ما هي التجارة الإلكترونية؟

يُشير مصطلح التجارة الإلكترونية إلى أي شكل من أشكال المعاملات التجارية التي تتم عبر الإنترنت، والمثال الأكثر شيوعًا للتجارة الإلكترونية هو التسوق عبر الإنترنت، والذي يُعرف بأنه شراء وبيع السلع عبر الإنترنت على أي جهازٍ. ومع ذلك، يمكننا إضافة أنواعٍ أخرى من الأنشطة مثل: المزادات عبر الإنترنت، وبوابات الدفع، وحجز التذاكر عبر الإنترنت، والخدمات المصرفية الإلكترونية.

تعدُّ التجارة الإلكترونية سوقَ التجزئة الأسرع نموًا ويُتوقع أن تصل مبيعاته إلى (4.135) تريليون دولار عام (2020م).

تعد التجارة الخلوية (mCommerce) إحدى وسائل التجارة الإلكترونية الجديدة وسريعة النمو، يساهم في ازدهارها تنامي السوق وتأثير الهواتف الذكية وكذا أريحية جيل الألفية في التعامل مع التسوق الإلكتروني. في عام (2018م) شهد قطاع التجارة الإلكترونية زيادةً في المبيعات بنسبة (39.1%) مقارنة بالعام الماضي.

ما هي نماذج أعمال التجارة الإلكترونية المختلفة؟

تُصنف التجارة الإلكترونية عادةً إلى ثلاثة نماذج مختلفة بناءً على نوع المشاركين في المعاملة. بشكل عام، تتمثل نماذج الأعمال في:

1- معاملات الشركات (B2B)

أي: أن تبيع شركةٌ لشركةٍ أخرى. وهذا حال مخازن القرطاسية التي تبيع المعدات المكتبية للشركات بالجملة. عادة ما تقدم شركات (B2B) سعرًا مخفضًا لكل وحدة إذا اشترى العملاء كمياتٍ كبيرة وهو ما يدفع المكاتب للاستفادة منها.

2- المعاملات بين الشركات التجارية والمستهلك (B2C)

(B2C) هو النموذج الأكثر شيوعًا في نماذج الأعمال حيث يبيع التجار للمستهلكين الذين يشترون كمياتٍ صغيرةً من المنتجات. من الأمثلة المألوفة لنموذج (B2C) محلات السوبر ماركت حيث يتسوق المستهلكون أسبوعيًا ولكنهم في العادة لا يشترون بالجملة.

3-المعاملات بين المستهلكين (C2C)

(C2C) هو نموذج أعمال جديد نسبيًا حيث يسعى المستهلكون الذين اشتروا شيئًا سابقًا لإعادة بيع هذا العنصر لمستهلكٍ آخر. من خلال أسواقٍ مثل إيباي (eBay) وكرايجليست (Craigslist) قد يكون هذا سهلًا ومربحًا في حال كنت تبيع أشياء لم تعد تستعملها.

ما هي فوائد التجارة الإلكترونية؟

هناك سبب وراء التنامي المذهل للتجارة الإلكترونية في السنوات القليلة الماضية. في الواقع، حين أصبحت الأنترنت أمرًا أساسيًّا في الحياة اليومية، فقد تعلمت الشركات التجارية طرقًا لاستغلال المزايا المتعددة للتجارة الإلكترونية، ومن أهمها:

السوق العالمية

غالبًا ما تكون المتاجر التقليدية محدودةً بنطاقٍ جغرافيٍّ محدد حيث يمكنها توزيع خدماتها. أما المتاجر الإلكترونية -أو أي نوعٍ من التجارة الإلكترونية- فلديه العالم بأكمله سوقًا له. ويعد الانتقال من قاعدة عملاء محلية إلى سوق عالمي دون أي تكلفةٍ إضافيةٍ من أعظم مزايا التداول التجاري عبر الإنترنت. في عام (2018م) كانت 11.9% من مبيعات التجزئة العالمية تتم عبر عمليات الشراء من الإنترنت، ومن المفترض أن تزيد هذه النسبة كل سنة.

متوفر على مدار الساعة

فائدةٌ أخرى معتبرة من فوائد إدارة متجرٍ إلكتروني هو كونه مفتوحًا دومًا. بالنسبة للتاجر، فهي زيادةٌ بالغةٌ في فرص المبيعات، وبالنسبة للعميل فهو خيارٌ مناسبٌ ومتوفر تحت أمره في كل وقتٍ. بدون قيود على ساعات العمل، يمكن لشركات التجارة الإلكترونية أن تخدم العملاء على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.

