من المناسب جدًّا قبل البدء بالحديث عن التجارة الإلكترونية على وجه العموم وعن المتاجر الإلكترونية على وجه الخصوص، أن أعود معك عزيزي القارئ والمتابع بالزمن إلى الوراء سنين عديدة، لنشهد كيف كانت انطلاقة التجارة الإلكترونية آنذاك، ونلحظ في الوقت ذاته كيف كان مدى الإقبال عليها في مجتمع لم يقتنع بها في البدء، بل كانت نسبة التردد في التعاطي معها كبيرة جِدًّا.
منذ ما يقارب العقدين، نشطت التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية وأصبح الباب مفتوحاً على مصراعيه لذوي المتاجر الإلكترونية، حيث يحظى هذا المجال بكثير من التسهيلات المقدمة التي تفتقدها التجارة التقليدية، ونظراً لحداثة التجربة في ذلك الوقت كان الإقدام على الشراء مشوباً بالحذر من أغلب الأوساط في المجتمع السعودي، ولعلنا نستثني من ذلك من سبق له العيش في الدول التي كانت سباقة إلى التجارة الإلكترونية، إذ كان الشراء شبه محصور على تلك الفئة دون غيرها.
قد يظن البعض أن التجارة الإلكترونية مجرد فتح متجر إلكتروني تنطبق عليه الشروط والأحكام التي يعمل بها في المملكة، ويدار بواسطة صاحب المتجر فقط، لكن الأمر ليس كما يُظن، إذ المتجر الإلكتروني بحاجة إلى عدد من العاملين متعددي المهام، فهناك القائمون على إدارة المتجر الإلكتروني، وهناك من يتولى خدمة العملاء، وأيضًا من يتابع توفر المنتجات والسلع، إضافة إلى المعلنين والمسوقين ومندوبي التوصيل، الأمر الذي أوجد أرضا خصبة للتجارة الإلكترونية، فباتت الفرص سانحة لكل من يبحث عن العمل أو يسعى لزيادة الدخل المادي، فجاءت الوظائف المتعلقة بهذا المجال متعددة ومتنوعة على النحو الآتي…
أهم الوظائف المستحدثة في عالم التجارة الإلكترونية
أولاً: البرمجة والإضافة والتعديل على واجهات المتاجر الإلكترونية
وفيها يمكن للمبرمج ذي العلم والدراية تطوير الموقع الإلكترونية وتصميمه على نحو يلفت انتباه العملاء ويوفر خدمة التسوق الشراء بكل سهولة ويسر.
ثانيًا: وظيفة تحسين محركات البحث SEO
التي يقوم بها خبراء تحسين الموقع ليحقق مكانة مرموقة بين المواقع، مما يضمن تحقيق مزيد من المكاسب والأرباح.
ثالثًا: تصميم الجرافيك
يعد التصميم الجيد والتفرد بعلامة تجارية يتفرد بها المتجر عامل جذب للعملاء يمعنون من خلاله النظر في محتويات المتجر ويصلون إلى قناعة تامة بشراء المنتج.
رابعًا: صناعة وكتابة المحتوى
ويتولى أمر هذه الوظيفة كُتّاب وصناع المحتوى الذين ينتقون المفردات والجمل لتقديم محتوى هادف ليصل إلى العملاء وإقناعهم بجودة السلعة.
خامسًا: وظيفة تصميم تجربة المستخدم (UX)
في هذه الوظيفة يقوم الخبير المختص بمراجعة تجربة المستخدم ليتمكن من تحسين التجربة التي يزداد معها التفاعل بين العميل والموقع الإلكتروني
سادسًا: وظيفة التسويق الرقمي
تأتي هذه الوظيفة في عداد الوظائف المهمة، فالحاجة إلى مسوق رقمي يروج للموقع ضرورة ملحة في عالم التجارة الإلكترونية ليقنع العملاء بشراء المنتج.
سابعًا: وظيفة تحليل الأعمال
هذه الوظيفة موكلة إلى خبراء في هذا المجال وتعنى بدراسة التطورات والتغييرات داخل موقع المتجر وتسهم في زيادة الأرباح.
ثامنًا: وظيفة إدارة مشروع رقمي
من الوظائف الحديثة في عالم التجارة الإلكترونية والتي يجب على الخبير فيها القيادة والقدرة على إدارة الوقت ومهارات التواصل وإيجاد حلول لأية مشكلة طارئة.
تاسعًا: وظيفة إدارة قنوات التواصل الاجتماعي
هذه الوظيفة يستعان فيها بمختص في إدارة قنوات التواصل الاجتماعي (السوشال ميديا) ويميزها قنوات عن غيرها لتبوء المراكز الأولى.
عاشرًا: وظيفة مساعد افتراضي
تقديم المساعدة الافتراضية إلكترونيًّا وظيفة زاد الطلب عليها مؤخرًا في التجارة الإلكترونية، وتتعلق بإنجاز المهام وصور المنتج، وما شابه ذلك.
ومما يشعر بالارتياح لدى جمهور المستهلكين والعملاء قاصدي الشراء من متاجر التجارة الإلكترونية أنها تأتي تحت مظلة النظام المعمول به في المملكة الذي يدعم التجارة ويقدم كافة التسهيلات والمنبثق عن رؤية المملكة 2030.
كما أن مما يشار إليه ونحن نقف على واقع التجارة الإلكترونية ونستلهم التجربة الثرية ونلمس تلك النجاحات والإقبال المتزايد على المتاجر الإلكترونية أن نثمن دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وجهود عرّاب الرؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في النهوض بالتجارة الإلكترونية.
التجارة الإلكترونية التي واجهت كثيرًا من الصعوبات والمعوقات في بدايتها ولم يرغب كثير من الناس في التعاطي مع هذا النوع غير المألوف من التجارة، باتت مجالاً رحباً وأرضاً خصبةً لكل طموح وشغوف بالتجارة الإلكترونية والاستثمار.
فرص التشغيل والعمل التي أوجدتها التجارة الإلكترونية وساهمت في خلقها هي بمثابة الفرص التي لا تتكرر، فعلى أصحاب المتاجر الإلكترونية أن يدركوا أهمية ذلك، ويولوا متاجرهم الاهتمام والعناية البالغين إعدادًا وتنظيمًا وتوفير متطلبات، وأن يتحلوا بالمصداقية في التعامل، ليكسبوا ود كافة الفئات العمرية؛ فالنشاط التجاري الإلكتروني أصبح جزءًا مهمًا من حياتنا وتعاملاتنا الذي يفرضه نسق حياتنا اليومية ولا غنى لأفراد المجتمع عنه، ثم إن الفرص السانحة اليوم ليست مواتيةً في الغد.
إليك أيضًا
مقال يرصد لك أهمية التجارة الإلكترونية في مجال العمل والتشغيل..
link https://ziid.net/?p=111438