من هي المرأة التي سقت الحجيج لمدة 1200 عام

وكان الأمر الآخر الذي قامت به زبيدة من أجل خدمة الحجيج هو حفر قناة في وادي جبل النعمان – الذي يقع شرق مكة – من أجل أن تتجمع فيه مياه السيول والأمطار، ثم بعد ذلك توصيل هذه القناة إلي داخل مكة والأماكن التي تقام بها الشعائر كمنى وعرفات والمزدلفة، من أجل توفير مياه الشرب للحجيج، ولكن هذا الطريق الذي سوف تمر به القناة كان طريقًا صخريًا وعرًا غير مستوٍ، لذلك كان العمل في مثل هذه القناة شاقًّا ويحتاج لتكاليف عالية وخبرات هندسية كبيرة.

وعلى الرغم من صعوبة تنفيذ قناة زبيدة، وعلى الرغم من ارتفاع التكاليف، إلا أن الأميرة زبيدة أصرت على تنفيذ المشروع لما له من أعظم الأثر في خدمة الحجيج، وعندما قال لها مهندس المشروع أن المشروع يحتاج إلى تكاليف عالية، قالت له: “اعمل ولو كلفتك ضربة الفأس دينارًا”.

وقد استمر العمل في قناة أو عين زبيدة حوالي عشر سنوات، ويقال إن تكاليف العمل بالقناة بلغت 700000 مثقال ذهب، وبلغ طول القناة41 كيلومترًا، وظلت هذه القناة تسقي الحجيج لمدة 1200عام، إلى أن حلت محلها محطات تحلية المياه. فجزا الله الأميرة زبيدة – ساقية الحجيج – كل خير عمّا قامت به من جهود لخدمة حجيج بيت الله.

وكانت عين زبيدة تتعرض في بعض الأحيان للأعطال نتيجة توقف الأمطار، وعوامل الزمان، ولما تعطلت عين زبيدة ساءت أحوال أهل مكة، وكانوا يبحثون عن الماء خارج مكة، فارتفع سعر الماء، وكان الحجاج لا يجدون الماء يوم عرفة، لذلك نهض الخلفاء والسلاطين من أجل القيام بإصلاح هذه القناة جليلة القدر، وقد برز دور امرأة أخرى في هذا المضمار سارت على درب الأميرة زبيدة واهتمت بإصلاح وترميم عين زبيدة من أجل أن تعود للعمل مرة أخرى في خدمة الحجيج، ولكن مَن المرأة التي سارت على درب الأميرة زبيدة؟

3. السلطانة مهرماه