التأثير الجلي للتسويق العاطفي في زيادة مبيعات مشاريع التجارة الإلكترونية

عند دخولك عالم التجارة الإلكترونية، أمامك خياران، إما أن تعتمد على بعض الأساليب التقليدية في التسويق دون أية اجتهادات حقيقية لنقل مستوى العمل لمرحلة أعلى، أو دراسة السوق ومعرفة طرق التسويق والتأثير وضمان أعلى درجات الاحترافية بالتجارة الإلكترونية.

يدور الأمر كله حول كيفية التأثير، فالتأثير الجيد يجلب معه العملاء والأرباح والشهرة، في حين تتشابه الحملات التسويقية مع الحملات الإعلامية من حيث المبدأ، فهذه كتلك من ناحية الرغبة، تبث قنوات الإعلام أخبارها بهدف ما، وكذلك شركات التجارة الإلكترونية.

قبل الدخول في التسويق العاطفي في عالم التجارة الإلكترونية، وعلى ذكر وسائل الإعلام وقدرتها على التغيير، دعوني أخبركم بقصة تؤكد على قوة التأثير واتخاذ القرارات بالنسبة لعامة الناس، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وخسارة الولايات المتحدة الأمريكية، كان لا بد من دخول الحرب العالمية الثانية، ومحاولة أن يكون لها اسم كبير على هذه الأرض، لكن كيف تقنع شعبًا كان قد عانى المر في الحرب الأولى بأن يدخل مرة أخرى؟

فبعد دراسات قامت بها مؤسسات أمريكية تُعنى بتحليل سلوك الأفراد، رأت أن العاطفة والخوف هما الحل لدخول الحرب، فبدأت الدولة حملة خفية بالترهيب ومليئة بالعواطف، فكانت كل حقبة الأفلام في تلك الفترة تتمحور عن الغزو الفضائي لأمريكا، وكيف سيكون الوضع في حالة بقاء الدولة في الوضع الراهن، وما أن عُمل استفتاء شعبي عن دخول الحرب، توافد الأغلبية بتأييد كبير.

القصد هنا بالتأثير العاطفي يمكنك أن تغير سلوك أفراد دولة بالأكمل لدخول الحرب، فتخيلوا معنا كيف سيكون الأمر عندما يتعلق بسلوك الشراء للأفراد. تاليًا نقدم لكم نبذة عن التأثير الجلي للتسويق العاطفي في زيادة مبيعات مشاريع التجارة الإلكترونية.

كيف يكون التسويق العاطفي في التجارة الإلكترونية؟

يرتكز التسويق العاطفي على التأثير بعواطف المستهلكين، فيعمل على استثارة العواطف لدى المستهلكين عن طريق تحفيزها بالمشاعر إما بالسعادة والحزن أو بالحزن والغضب، فبحسب الدراسات فإن استجابة المشاعر أسرع من التفكير المنطقي، مما يعني أن فرصة الاختيار بناءً على ما نحسه في مشاعرنا أكبر بكثير، لهذا فإن صنع حملات تسويقية تعتمد على التأثير العاطفي أقوى بكثير من الحملات التسويقية التقليدية أو الناشفة إن صح القول.

فبمجرد التأثير العاطفي المستهلك عند دخوله المتجر الإلكتروني أو دفاعه بالذهاب إلى المتجر الإلكتروني، فمن الجيد أن تحاول في كل فترة معينة أن تضحك الجمهور أن تثير الخوف أو أي شعور معين، فهذا يُعطي ارتباطًا كبيرًا بالعلامة التجارية الخاصة بك.

كما أنه وبكل تأكيد يعمل التسويق العاطفي على نشر مشروع التجارة الإلكترونية بشكل كبير، فعلى سبيل المثال إذا كنت قد سوقت للتجارة الإلكترونية عن طريق فيديو قصير يحرك المشاعر، فبالتأكيد ستزداد فرصة مشاركة الفيديو بين العملاء المحتملين، وترك بصمة منها ما يدوم للأبد. ولا يتعلق الأمر بشكل كبير في العملاء الذين يعرفون علامتك التجارية، إلا أن التسويق العاطفي يكون انطباعات أولى مبهرة، فعند شعور الشخص بمشاعر اتجاه المنتج يعني أن هنالك علاقة طويلة الأمد ستكون بينك منتجك والعميل، وهذا لأن الانطباعات الأولية لها تأثير كبير يتشكل بثوانٍ ويبقى أثره لمدة طويلة.

