، والآن تخيلوا معي أن البشر الآن بدءوا يشترون الثلاجة والفرن معًا بسعر منتج واحد فقط.. كيف سيصبح حال سوق الأدوات الكهربائية؟ من المؤكد أنهم سيقتلونني لإراحة العالم من أفكاري العجيبة.
4- هل يمكن تعديله؟
يعني هل يمكن إضافة شيء جديد إليه أو تغيير شكله أو تغيير أيّ شيء آخر فيه.. هنا لنتخيل المروحة على سبيل المثال؛ فبدلًا من كونها عمودية أو مروحة مكتب أو ما إلى ذلك لمّا لا نطورها ونجعلها كبندول الساعة تذهب يمينًا ويسارًا وتوزع الهواء في مساحة أكبر، أعتقد أن السعودية قد تقوم بهذا الاختراع قبل عودة الحجاج لموسم الحج بعد استقرار الأوضاع.
5- هل يمكن تكبير حجمه؟
هنا سأحدثكم عن المثال مباشرة، تخيلوا مثلًا جهاز كمبيوتر لوحي يحافظ على نظر الأطفال بشاشة كبيرة جودتها عالية، وفي نفس الوقت لا تأخذ حيزًا كبيرًا في حقيبة الطفل؟ الطريقة بسيطة جدًّا سوف نقوم بعمل شاشة قابلة للطي، وهذا بالضبط نفس فكرة الهاتف الجديد الذي أنتجته كوريا الجنوبية مؤخرًا، نحن فقط سنطبق الفكرة على التابلت وليس الهاتف فحسب.
6- هل يمكن تصغير حجمه؟
هذا هو بالضبط نفس المثال السابق، ولكن دعونا نقول مثالًا آخر ولننظر حولنا على السماعات الخاصة بالدي جي تخيلوا لو صنعنا نفس تلك السماعات بنفس قوة الصوت وجودته لكن بسماعات صغيرة بدلًا من تلك الكبيرة الضخمة؟
7- تخيل الشيء في وظيفة أو استخدام جديد؟
هل نظرتم للقلم بجواركم؟ لماذا لا نجعله مشغل موسيقى أيضًا؟ أو ماذا عن إضافة ناقلة بيانات “فلاشة” بدلًا من الغطاء؟
8- هل نستطيع حذف بعض الأجزاء منه؟
تخيلوا معي سيارة بدون وجهتها الأمامية أو دعونا ننظر للثلاجة بدون باب يفتح لليمين واليسار، ماذا لو تخلصنا من الباب نهائيًا، ووضعنا بدلًا منه زجاجًا شفافًا يختفي بمجرد الاقتراب منه بالضبط كالأبواب الإلكترونية التي تفتح على مصراعيها بمجرد شعورها بأيّ حركة.
9- هل يمكن عكس أو قلب حالة الشيء؟
هنا أتخيل آلة سحرية تتبدل حالتها عن طريق استخدام أزار معينة؛ فتارة تصبح شاشة تلفزيون عملاقة، وتارة أخرى يتقلص حجمها وتصبح كمبيوتر صغيرًا، وهكذا. طبعًا تلك الأمور واردة؛ لأن بما أننا استطعنا تصميم الأثاث القابل للطي والتعديل فبإمكاننا تحقيق ذلك مع الإلكترونيات أيضًا.
10 – هل يمكن إعادة تنظيمه؟
هنا نتحدث عن خصائص المنتج نفسه الداخلية والخارجية وإمكانية إعادة هيكلته، ولنوضح تلك الطريقة لنفترض مثلًا أننا سنصنع ساعة ذكية، ولكن سنغير من خاماتها لتكون مناسبة أكثر لكل مناسباتنا، وضد الكسر والماء … إلخ، ولا تعمل إلا مع بصمة شخص واحد فقط، وبالنسبة لإمكانياتها الداخلية فدعونا نتخيل أن الساعة قادرة على التحكم في كل شيء حولك في سيارتك ومنزلك وحالتك الصحية وتقوم بتذكيرك حتى بجدولك اليومي … إلخ.
في الختام
لا داعي أن أذكركم بنسبتي في أرباح الشركة لو استعنتم بأفكاري، ولكن بعيدًا عن المزاح يجب أن أخبركم بحقيقة مهمة جدًّا وهي أن البشر قادرون بشكل عجيب على تحقيق اختراعات كل يوم؛ لأن قدرتنا على الإبداع لا حدود لها، ولهذا السبب شعرت أن المقالة رقم (50) في سباق الخمسين يجب أن تكون مؤثرة وتساعدكم على التفكير بطريقة إبداعية، ولا تنسوا أنكم قادرون على تحقيق أفكاركم على أرض الواقع، يكفيكم فقط أن تفكروا وتنشروا أفكاركم.
إليك أيضًا
مقال يساعدك على الإبداع والابتكار
link https://ziid.net/?p=94084