[سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تحترف الترجمة عبر 10 إستراتيجيات فقط
الترجمة ليست فقط عبارة عن إيصال وجهة نظر الآخرين؛ لكنها يجب أن توضح مشاعرهم وما وراء السطور
الترجمة ليست فقط عبارة عن إيصال وجهة نظر الآخرين؛ لكنها يجب أن توضح مشاعرهم وما وراء السطور
add تابِعني remove_red_eye 32,815
حدثتكم من قبل عن عالم الكتابة، وكتابة الأبحاث، وحتى تأليف الكتب والروايات؛ لكن الشيء الوحيد الذي لم أحدثكم عنه حتى الآن هو مهارات الترجمة التي اكتسبتها منذ (5) سنوات، دعوني أسرد لكم تجربتي في الترجمة من عربي للإنجليزي -والعكس- من خلال الإستراتيجيات العشرة التالية:
أول وأهم خطوة ساعدتني في الترجمة الإعلامية هي دراستي للمصطلحات الإعلامية في الجامعة والاختصارات مثل الــ(UN)، والــ(WFP)، وهكذا؛ لكن الترجمة لا تتوقف على الأخبار والشئون الخارجية فحسب؛ لأني فيما بعد بدأت في كتابة الأبحاث الأجنبية لعدد من أصدقائي في كامبريدج وبوسطن، وكانت تلك الأبحاث عن مواضيع علمية مختلفة لا علاقة لها بالسياسة؛ لذا حاول بقدر الإمكان أن تزيد من معلوماتك في كل المجالات لأن تلك المعلومات ستساعدك في احتراف الترجمة.
في بداياتي كنت مترددة في خوض تجربة الترجمة؛ لدرجة أني كدت أرفض أي فرصة متعلقة بالترجمة، حتى كتابة الأبحاث كنت أنوي رفضها في البداية، الأمر لا علاقة له بالثقة بالنفس على الإطلاق؛ لكن أي طريق جديد في بدايته رهبة غير مبررة وصوت داخلي صادر من منطقة الراحة Comfort Zone سيخبرك ألا تبدأ في تجربة أي شيء جديد؛ لكني تغلبت على هذا الصوت وأخبرت نفسي أن التجربة أفضل من الهروب والندم لاحقًا.
الترجمة كتعلم اللغة الإنجليزية، أتذكرون حينما تحدثت معكم في مقالة اللغات ومقالة اللغة الصينية أن ممارسة اللغة عامل أساسي في عملية إتقانها، وهكذا بالضبط بالنسبة للترجمة، فلا تعتقد أن مهاراتك في الترجمة ستُثقل بقراءة هذا المقال وترجمة كتاب أو اثنين فحسب كل هذا لا بأس به؛ لكن إذا أردت أن تحترف الترجمة حقًّا عليك أن تمارسها كروتين يومي.
في اللغة الإنجليزية لن تجد جمل ربط بين الفقرات؛ لكن في اللغة العربية يجب أن تربط بين الفقرات والجمل؛ لذا أنصحك أن تنظر لأعمال المترجمين المحترفين وترى كيف استخدموا جمل الربط لتوصيل المعنى بوضوح للقارئ العربي.
الخطوة الأولي في ترجمة أيّ خبر أو أيّ نص أجنبي يبدأ بفهم العنوان الرئيس للنص أولًا، سأخبركم بقصتي في امتحان المادة الإعلامية بالجامعة، وقتها كنت أخلط بين كلمتي (Optimism – pessimism) والنص بأكمله كان عن التفاؤل؛ لكني -بغباء- ترجمته بالعكس وكلما صادفت جملًا تنفي تمامًا فكرة التشاؤم ترجمتها -بإصرار- على أنها تشاؤم، ولأول مرة في حياتي الجامعية حصلت على تقدير جيد جدًّا في مادة أجنبية، في حين أن كل مواد الترجمة في سنوات جامعتي كنت أحصل فيها على امتياز، كل هذا بسبب ترجمتي الخاطئة للعنوان.