تخفيض التكاليف

تستفيد شركات التجارة الإلكترونية من انخفاض تكاليف التشغيل بشكلٍ ملحوظٍ. نظرًا لعدم وجود حاجةٍ لتوظيف موظفي المبيعات أو الحفاظ على واجهةٍ فعليةٍ، فإن تكاليف التجارة الإلكترونية الرئيسية تُنفق على استيداع وتخزين المنتجات. وأولئك الذين يديرون تجارة عبر سلسلة التوريد (دروبشيبينغ) فيحظون بمتطلبات استثمارٍ أولية جدُّ ضئيلة. وهكذا ندرك أن قدرة التجار على توفير التكاليف التشغيلية تُتيح لهم تقديم صفقاتٍ وخصوماتٍ أفضل لعملائهم.

إدارة المخزون

يمكن لأعمال التجارة الإلكترونية أتمتة عملية إدارة المخزون باستخدام الأدوات الإلكترونية لتسريع إجراءات الطلب والتسليم والدفع. وهكذا توفر التجارة الإلكترونية مليارات الدولارات من ناحية تكاليف التشغيل والمخزون.

التسويق الموجه

يمكن لشركات التجارة الإلكترونية من خلال القدرة على الوصول إلى هذه الثروة الهائلة من بيانات العملاء وفرصة مراقبة السلوكيات الشرائية للعملاء بالإضافة إلى مراقبة التوجهات النامية للصناعات، أن تظل متناغمةً مع السوق وتصمم جهودها التسويقية بشكلٍ يتيح لها توفير تجربة استخدام أفضل تصميمًا والعثور على عملاء جدد. تخيل معي أن لديك فرصة مخاطبة آلاف العملاء باسمهم الأول، هذا شيءٌ موجودٌ بالفعل الآن ويجري العمل به.

خدمة الأسواق المتخصصة

قد يكون من الصعب إدارة عمل متخصص. كما أن تطوير منتج متخصصٍ ليصبح شائعًا أمرٌ مجهدٌ. ومن ناحيةٍ أخرى، يمكن لتجار التجزئة من خلال ربط تجارتهم بالسوق العالمية أن يحظوا بتجارة متخصصة ذات مردوديةٍ عاليةٍ دون المزيد من النفقات. فباستخدام إمكانات البحث عبر الإنترنت، يمكن للعملاء من أي مكانٍ في العالم العثور على منتجاتك وشرائها.

العمل من أي مكان

تعني إدارة تجارة إلكترونية أنك لن تُضطر إلى الجلوس من التاسعة حتى الخامسة، ولن تعاني من التنقل اليومي نهارَ مساء. فكل ما تحتاجه هو جهاز كمبيوتر محمول واتصالٌ جيدٌ بالإنترنت لإدارة عملك من أي مكان في العالم.

كيف تبدأ مشروعك في التجارة الإلكترونية؟

هناك ترتيبٌ منطقيٌّ تسير عليه الأمور حتى تبدأ في إنشاء متجرك الإلكتروني. ورغم أن إنشاء متجرٍ إلكترونيٍّ لا يستغرق أكثر من يومٍ، فإن بحث وإنشاء وإطلاق وتنمية شركة تجارة إلكترونية ناجحة هي عمليةٌ متعددة الطبقات وتتضمن خطواتٍ وقرارتٍ عديدةٍ.

اختيار منتجٍ والتزود منه

الخطوة الأولى لبدء شركة تجارةٍ إلكترونيةٍ هي تحديد المنتجات التي ستبيعها. قد يكون العثور على فكرة مربحةٍ عملًا شاقًّا، لذا كن مستعدًّا للقيام بالكثير من العصف الذهني والتفكير العميق. من الضروري أن تختار منتجاتٍ ذات هوامش ربحٍ معتبرةٍ تسمح لك بتحقيق أرباحٍ جيدة وتتيح لك توسيع نطاق أعمالك التجارية في المستقبل. بمجرد أن تعرف ما تريد بيعه، ستحتاج إلى تحديد كيفية ومكان الحصول على المنتجات. بهذا الصدد، تتمثل الطرق الرئيسية الأربعة لتحديد مصادر المنتجات والمخزون في الإنتاج والتصنيع وتجار الجملة والدروبشيبينغ (التجارة عبر سلسلة التوريد).

إجراء البحوث والتخطيط للمستقبل

إن فكرتك حول المنتج هي التي ستحدد في أي جانبٍ من السوق عليك البحث، لكن أهم ما عليك البحث حوله هو المنافسين، وإستراتيجية التسعير، وقيمتك المضافة. بالنسبة لهذه النقطة، من الجيد أيضًا صياغة خطة عملٍ تساعدك على تصور استراتيجية نموٍ فعّالة وتحديد أيّ تهديدات أو عقباتٍ محتملةٍ.

