كلّ الطرق تؤدّي إلى الكتابة
طريقة التعامل مع حبسة الكاتب هي التي ستصنع الفارق بين أن تكون كاتبًا سعيدًا وناجحًا، أو كاتبًا تعيسًا وفاشلًا.
طريقة التعامل مع حبسة الكاتب هي التي ستصنع الفارق بين أن تكون كاتبًا سعيدًا وناجحًا، أو كاتبًا تعيسًا وفاشلًا.
add تابِعني remove_red_eye 197
إذا أردت في يوم ما أن تذهب إلى روما؛ ستجد ألف طريقة للوصول فـ “كل الطرقُ تؤدي إلى روما”. وهذه ليست مجرد كلمات عبثية، بل هي نتيجة جهد كبير بُذل في سبيل إنشاء طريق مرصوف يوصل إلى روما، في وقت كانت الإمبراطورية الرومانية تواجه فيه صعوبة شديدة في المواصلات، والكثيرَ من الطرق الوعرة. ولكن ما الذي ستفعله حين تُضيّع طريق الكلمات؟ فلن تصادف مثلًا، آلة لبيعها وأنت تطارد الفراغ بحثًا عن الكلمة التي تريد. والكلمات بالطبع، رأس مال الكاتب. وحين تهربُ منه؛ يغرق داخل دوامة “حبسة الكاتب”، والتي يشعر فيها بأنه حبيس داخل أفكاره، التي لا يستطيع التعبير عنها، مختنقًا بتلك الصفحات أو الشاشة البيضاء.
إنه لأمر مريع جدًّا أن يقف الكاتب محدقًا في البياض ولا تسعفه كلمة واحدة! رُبما يقول الكثيرون بأن الأمر مبالغ فيه، وأن الكتابة مجرد كلمة تتبعها كلمة، ولغتنا زاخرة بالكثير من الكلمات، التي تحمل معنى واحدًا، فإذا لم تناسبك كلمة ستجد أخرى. ولكن ما لا يدركه الكثيرون أيضًا، أن الأمر ليس مجرد ترف، بقدر ما هو حالة كانت تستوجب الدراسة والتحليل، ولم يُصغ مصطلح “حبسة الكاتب” أو “writer’s block” إلاّ في عام 1947م على يد المحلل النفسي “إدموند بيرجلر” . وقد وجّه إدموند أصابع الاتهام الأولى، إلى الشعور بعدم الأمان فيما يتعلق بإبداع الفرد، وتطوره، وقدرته على ابتكار أفكار جديدة.
فيما وضع جيروم سينجر، ومايكل باريوس -أخصائيو علم النفس الإكلينيكي- أسبابًا أخرى بعد دراسة لعدد من الكتّاب الذين وقعوا في دوامة “حبسة الكاتب” منها:
وحين اصطدم الشاعر الإنجليزي “تايلر كولريدج” بهذه العقبة، وسئل عن سبب توقفه عن الكتابة، قال: “الأمر أشبه بأن تذهب إلى شخص مشلول وتطلب منه تحريك يديه، فهل يستطيع؟”
قد تتواجد الفكرة، ويرى الكاتب النص بالشكل النهائي في الفراغ الأبيض، ولكنه يصطدم بالكلمات التي لا ترغب في الخروج، ويفشل في صياغة وتشكيل الجمل، حتى يصل إلى نص نهائي يعجبه. وحينها يواجه خيبة الأمل، ويفقد حماسة الرغبة في الكتابة، وتبوء كل محاولات البدء من جديد بالفشل.
في تلك اللحظة تمامًا يلجأ بعض الكتاب إلى حيل لاستعادة شغفهم الكتابي، ويتّخذون أحد الطرق المؤديّة إلى الكتابة في نهاية المطاف.، قد تبدو بعض تلك الطقوس غريبة وعجيبة، كأن يتفتح المزاج على رائحة التفاح المتعفن، وهي الرائحة المفضلة لـ “جوته” حين يريد البدء في الكتابة. بخلاف “لازاك” الذي يشرب ما يقارب الخمسين كوبًا من القهوة أثناء الكتابة. أما “دان بران” كاتب الخيال الفلسفي، فحين ينقطع منه سيل الأفكار، يكتفي بأن يقلب نفسه رأسًا على عقب، ليستعيد جريان أفكاره، ويخرج من مأزق الحبسة. اختلفت الطرق، والوجهة واحدة: الكتابة، ثم الكتابة، ثم الكتابة.
وأخيرًا، تذكر بأنك لست الوحيد الذي يُضيِّعُ طريقه، لذا كن لطيفًا مع نفسك، فالكثير من الكتاب سيضيعون في الصفحات البيضاء، ويعانون من “حبسة الكاتب” . وطريقة التعامل معها، هي التي ستصنع الفارق بين أن تكون كاتبًا سعيدًا وناجحًا، أو كاتبًا تعيسًا وفاشلًا.
add تابِعني remove_red_eye 197
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
هل تريد أن تصبح كاتب ناجح وسعيد؟؟ إليك كيف تتخلص من حبسة الكاتب
link https://ziid.net/?p=87845