5 أخطاء تجنبها في التسويق بالمحتوى
لكل علاج أثار جانبية، كذلك التسويق بالمحتوى إذا لم تستخدمه بشكل صحيح سيأتي بنتائج عكسية ويضر أكثر من نفعه
لكل علاج أثار جانبية، كذلك التسويق بالمحتوى إذا لم تستخدمه بشكل صحيح سيأتي بنتائج عكسية ويضر أكثر من نفعه
add تابِعني remove_red_eye 32,726
أيُّ طبيب حتى ولو كان طبيب فاشل لا يقع أبدًا في الفخ ويستمع لإجابة المريض بدون التأكد بنفسه من تلك الإجابة؛ لأن هناك مرضى يخفون مرضهم والأدوية التي يتناولونها بانتظام ليقنعوا أنفسهم بأنهم بخير؛ لذا يلجأ الأطباء دومًا للتحاليل والأشعة قبل وصف أيِّ دواء تجنبًا لسيناريوهات مرعبة قد تنتهي بوفاة المريض، وفي عالم التسويق بالمحتوى أو التسويق بشكل عام يجب أن نقوم بتلك التحاليل والأشعة، ولكننا نطلق عليها اسم “دراسة السوق”، وفيها ندرس ميول العملاء وأيديولوجيتهم، والآن دعوني أخبركم بالأخطاء التي وقع فيها الكثيرون وتسببت في فشل حملة التسويق لأسباب قد لا ينتبه إليها البعض.
يجب أن يكون المحتوى التسويقي واضح ومباشر ولا يحمل أيّ رسائل غامضة أو غير واضحة أو “عميقة” زيادة عن اللزوم، في تسعينيات القرن الماضي زار مصر رئيس دولة شقيقة لا أتذكر بالضبط من هو؛ لأن تلك القصة كانت مثال قالته أستاذتي في إحدى المحاضرات الخاصة بالمواد الإعلامية في عامي الثاني بالجامعة، وكان الموضوع عن تحريف الرسالة الإعلامية من قِبل الجمهور، حينها أخبرتنا أن وسائل الإعلام المصرية رحبت جدًا بالزيارة، ووصفت هذا الرئيس في مانشيتات الصحف بأنه “كيِّس فَطن”، طبعًا مانشيت مثل هذا أثار عادة المصريين في المزاح، وغيّروا الجملة لــ”كيس قطن”، هذا الخطأ نابع من صاحب المانشيت لأنه أستعرض لغته العربية مع شعب يعشق المزاح والإفيهات، تخيلوا لو هذه الجملة أو شبيهتها عُرضت لوصف أيِّ شركة تُخاطب الجمهور المصري؟ وقتها سيتجاهل الجمهور محتوى الحملة التسويقية ولن يكترثوا بالرسالة الأصلية للحملة.
تلك النقطة مرتبطة بسابقتها، ولكن الفرق الوحيد أن الجمهور المستهدف هنا أساء الفهم حقًّا، ولم يمزح كما حدث في المثال السابق.
في حملة من حملات القضاء على الجفاف لدى الأطفال، وضع مُخرج الإعلان في نهاية الفيديو صورتين لمحلول الجفاف، واحدة مُزينة بشريحة لمون، والأخرى مُزينة بشريحة برتقال، واكتشفوا بعد الحملة أن أعداد الأطفال المُصابين بالجفاف زادت، وحينما سألوا الأهل عن سبب عدم إعطاء محلول الجفاف لأطفالهم أجابوا بأنهم حريصون على إعطائهم الجرعات بعد عصر نصف لمونه أو نصف برتقالة عليه، طبعًا الجمهور المستهدف تخيل أن الليمون والبرتقال وضِع لهذا الغرض، وليس لتزيين الكوب، وبما أن كلاهما من الموالح فمحلول الجفاف لم يؤت ثماره بل على العكس تسببت الموالح في زيادة نسبة الجفاف في جسم الأطفال.
وفي حملة أخرى للتخلص من البلهارسيا، كان شعار الحملة “إدي ظهرك للترعة، عُمر البلهارسيا في جتتنا ما ترعى”، وبما أن الجمهور كان جمهورًا بسيطًا وتفكيره تلقائي وعلى الفطرة؛ لذا ظنَّ أن البلهارسيا لا تأتي للأشخاص الذين ينزلون للترعة بظهورهم، ولم يتخيلوا أن “إدي ظهرك للترعة” تعني مقاطعتها نهائيًّا.. لاحظوا أن خطأ الجملتين كان تجاهل أيديولوجية وعقلية الجمهور المستهدف.
