الريادة الاجتماعية و حلول الاستدامة
خلال البحث وجدت ما يسمى الريادة الاجتماعية وهو مفهوم يملأ الثغرة بين العمل الربحي والعمل الخيري.
add تابِعني remove_red_eye 3,122
في الفترة الأخيرة كنت أتضايق من بعض المشاريع المجتمعية التي أعمل بها لعدم وجودة عنصر الاستدامة بها ، وكنت أقرأ عن القطاع الخيري وعن المشاريع الموجودة على أرض الواقع وعن عناصر الاستدامة فيها ، طبعاً يختلف نوع الاستدامة من كل مشروع وتعريف الاستدامة في إعتقادي لا يمكن تقنينه بمصطلح وتعريف فقط ، فهو يختلف باختلاف المشروع والجهة والمكان والزمان وعوامل كثيرة تحدد الاستدامة .
سقيا لا تدوم !
حين أنظر لمشاريع السقيا التي تُعنى بتوزيع الماء لمن هم يعملون تحت حرارة الشمس وعظم أجر هذا المشروع وفضله ، كنت أتسائل لماذا لا توجد فكرة تجعل هذا المشروع دائمًا، وتجعل هؤلاء العمّال يستغنون عمّن يوزع عليهم الماء كل يوم ، وفي الحقيقة ليس كل يوم بل فترة تطوع معنية لا أقل ولا أكثر ويعود العمال لنفس المشكلة ، فالحل هنا ليس جذريا بما فيه الكفاية بل هو حلٌ مؤقت لا يسد الحاجة بأكملها.
وهذا التفكير يُعتبر هاجسا في كل مرة أعمل على إحدى المشاريع المجتمعية. كنت دائما أتمنى الحلول الجذرية للمشاكل التي تواجه المجتمع و حلول مستدامة لها. حين أرى جهةً أي كانت توزع السلال الغذائية كل موسم ، أتسائل لماذا لا نجعلهم أسرة مستقلة بذاتها ونوفر لهم أدوات الطبخ ونعلمهم حرفة تجعلهم أسرة منتجة ؟
لماذا لا نحول جهات القطاع الثالث المهتمة بهذه الأمور من الرعوية إلى التنموية ؟
كبعض الجهات ولا يوجد منها الكثير ، التي تهتم ببناء الإنسان وبناء الأسر المنتجة ، منهم من يوفر منح التعليم لهم ومنهم من يوفر قروضًا ميسّرة ومنهم من يعمل على صقل مهارتهم والحرف لديهم لجعلهم أسرة منتجة مستقلة بذاتها.
المتأمل في حال كثير من المشاريع في القطاع الخيري تركزيها على الرعوية وبعدها التام عن التنموية .
لا أنكر وجود الكثيرمن الجهات التنموية المتميزة و الأمثلة كثير منها:
جمعية ماجد بن عبدالعزيز للتنمية والخدمات الإجتماعية
جمعية بنيان الخيرية النسائية للتنمية الأسرية
مركز بناء الأسر المنتجة ( جنى )
مثل هذه الجهات تركز على حل مشاكل مجتمعية بأسلوب تنموي مستدام ويعكس أثراً مميزاً للمجتمع.
وكنت أفكر أيضاً لماذا لا توجد طريقة لعمل مشروع مجتمعي ربحي ، بهذه الطريقة فمشاكل الاستدامة المالية التي تواجه أغلب المشاريع في القطاع الخيري ستنحل بشكل كبير.
الريادة الاجتماعية نمو في القطاع الخيري
خلال البحث وجدت ما يسمى بالريادة الاجتماعية “social entrepreneurship” وكان مصطلحاً جديداً كلياً ، حيث يعمل هذا المفهوم على ملء الثغرة بين العمل الربحي والعمل الخيري بحيث تجمع عوامل الربحية كالاستدامة والابتكار وعوامل العمل الخيري من خلال التركيز على الجانب الاجتماعي.
والأمثلة العالمية في الريادة الاجتماعية كثيرة وحلولها متميزة وجميلة ورائعة ومن أراد الاستزادة فليبحث عن هذا المصطلح وسيجد الخير العظيم.
هنا في الممكلة العربية السعودية نجد تسامي وهي منظمة غير ربحية تعنى بإيجاد حلول مستدامة لمشاكل المجتمع عن طريق تشجيع وتمكين الشباب والمبادرين ومؤسسات القطاع الخاص والعام لتحقيق الريادة الاجتماعية. صممت تسامي برامج ومبادرات اعتمدت في تصميم برامجها على مبدأ الـ Human Centred Design وهو التصميم بالتركيز على الإنسان.
حيث قامت تسامي بدراسة القطاع الاجتماعي الحالي بالمملكة في العام ٢٠١٢ حيث بلغ عدد الجمعيات بالمملكة ٦٥٠ جمعية وعدد المؤسسات الخيرية ١٢٠ مؤسسة خيرية. ٧٤٪ من هذه الجمعيات هي جمعيات بر. مما يعني بأنه رغم الجهود المبذولة يفتقد هذا القطاع إلى حلول مبتكرة و مستدامة للمشاكل الاجتماعية. وتم إعداد دراسة بحثية بعنوان ” فهم التحديات و التجارب و التأملات لرواد العمل الاجتماعي في المملكة” وبناء عليها صممت برامجها ومبادراتها.
أتمنى أن يتم نشر هذا المصطلح والعمل به، فالفائدة التي تعود من هذه المشاريع والبرامج بهذه المبدأ كبيرة، وأتمنى أن نسمع الكثير من رواد العمل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية يغزون العالم بمشاريعهم وأفكارهم المجتمعية .
تمنياتي لكم بحياة مليئة بالحب والعطاء.
add تابِعني remove_red_eye 3,122
فكرة المقال جميلة وتدور حول مفهوم الاستدامة في الأعمال الخيرية
link https://ziid.net/?p=5099