ضبط علامتك التجارية

الآن وبعد أن أصبحت لديك فكرةُ منتجٍ واعدةٌ ونظرةٌ عامةٌ واضحةٌ على السوق، حان الوقت للتفكير حول العناصر الرئيسية لمتجرك مثل اسم علامتك التجارية واسم نطاق موقعك على الإنترنت والخطوط العريضة لعلامتك التجارية، والشعار أخيرًا. إن ضبط علامتك التجارية بشكلٍ جيّدٍ منذ البداية قد يساعدك في تسريع نموك وكسب قلوب العملاء المحتملين. قبل تحويل انتباهك إلى إنشاء المتجر يتوجب عليك قضاء بعض الوقت في دراسة أساسيات تحسين الظهور على محركات البحث (SEO)، حتى يبدأ عملك بدايةً جيدةً.

تقرير طريقة البيع

يمكنك إعداد متجرك الإلكتروني بطريقتين:

1. يمكنك بناء متجر للتجارة الإلكترونية بدءًا من الصفر – وهذا يعني تطويره بنفسك أو الاِستعانة بمستقلٍّ أو بوكالةٍ لتقوم بالأمر بدلًا عنك. قد يستغرق الأمر مدةً طويلةً وقد يكلفك كثيرًا، لكن إنشاء متجرٍ مخصص سيضمن لك تخصيصًا كاملًا لعلامتك التجارية، مع ميزة اتخاذ جميع القرارات.
2. يمكنك أيضًا استخدام إحدى منصات التجارة الإلكترونية الجاهزة مثل شوبيفاي (Shopify)، مما يجعل إنشاء متجرٍ إلكترونيٍّ عمليةً سهلةً وسريعةً. لكن هذا يعني تخصيصًا أقل، إذ أنك ستُضطر إلى الاختيار من بين مجموعة محددة من السمات (أو الثيمات) والأدوات التي توفرها المنصة. إذا اخترت أن تكون شركتك شركة دروبشيبينغ (التجارة عبر سلسلة التوريد)، فإن بعض منصات التجارة الإلكترونية مثل أوبِرلو (Oberlo) ستتيح لك إطلاق متجرٍ والبدء في البيع خلال سويعات قليلة.

 قبل الإطلاق

في هذه المرحلة، ستكون متلهفًا لعرض متجرك على شبكة الويب العالمية. ومع ذلك، تأكد من أنك على استعدادٍ جيدٍ لقياس نجاحك في الإطلاق – سيساعدك التحديد المسبق لمؤشرات الأداء الأساسية (KPIs) على تتبع تقدمك وأدائك وإصلاح أي مشكلاتٍ عند ظهورها. وتشمل الأشياء المهمة الأخرى التي يجب الاهتمام بها أمورًا مثل: إعداد ملفاتك الشخصية على الوسائط الاجتماعية، وإعداد خطة التسويق بالبريد الإلكتروني، وتثبيت خدمة تحليلات قوقل (Google Analytics)، وإجراء أبحاثٍ عن الكلمات المفتاحية، وتحديد إستراتيجيتك في الشحن، ووضع اللمسات الأخيرة على خطة ترويج الإطلاق (تدشين متجرك). صحيح أن هذا عملٌ مجهد، لكن الإطلاقة الناجحة هي نصف العمل.

عندما تتحقق من قيامك بكل هذه المهام، شغِّل متجرك على مبوّب المتجر على شوبيفاي (Shopify store grader) لتلافي أي أخطاءٍ.

بعد الإطلاق

مرحبًا بك في ساحة الوغى، فهنا يبدأ العمل الحقيقي. بعد إطلاق متجرك عبر الإنترنت، يجب عليك الانتقال مباشرة إلى مرحلة الترويج. من الآن فصاعدًا سيقتصر شغلك اليومي أساسًا على تسويق متجرك وتحسين معدل التحويل. وعليك أيضًا توسيع مخزونك أو تحديثه بانتظام. يعد هذا أمرًا سهلًا لمن يدير متجر دروبشيبينغ، حيث يمكنه استيراد منتجات دروبشيبينغ جديدة في غضون دقائق، لكن يجب أن يظل التخزين أولويةً لك حتى إن كنت تُنشئ أو تصنّع المنتَج بنفسك. والبقاء في الطليعة يتطلب بعض الاختبارات.