[سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تبدأ في تعلم اللغة الصينية

أخبرتكم من قبل في مقالة اللغات كيف أتقنت الإنجليزية، وبدأت في تعلم التركية؛ واليوم سأحدثكم عن بداياتي في تعلم اللغة الصينية.

1- مرحلة الخلفية المعرفية

طبعاً أي علم جديد يحتاج لقاعدة معرفية قبل الشروع في تعلمه، وبالنسبة للغات لا يجب أن نكتفي بالاستماع فقط كما أخبرتكم في المقالة المذكورة، إذن ما الفرق بين الاستماع للإنجليزية والاستماع للصينية؟

أولاً: الإنجليزية لا يجب أن نقارنها بالصينية لسبب مهم جدًا، وهو دراستنا لأساسيات الإنجليزية في مراحلنا التعليمية المختلفة، أعلم أن دراستنا لأي لغة في المدارس أو الجامعات لا يصنف ضمن مرحلة الإجادة لكن -على الأقل- أخذنا قدر من المعلومات عن تلك اللغة الجديدة، وهو ما نفتقده حين ندرس الصينية، فأغلبنا لا يعلم عنها شيء وينظر لحروفها علي أنها طلاسم تحتاج لشامبليون لفك رموزها كما فعل بحجر رشيد!

لهذا توجهت على الفور إلى جوجل وجمعت كل المقالات ومقاطع الفيديو التي تتكلم عن كيفية تعلم الصينية وحروفها المعقدة.

2- بدأت بالرسم

أعلم أنكم تتعجبون! لكن الحروف الصينية مميزة وتحتاج لطريقة محددة لنقشها؛ لهذا استعنت بكتاب مشهور يعرفه كل من يدرس الصينية، وهو كتاب”Developing Chinese”، حملته بكل أجزائه وبدأت أستمتع برسم الحروف الصينية؛ فأنا من هواة دراسة اللغات الغريبة رغبةً بألّا يستطيع الآخرون قراءة الأفكار التي تدور بخلدي حين كتابتها؛ لكن انتبه عزيزي القارئ لأن حفظ الحروف الصينية ليست بالمهمة السهلة؛ فعليك أن تكتب مرارًا وتكرارًا حتى تستطيع تذكر كل الحروف وتستطيع تجميعها سوياً فيما بعد لكتابة جملة صحيحة.

3- اضرب عصفورين بحجر واحد

بالنسبة لي، تعلم لغة جديدة لا يجب أن يأتي على حساب اللغة القديمة، فبدأت في اتباع طريقة حديثة لتعلم الصينية، وهي تعلم الصينية من خلال الإنجليزية والعكس؛ فأصبحت أشاهد الأعمال الدرامية الإنجليزية بترجمة صينية، والأفلام الصينية بترجمة إنجليزية، وبدلاً من إيجاد قاموس عربي-ماندرين، بحثت عن قاموس إنجليزي-ماندرين، تلك الطريقة مفيدة جدًا من ناحية الاستماع والقراءة والحصول علي كلمات جديدة.

4- تعلم عن طريق الكلمات المتقاطعة

في فترة من فترات تعلمي الإنجليزية دخلت الانترنت وبحثت عن ألعاب الكلمات المتقاطعة وامتحانات اختبار المستوى؛ لأن العقل البشري بطبيعته يعشق التحدي والترفيه وحل الألغاز؛ لهذا السبب خصصت جزء من وقتي للعب السودوكو والكلمات المتقاطعة بالإنجليزية، وبالمثل قررت أثناء دراستي للصينية أن أسير على نفس النهج وأن أتعلم الصينية عن طريق مواقع تنمية اللغة بواسطة الألعاب والاختبارات.

5- أبدأ في عادة التعلم أثناء النوم

من وجهة نظري أول وأهم شيء في تعلم اللغات هو الاستماع ثم الاستماع ثم الاستماع إلى ما لا نهاية، وأكبر دليل على صحة نظريتي هو تعلم الأطفال لغة البيئة المحيطة بهم قبل معرفتهم القراءة والكتابة بسبب تكرار المصطلحات والكلمات على أسماعهم؛ لذلك نصيحتي الأولى والأخيرة لك قارئي العزيز هي أن تستمع كثيراً لآي لغة تريد إجادتها، خاصة اللغة الصينية التي تعتمد اعتمادًا كليًّا على النغمات المختلفة؛ لذا أبدأ في الاستماع للأغاني الصينية ومتابعة الأفلام بدون ترجمة، فكما أخبرتكم من قبل أن العقل البشري يستطيع فعل أشياء عديدة في وقت واحد؛ لكنه سيقوم بتقسيم تركيزه على كل عمل على حدا؛ فقراءة الترجمة ستجعل عقلك مشتت عن الاستماع جيداً للنص.

أما بالنسبة لعادة التعلم أثناء النوم؛ فتلك الطريقة من أهم طرق التعلم المستحدثة مؤخراً، وذلك بسبب قدرة العقل الباطن على استيعاب المعلومات أثناء فترات النوم؛ لهذا استعد لتسجيل مقاطع صوتية مختلفة تتحدث عن كافة الموضوعات لمدة 8 ساعات قبل أن تشرع في تعلم اللغة الصينية، وقم بتشغيلها قبل نومك مباشرة وأتركها بجوارك وأستمع إليها حتى تستيقظ.

6- الممارسة

لا شك أن أي علم سوف يُنسى إذا لم تقم بمراجعته بين الحين والآخر، وهنا نستطيع القول أن اللغات تعد من أكثر المعلومات التي تختفي فوراً عقب إجادتها إذا لم تستطيع ممارستها يومياً؛ لهذا أنصحك قارئي العزيز بأن تبحث عن منصات تتيح لك التحدث مع المتحدثين الأصليين لأي لغة تريد التحدث بها، وهناك منصات تتيح ذلك بالفعل علي الانترنت مثل منصة “Polyglot Club“، أنت فقط بحاجة لتخصيص جزء من وقتك للتحدث مع صديق من الصين وإقناعه بأنك ستقوم بتعليمه اللغة العربية في سبيل تخصيص جزءٍ من وقته للتحدث معك بالصينية كتابة وصوتًا؛ فأغلب الصينيين لا يملكون وقتاً للدردشة بسبب انشغالهم بالعمل والدراسة، لذا يجب عليك إقناعهم أن حديثهم معك سيعود عليهم بالنفع، ولن يضيع وقتهم عبثاً.

في الختام

يجب أن تقتنع تماماً أنك قادر على فعل أي شيء مهما كان صعبًا أو مستحيلًا من وجهة نظرك، أنا عن نفسي مقتنعة بأن كل البشر متشابهون في العقلية، وإذا قام أحدنا بإنجاز أي شيء -مهما كان مستحيلًا- فمن المؤكد أن باقي البشر قادرون على فعل الشيء ذاته، لكن الفرق الوحيد بين من يصل لهدفه ومن لم يصل هو الإصرار والمثابرة للنهاية.

إليك أيضًا:

• 7 حقائق مثيرة للاهتمام لا تعرفها عن اللغة الصينية
• اللغة الصينية نافذة جديدة للتطور
• تفكر في دراسة اللغة الصينية في الصين؟ إذن تجنّب هذه الأخطاء!