نقطة مهمة أخرى عن التسويق العاطفي وهي بأنه يعمل على إظهار المنتج بأحسن شكل ممكن، فكما أسلفنا سابقًا بأن العواطف تحجب رؤية المشكلات، لهذا فإن التأثير سيهاجم الخلايا العاطفية بشكل يُغشي رؤية أية سلبيات في المنتج بالنسبة للمستهلك، لكن كيف يكمن أن نوظف العواطف بطريقة تسويقية تحفز العملاء والمستهلكين أن يتجاوبوا معنا؟

1. التأثير عن طريق السعادة

كثيرًا ما تحاول الشركات التسويق لخدماتها عن طريق السعادة، فإذا لاحظنا أغلب الإعلانات المصرية تحاول أن تثير حالة عامة من الضحك والسعادة بغض النظر عن المنتج أو الخدمات التي تقدمها.

على سبيل المثال إعلان منتج شركة مولتو في مصر، صنعت أغنية علقت في أغلب عقول الذي شاهدها، وعن طريق هذه الأغنية استطاعت أن تصنع اسمًا لمنتجها بشكل كبير، فأصبح الكثير من الناس يشترون مولتو ليصنعوا فيديوهات مع الأغنية بشكل طريف، بالنسبة لنا وللمستهلكين هي لفتة طريفة ممتعة، لكن بالنسبة للشركة هي واحدة من حملات التسويق العاطفي الناجحة.

2. الحزن يثير المشاعر

باعتقادي الشخصي، أن الحزن هو أكبر عامل من الممكن أن يؤثر على ما نقرره في حياتنا بشكل عام، فكل القرارات تنتج نتيجة إحساس معين كنت تشعر به في ذلك الوقت، الحزن واحد من هذه المشاعر التي تطغى فتؤثر تأثيرًا كبيرًا.

عند الحديث عن حملات التسويق العاطفي، وعلاقتها بإثارة الحزن أو المشاعر التي ترتبط بالذكريات لا يسعني سوى التفكير في إعلانات منتجات فيمتو في شهر رمضان المبارك، فتصنع شركة فيمتو لنا دعايات وحملات تسويقية مرتبطة بالعائلة وجلساتها وذكرياتها، فمشاعر الحزن تولد التعاطف الكبير مع العلامة التجارية، فالكثير من المواقع الإلكترونية التي تعتمد على التبرعات، تركز في حمالاتها التسويقية على إثارة الحزن وكسب التعاطف، مثلًا أغلب حملات تكية أم علي في الأردن تتركز حول كسب التعاطف عن طريق فيديوهات لأطفال بحاجة إلى هذه التبرعات، وغيرها من شركات التجارة الإلكترونية التي تستخدم مثل هذا النوع.

3. الخوف وتأثيره القوي

تحدثنا في مقدمة مقالنا عن قدرة الخوف وتأثيره على الدول بشكل كامل، لكن إذا دخلنا عالم التجارة الإلكترونية بشكل محدد، فمثلًا كم من المتاجر الإلكترونية استغلت وجود جائحة كورونا للترويج والتسويق لمنتجاتها؟ ديتول على سبيل المثال في بداية الإعلان يعمل على إثارة الخوف عن طريق بعض المقاطع لأشخاص لم يستخدموا ديتول، مما أدى إلى انتشار المرض بالمنزل، وهلم جر على شركات الأدوية والكمامات التي صنعت هاجسًا كبيرًا في جائحة كورونا.

لتفاصيل أكثر حول تعريف التسويق العاطفي وأهم أنواعه وأهميته، يمكنك قراءة هذا المقال: (التسويق العاطفي (Emotional Marketing) ونجاحه في التجارة الإلكترونية).

