راديو الانترنت (تجربة من الداخل)
الحياة العملية مليئة بالتحديات، كل يوم أنت في حال وكل شئ متوقع، إما تحقق النجاح أو تصدم بالفشل، في كلا الحالتين أستمر في المحاولة
add تابِعني remove_red_eye 192
ممتع سماعه ولكن مؤلم خداعه أو بالاصح خدعه العمل به، للأسف تجربتي فى هذا المجال ليست محببة، ربما صادف بعضكم تلك التجربة وقد يخالفني الرأي، لكن بالنسبة لي فقد عملت فى هذا المجال ضمن (5) إذاعات ولما يقارب العامين، نعم! ازددت خبرة فى هذا المجال لكن خسرت وقتًا كان ليجعلني في مكان مختلف تمامًا.
تجربة أولى
نترك “ماذا لو” تلك ونعود لسرد تلك التجربة، لعل وعسى يتعلم منها أي شخص فلا يقع فى تلك الحفرة.
بدأ الأمر معي صدفة، فى خضم بحثك عن العمل بعد التخرج قد تقبل أي شيء كبداية حتى لو لم يُشبه أو يقارب ما تطمح اليه. هذا لو كنت ذكيًا وقد حددت هدفك من البداية لا مثلي.. فقد رغبت أن أتعرف على سوق العمل قبل أي شيء. ولكن أن تأتي تلك البداية فى مكان ذو اسم مشهور عن طريق صدفة قابلتك أثناء سعيك، فستظن وقتها أن الحظ حالفك ووصلت للجبل دون عناء.. لذا عليك ان تجتهد الآن للوصول لقمته ليس إلا.
نكسة
لكن الأمر لم يسر مثلما طمحت أو بشكل مقارب له، بل كان السعي بالداخل غير مأجور أو حتى مقدر، وما يجعلك تصبر على ذلك “وهم” بأنك ستصل بالنهاية وسيكون ذلك فى هذا المكان اللامع الذى قلما يصل اليه أحد.
تمر الايام والشهور بصعوبتها وإحباطاتها، ثم تجد نفسك بالنهاية خارجه بدون سابق إنذار، وبعدما وعدوك قبلها -بأيام- أن يوقعّوا معك العقد النهائي، تجد قرار بإغلاق المحطة التي تعمل بها لاختلافهم حول أحد الإشكاليات بشأنها!
أكثر من مائة شاب وجدوا أنفسهم بلا عمل بعد تحملهم الأجور الزهيدة -أو المعدومة أحيانًا- لما يقارب العام.
خلاصة ودرس
لن أشكو أو الوم فقد مر الأمر وأنتهى، وإنما أسرد قصتي للعظة ليس إلّا.
بعد هذا القرار وجدنا إعلانًا عن طلب شباب للعمل فى محطة راديو على الانترنت تابعة لشركة عالمية مشهورة، ولما كان الغارق يتعلق بقشة فقد كان هذا المكان هو المحطة الثانية، وبذا ذهبت لمقرّ المحطة، فوجدت أحد زملائي من العمل السابق مع اثنين من أصدقاءه -لا أعرفهم- هم المسؤولون. وإن ظهور اسم تلك الشركة في الواجهة ليس لرعايتها للراديو بل لأن هدفهم الوصول اليها، وهناك مقدمات مبشرة وأصدقاء بالداخل سيتيحون لنا ذلك بشرط.. تحقيق كيان قيّم ينال رضا المسؤولين بالداخل، وجرى الامر جزئيًا، واتفقنا على المكان مع شخص ما، وجُهّز ذاك المكان كأستوديو متوسط الحجم والأمكانيات، وبدأ العمل والبث.
لم يكن لمجموعة شباب حديثي التخرج مثلنا، عملوا لما يقارب العام بأجر زهيد أن يتحملوا تكلفة المكان، لذا كان الإتفاق مع صاحبه أنه سيترك لهم مكتبه الضخم -أو بالأصح جزء منه- بأجر زهيد مقابل نصف الأرباح مستقبلًا وقد كان.
ولكن كيف يأتمنا هذا الرجل على مقرّ عمله ونحن لم نأجره منه بورق رسمى؟
لذا كان شرط وجودنا هو وجوده بالمكتب أو وجود احد اقاربه، وفيما بعد تعرفت على هذا القريب فكان فتى طيب بسيط فى الثانوية يجبره زوج خالته (صاحب المكتب) بالتواجد مكانه بالمكتب أثناء انشغاله دون مراعاة لدراسة الفتى أو امتحاناته أو جدوله الشخصي، وهنا حدثت الفوضى!
صدمة
عدم الانتظام فى مواعيد البث أو جدول البرامج التى يُعدّ قبلها، وحضور المذيعين من المحافظات البعيدة منتظرين رد صاحب المكتب على هاتفه دون طائل، فيجلسون بالشارع حتى يتمكن مديرو الراديو بتوفير استوديو مؤقت للبث منه، أو إعلان عن حلقات مميزة وإعدادها ثم الاعتذار عن تقديمها.
وظل الامر على هذا الحال حتى انهار تمامًا، ولكني كنت أذكى هذه المرة -أو أغبى- فلم أنتظر حتى النهاية وتمام الانهيار ورحلت مع أول فرصة لاحت أمامي وهي العمل مع منتج ساعدنا مرة حين احتجنا لأستوديو بديل للتشغيل.
محاولة جديدة
كان شابًا طموحًا وذكيًا ومتعدد المواهب ولكنه كذلك كان متقلب الحال والأفكار والسلوك أيضًا، كثير المشاكل ويكذب أكثر وتلك الصفة هي التي لم أعرفها الا بعد أن نفد صبري.
كان يغيّر الاستديوهات والمذيعين والبرامج وكأنه المدير! وكلنا راضخون رغم أنه لم يتواجد اي شيء مادي ملموس وبالنهاية عرفنا أن تلك الاستديوهات هي محل عمل أصدقاؤه الذين وعدهم بمشروع قوي ومربح إن ساعدوه فوافقوا، إلى أن تعارك معهم وفضّ تلك الاتفاقيات دون أن نبث من استوديهاتهم أية برامج.
وما تمّت إذاعته فقط كان تجريبي من بيته أو من بيت إحدى المذيعات التى أعتادت الاذاعة من منزلها أثناء عملها في محطة راديو فاشلة أخرى قبل هذا. لن أتطرق لتفاصيل داخلية أكثر حتى لا تملوا، ولكن سأختصر فأقول: تلك التجربة -على قصرها- كانت شنيعة مليئة بالتنقل والإرهاق النفسي بلا فائدة (و اشكر الله على تحمل اهلي لي ولما مررت به).
انتهى كل شيء بإختفاء هذا المنتج حين ملّ الأمر ككل وفشل لعدم استقراره. مر شهران أو ثلاث علىّ بعدها فى حالة إكتئاب لم أبحث خلالها عن أي عمل، ثم جاءت التجربة المريرة الرابعة.
وهي موضوع مقالي القادم.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 192
تجربة شخصية في مجال العمل في قطاع حديث منتشر وهو الإذاعة الإليكترونية
link https://ziid.net/?p=73182