عن نفسي أعتقد أن المُسوق الناجح هو من يعرف كيف يفكر ويشعر جمهوره المستهدف، وماذا يريد أن يسمع، وأهم من هذا وذاك أن يعي جيدًا أن ثقافته وبلاغته وعقليته قد لا تصلح لمخاطبة الجمهور المستهدف؛ لذا يجب أن تعرف متى تستخدم مهاراتك وذكائك ومتى تتوقف عن المغالاة والمبالغة في عرض رسالتك ومحتواك التسويقي.
أثناء تحضير مشروع التخرج حذرتنا أستاذة السيكشن من التحدث في أيّ شيء له علاقة بالدين أو الجنس أو السياسة. ولكن لماذا يجب أن تحذر من التحدث في تلك المواضيع؟ لأن المُسوق الناجح يجب ألا ينخرط في تلك الأمور، ولا يصح أن يقع في هذا الفخ، وتلك المعلومة سمعتها من الملياردير الصيني “جاك ما”، حينها قال: أنا لا أدخل البيزنس في السياسة إلا لو استفدت منها، ويقصد بالاستفادة منها هو ما يحدث في العالم الآن، دولتين متخاصمتين وأزمة بترول، والذكي هو من يستغل تلك الأزمة لصالحه.
دعوني الآن أخبركم بمثال حدث مع شركة بيبسي حينما أدخلت السياسة في حملتها الإعلانية وعرضت فيديو ترويجي لعارضة الأزياء “كيندال جينر”، وهي تقتحم صفوف المتظاهرين، وتعطي لشرطي علبة بيبسي لتهدئته، طبعًا وقتها كانت هناك احتجاجات بين الشرطة والمتظاهرين في أعقاب مقتل “ألتون ستيرلينغ” في 2016، وتسبب هذا الفيديو في إثارة غضب الرأي العام، واتُهمت الشركة وقتها بالعنصرية مما اضطرها لمحو الفيديو وتقديم اعتذار رسمي للجمهور مُعللة موقفها بأنها كانت تريد نشر رسالة للعالم تُعبر عن الوحدة والسلام بين الشعب والشرطة.
إذا كنت لا زلت تعيش في عصر الإعلانات المطبوعة، والفاكس والراديو فلا بأس، ولكن لا تنسى أن تضع حولك فريق يعرف الجديد عن آليات التسويق الحديثة واتجاهات السوق، ولنفترض مثلًا أنك اعتدت مع فريقك على الترويج لموقعك بالإعلانات فقط، وتناسيت أساليب التسويق الأخرى مثل تقوية الدومين الأساسي، واستراتيجيات الــ SEO..الخ، أجبني إذن هل تعتقد أنك بذلك ستحقق أيّ نتائج سريعة؟ بالطبع نتائجك وأرباحك لن تُقارن بنتائج وأرباح الشركات الأخرى التي تتعامل مع التسويق بالمحتوى كما ينبغي، وتواكب كل جديد في عالم التجارة الإلكترونية.
الآن مع وجود منصات مثل تزويد تستطيع الحصول على محتوى عن نشاطك ومنتجاتك وتتصدر صفحات قوقل.
أول خطوة يجب أن تهتم بها في التسويق بالمحتوى هي “المحتوى”.. تخيلوا شخصًا يعشق الكتابة ويحب الكتب، ومُطلع على كل العلوم تقريبًا، وهذا الشخص قرر أن يُنشئ محتوى، وآخر لا يعرف أيَّ شيء، ولكنه أصر على كتابة محتوى، وفي النهاية قدَّم محتوى ركيكًا، والآن أخبروني أيهما سيحقق النجاح في عالم كتابة المحتوى؟؟ بالطبع الشخص الأول لأن ثقافته ستساعده على إنشاء محتوى دسم يعود على الزوار والمتابعين بالمنفعة.
في الختام.. أهم قاعدتين في التسويق بالمحتوى هما: المحتوى الجيد يتحدث عنك، وهو سيد حملتك التسويقية. والقاعدة الثانية هي أن تُحيط نفسك بالأذكياء والخبراء في مجالات التسويق الجديدة؛ لأن أولئك -المُطلعين على كل جديد- قادرون على فهم وتطبيق قواعد اللعبة في المستقبل.
مرحباً!
اكتملت 10 مقالات، ويبدو أن الفرصة قد حانت لنكون أصدقاء! عليك التسجيل وعلينا توفير تجربة قراءة فريدة.
add تابِعني remove_red_eye 32,726
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
مرحباً!
اكتملت 10 مقالات، ويبدو أن الفرصة قد حانت لنكون أصدقاء! عليك التسجيل وعلينا توفير تجربة قراءة فريدة.
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
كيف تستخدم التسويق بالمحتوى بالطريقة الصحيحة؟ هذا المقال يخبرك
link https://ziid.net/?p=99447