هكذا يحقق لك التطوع ما تحتاجه ليزيد ثقتك بنفسك
يقيدك العمل بالتزامات قد تثقل كاهلك أو تحد من إنتاجيتك، العمل التطوعي يقدم ما تحتاجه وأكثر ليجعلك مستعدًا لسوق العمل وتحدد هدفك
add تابِعني remove_red_eye 2,659
“إن التطوع ومساعدة الآخرين يمكن أن يساعدك على الحد من التوتر ومكافحة الاكتئاب، والحفاظ على تحفيزك عقليًا وتوفير الشعور بالهدف، في حين أنه صحيح كلما تطوعت أكثر زادت الفوائد التي ستجربها” هذا جزء من مقال لكل من الدكتور جاين سيغال، ولورانس روبنسون، في مقال لهما على موقع دليل المساعدة، وبهذا المقال سنبدأ في التأكد من فرضية كلما زاد العمل التطوعي كمًا وكيفًا زاد النجاح كمًا وكيفًا.
لكل مجال من مجالات الحياة قانون يحكمه وينظمه، فإما أن تكتشفه وتتناغم معه وتنجح، وإما دونك والنجاح خرط الوتاد، وفي مقالنا هذا سنحاول إيضاح القوانين التي تحكم التطوع وتؤثر في النجاح، فهي وإن كانت تحكم عمل المتطوع عن وعي أو عن لاوعي، فإن إدراكها كفيل بزيادة الفعالية في مجال التطوع والعمل الخيري.
قانون الخبرة:
الخبرة ضرورية للنجاح في أي عمل، فكلما زادت خبرة المرء زادت حظوظ نجاحه، وهذا ما يفسر طلب كل أو أغلب الشركات في العالم خبرة ميدانية من أجل توفير الوظيفة، والخبرة تأتي عن طريق العمل، والعمل يحتاج إلى خبرة، هذه الحلقة المفرغة لا يخرجك منها إلا العمل التطوعي، فيمكّنك العمل التطوعي من اكتساب خبرة دون طلبها منك غالبًا.
قانون الاقتحام:
الخوف من الفشل والخوف من النجاح عائقان أساسيان لتحقيق الأهداف، فالمسؤولية التي يشعر بها الأشخاص قبل الانطلاق في أي عمل تجعل من الشخص لا يبدأ أبدًا، ويبقى مترددًا، إلا أن التطوع يخفف من الشعور بالمسؤولية، لأن المسؤولية في أي عمل تطوعي تخف كون الشخص يعمل دون مقابل، ولا يبقى سوى المسؤولية الأخلاقية، هذا ما يجعل من الشخص يباشر العمل دون تردد، وبالتالي يكسبه عادة المباشرة والبدء دون تردد، لما سيكتشفه من أن خوفه من النجاح أو الفشل ما هو إلا شبح زائف.
قانون العبرة:
التطوع يعطيك فرصة الاحتكاك المباشر بالأشخاص والحالات المتنوعة والمختلفة، وزيارة أماكن متعددة، والاحتكاك بثقافات متعددة، مما يزيد من عقل المرء وتجربته، والاعتبار بمن يخالطهم سواء في الأمور الإيجابية أو في المِحن والابتلاءات.
قانون سعة الأفق:
من نِعَم الله تعالى على العبد أن يرزقه سعة في الأفق، وعمقًا في النظر، فيتسع فِكره، وينطلق في آفاقٍ رحبة واسعة، ويؤتيه الله بصيرة نافذة تجعله ينفذ إلى أعماق الحقائق وأبعادها، فيقدرها بقدرها، ويضعها في مواضعها وهذا ما يمكن أن يساهم فيه العمل التطوعي عن طريق الاحتكاك بثقافات مختلفة، وإنجاز أعمال متعددة ومتنوعة، وتحت ظروف مختلفة، يزيد من سعة الأفق لدى المتطوع، ويعمّق من نظرته للحياة.
قانون الصبر:
هذا قانون عظيم للنجاح، صعب المنال، يقول المولى عز وجل” وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ” يقول المفسّر الشيخ الطاهر بن عاشور: “(حَظٍ عظيم) أي من الأخلاق الفاضلة، والصبرُ من جملة الحظ العظيم لأن الحظ العظيم أعمّ من الصبر، وإنما خصّ الصبر بالذكر لأنه أصلها ورأس أمرها وعمودُها”
وأستحضر هنا قصة شخصية، ففيما كنت في مجلس أحد المتطوعين، حيث كان هذا الرجل يبني لأحدهم بيتًا، والرجل يتهجّم عليه ويحاسبه وكأنه عامل عنده، فعجبت وعجب الناس، فتساءلت كما تساءلوا، كيف له أن يصبر، فأجاب ببديعة ليس لها مثيل، تصلح أن تكون منهجًا يُدرّس، أما جوابه فكان: “عندما أتطوع أصور نفسي أنا المستفيد، لأني من سيؤجر من عند الله، والمتطوع له هو من منحني هذه الفرصة، فهو بمثابة رب العمل، وأنا بمثابة الأجير، فعليه الحساب، وعلي الصبر من أجل الأجر” فتأمّلها رعاك الله.
قانون الثقة:
من المقرر في مجال التنمية الذاتية وعلم النفس أن الإنجاز يزيد من ثقة الإنسان بنفسه، والتطوع يمنحك هذه الفرصة، فرصة زيادة ثقتك بنفسك وبالتالي إنجاز أعمالك الخاصة وتحقيق أهدافك، يؤكد هذا كلٌ من الدكتور -جاين سيغال ولورانس روبنسون- “أن التطوع يزيد من الثقة بالنفس، أنت تبلي بلاءً حسنًا للآخرين وللمجتمع، مما يوفر إحساسًا طبيعيًا بالإنجاز، دورك كمتطوع يمكن أن يعطيك شعورًا بالفخر والهوية، وكلما شعرت بشكلٍ أفضل تجاه نفسك، زادت احتمالية حصولك على رؤيةٍ إيجابية لحياتك وأهدافك المستقبلية.”
قانون العلاقات:
يقول المثل الجزائري الشعبي ” إن معرفة الرجال كنوز” نعم إن معرفة الناس والاحتكاك بهم سيكسبك مجموعة من العلاقات المميزة والمتنوعة، مما يفتح لك المجال واسعًا من الاستفادة من هذه العلاقات، سواءً عن طريق طلب خدمات، أو استشارات، أو بدون طلبها، فسوف تُعرض عليك خدماتهم إذا احتجتها، فهم قد أصبحوا من محيطك وعلاقاتك الشخصية التي اخترتها بعناية.
خاصة إن كنت ممن يخجلون ويجدون صعوبة في التعرّف على أشخاصٍ جدد، يمنحك التطوع الفرصة لممارسة وتطوير مهاراتك الاجتماعية، حيث أنك تلتقي بانتظام مع مجموعة من الأشخاص الذين لديهم اهتمامات مشتركة، بعد حصولك على الزخم، من الأسهل التفرّع وتكوين المزيد من الأصدقاء وجهات الاتصال.
add تابِعني remove_red_eye 2,659
مقال مميّز يوجّه للعمل التطوعي وكيف من شأنه أن يحقق ما تحتاجه ليزيد ثقتك بنفسك.
link https://ziid.net/?p=21371