استراتيجية العمل في التسويق العاطفي لمشاريع التجارة الإلكترونية

لتطبيق التسويق العاطفي بشكل مثالي، يجب عليك أن تعمل على صنع استراتيجية معينة توضح بها أهدافك لنفسك، فالعمل الجيد في التجارة الإلكترونية بحاجة إلى دراسات وبيانات وتحليلات دقيقة، ولهذا هناك بعض المتطلبات التي يجب أن تعمل عليها بشكل جيد لنجاح التسويق العاطفي، دعونا معًا نستعرض أهم الخطوات التي يجب أن تفكر بها عندما تريد أن تصنع تسويقًا عاطفيًّا:

1. حدّد الجمهور

حدّد الجمهور التي تريد أن تؤثر به، فمثلًا إذا أردت أن تؤثر في الأطفال يجب عليك اختيار بعض الألوان المثيرة التي تؤثر في جمهور الأطفال، ويخلف الأمر على حسب المنتج، لكن انتبه لأمر ما، وهو يتعلق بالمنتج، فمثلًا حفاظات الأطفال المثالية هي أمر لا يهم الطفل بحد ذاته، فهو يرتبط بالأم بشكل محدد، فالتسويق العاطفي هنا موجه للأهالي وليس الأطفال، لكن إذا كان المنتج يلفت الأطفال بشكل دقيق كحليب لسعودية وشعاره الذي ارتبط معنا “أنقذنا يا حليب السعودية” الذي جعل من كل الأطفال يريدون شراءه فعليك أن تختار الألوان والشعار والكلام وطريقة التسويق التي تلفت الأنظار بشكل يؤثر على إرادة الطفل الشرائية، شركة داناو مثالًا ناجحًا على اختيار الألوان وكيفية تسويقها له.

2. حدّد الشعور الذي تريد إيصاله

ما الذي تريد أن تحفزه بالعملاء ليذهبوا إلى متجر إلكتروني خاص بتجارتك الإلكترونية؟ حدد المشاعر المطلوبة، ويستحسن أن تقوم باختيار عاطفة واحدة أو اثنتين على الأكثر، لكيلا يتشتت المستهلك، فمثلًا موقع كشمير الإلكتروني لمستحضرات التجميل ربط الجمال باستخدام مستحضرات التجميل الخاصة به، فعند دخولك الموقع للشراء ستجد كل شيء تم تصميمه في الموقع بشكل جميل، واختيار أجمل الفتيات التي تزرع في رأس العميل أنه إذا كنت بحاجة للوصول لهذه المرحلة من الجمال، يجب على أن أقوم بالشراء من هذه الموقع.

3. استخدم أدوات التأثير بشكل صحيح

بعد تحديد الجمهور ونوع التسويق العاطفي الذي ترغب في إيصاله يجب عليك وسيلة التسويق المناسبة، فالتجارة الإلكترونية بحاجة إلى وسائل عديدة للتسويق، فاستخدم مواقع وسائل التواصل الاجتماعي ببث فيديو قصير عن طريق سرد قصة معينة مع وضع رابط لمتجر ي آخر المنشور، ولا تنس الألوان واختيار شعار للحملة، مما يجعلها أكثر واقعية ومؤثرة بشكل أكبر.

اختر نوع الفيديو بدقة بشكل يبقى عالقًا بالأذهان، شركة زين مثال على واحدة من الشركات التي تعمل على اختيار حملاتها التسويقية بشكل ذكي، لما تضمنه من معانٍ عاطفية تجعل هنالك ارتباطًا بين العلامة التجارية والمستهلك الذي يفخر بأن يكون جزءًا من هذه العائلة.

أخيرًا وقبل الختام؛ أود أن أوجز ما كتبته بأن التسويق العاطفي واحد من أهم أنواع التسويق الذي سيعود بالنتائج الجيدة على متجرك الإلكتروني بشكل مضمون، ما عليك سوى اختيار نوع الوسيلة وطريقة التنفيذ ونشرها وبعدها حصد النتائج المذهلة نتيجة ارتباط العملاء بتجارتك الإلكترونية.

فكل الأمثلة التي تم ذكرها بالأعلى هنالك مئات حملات تسويقية عاطفية مشابهة لها، وحقيقة الأمر أنه إذا دخلت على أي موقع إلكتروني يحمل شعارات وألوان وإعلانات، ستجد أن هنالك علاقة بينك وبينه دون أن تدرك ذلك، على عكس المواقع التي تستخدم التسويق التقليدي مثل نشر روابطها فقط، اعمل على التأثير على العملاء بكل ما تستطيع من قوة، وستجد النتائج السريعة.

إليك أيضًا

• 10 وظائف زاد عليها الطلب في عصر التجارة الإلكترونية
• تقنية المنارة (Beacon Technology) في مشاريع التجارة الإلكترونية
• 5 نصائح لاختيار برنامج التسويق عبر البريد الإلكتروني الصحيح