وأعني هنا بملامح اللغة أن تحافظ على صفات كل لغة فمثلًا هناك نصوص إنجليزية تكرر جملًا معينة لتوضيح معنى محدد، في حين أن ترجمتها للعربية بنفس المعني لن يحتاج للتكرار، وعلى الجانب الآخر نجد أن إدخال كلمات كثيرة لتوضيح المعني بالإنجليزية سيظهر المترجم وكأنه لا يملك مخزونًا لغويًّا كافيًا، أو سيُصنف وكأنه مترجم غير محترف؛ لذا يجب أن يراعي المترجم تلك الاختلافات الجوهرية بين اللغتين.
أثناء ترجمتي لخبر عن كوريا الجنوبية أشار الخبر إلي كلمة (Cheong Wa Dae)، طبعًا تلك الكلمة ليست مألوفة حتى لأغلب السياسيين لذا يجب توضيح معناها بأنها “البيت الأزرق”، أو المقر الرسمي لرئيس دولة كوريا الجنوبية، وهكذا يجب توضيح الكلمات أو الجمل التي تحمل معاني غامضة، ووضع التوضيح بين قوسين.
في اللغة الإنجليزية لا يجب أن ننظر للكلمة أو حتى الجملة بشكل منفصل عن المعنى الإجمالي؛ لأنهم يستخدمون أكثر من كلمة لتوضيح معانٍ كثيرة؛ فعلى سبيل المثال استخدموا -مؤخرا- كلمة (Thirsty)، كتعبير عن شخص ينشر صوره الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل جذب الانتباه وسماع عبارات المجاملة من الآخرين وليس بمعناها المجرد والذي يعبر عن العطش.
أكبر خطأ يقع فيه المبتدئون هو ترجمة النص حرفيًّا، في حين أن الترجمة بتصرف هي أكثر طريقة احترافية يستخدمها المترجم؛ دعوني أوضح بمثال كالآتي:
He gets a bowl. He pours milk and cereal
هنا الترجمة الحرفية ستترجم الجملة هكذا:
“هو حصل على وعاء. هو يصب الحليب والحبوب”
لكن الترجمة بتصرف ستترجم كما يلي: هو أحضر وعاء ثم قام بوضع الحبوب والحليب بداخله، لاحظوا هنا أننا لم نخل بالمعنى لكننا قمنا بالربط بين الجملتين وترجمنا الأفعال وفقًا للمعنى الإجمالي للجملتين.
هل لاحظتم في المثال السابق أني لم أحذف الضمير “هو”، وكتبته كما هو، في حين أنه بإمكاني كتابة الجملة كالآتي “لقد أحضر وعاء”، هنا قد يعتقد البعض أن الجملة مبنية للمجهول، وربما يقول البعض أن الفاعل ضمير مستتر تقديره “هو”؛ لكن هذا خطأ فادح لا يجب عليك فعله؛ فالنقطة الأساسية في الترجمة هي ألا تعبث بالضمائر وأزمنة الجملة؛ فلا تبني الجملة للمجهول وهي في الأصل مبنية للمعلوم ولا تفعل العكس، كما ينبغي أن تلتزم بصياغة الجملة في الماضي إذا كانت في الماضي، ولا تكتبها في المضارع أو المستقبل.
لن أقول لكم إن الترجمة مهارة ستتعلمها خلال شهرين فقط؛ لكنها عادة أكثر من تصنيفها كمهارة؛ لهذا السبب احرصوا على ترجمة (5) سطور في البداية وبعد أسبوع ترجموا صفحة كاملة، وهكذا حتى تستطيعوا ترجمة فصل في كتاب أو رسالة علمية؛ واعلموا أن التكرار والممارسة هما أهم مفاتيح الإتقان والإجادة.
add تابِعني remove_red_eye 32,815
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
مقال حول الترجمة وإتقانها في 10 خطوات
link https://ziid.net/?p=74209