آداب العطاء في الإسلام
لا يكفي أن تعطي محرومًا أو مسكينًا لتستحق الأجر، بل يجب أن تعطي بأدب، فللعطاء آداب.
add تابِعني remove_red_eye 11,369
يقول الكاتب أدهم شرقاوي:
“إن الأسلوب الذي نعطي به الأشياء للآخرين هو ما يحدد وَقْعَه في نفوسهم لا الشيء الممنوح ذاته”
جميل هو العطاء وجميلٌ أن تكون يدك هي من تجود بالخير للغير، ولكن أيّ عطاء؟ العطاء وفق الآداب؛ حيث إن لكل شيء في هذا العالم آدابًا وبروتوكولات؛ وكذلك فإن للعطاء آداب إذا ما وظفناها أصبح عطاؤنا كاملًا واستحققنا أجره وأصبح العالم أفضل. ما أجمل العطاء! فهو شكل من أشكال الإحسان تقي به نفسك من الشح والبخل وتؤدبها وتعلمها حب الغير والإيثار والإحساس بهم.
العطاء صدقة
وللصدقة أنواع، فمنها مادي: سواء مال أو طعام أو كِساء أو هدية أو أي شيء ملموس.
ومنها معنوي: الصدقة المعنوية، وتكون بتحسين سلوك سيّء، أو بنصح، أو بكلمة طيبة أيًّا كانت كـ “شكرًا/لو سمحت” حتى الدعاء والتبسم صدقة!
ولكن لا يكفي أن تمدّ يدك وتعطي، فللعطاء آداب استحضرها الإسلام في صور عديدة، وما كان الإسلام يومًا إلا مؤدبًا و مربيًا%0A&&url=https://ziid.net/?p=48647&via=ziidnet">ولكن لا يكفي أن تمدّ يدك وتعطي، فللعطاء آداب استحضرها الإسلام في صور عديدة، وما كان الإسلام يومًا إلا مؤدبًا و مربيًا، و صاقلًا للصفات والسلوكيات الحسنة العظيمة؛ فإن كان الجود والكرم من صفات الله، ما أجملها إن بانت في عباده و اتصفوا بها! يقول سبحانه: (وَسَارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
من آداب العطاء في الإسلام
- النية الخالصة لله: أن يعطي بنيه خالصة لله، خالية من الرياء واكتساب السمعة على حساب المستضعفين، وأن تكون لله وحده.
- العطاء بأحسن ما تملك: قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ». ويقول تعالى: «لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ».
أليست أدلة كافية وقاطعة على أهمية العطاء ولكن أيّ عطاء؟ العطاء بأفضل ما نملك، أن يستشعر الإنسان حاجته لشيء ما وبذلك يستشعر حاجة غيره فيجود بأفضل الطعام والشراب ويقدمه في أحسن الأطباق وبأجمل شكل وتنسيق. - المبادرة بالعطاء: من آداب العطاء أن يبادر المسلم به، دون أن ينتظر سؤال المحتاج فقد يتأخر أو قد لا يأتي حياءً وقلة حيلة، لذلك كان من الأدب أن يعطي المقتدر بما تجود يده السخية في كل أوان، ويكرم ضيوفه، ويعطف على المستضعفين والمساكين.
- إخفاء الصدقة: من آداب العطاء أن يستر المسلم صدقته ويخفيها حتى تبقى طاهرة خالية من الشبهات، فهو يقصد بها التقرب إلى الله لا الشهرة، حيث عَدَّ رسولنا -صلى الله عليه وسلم- مَن يفعل ذلك من السبعة الذين يُظلّهم الله بظل عرشه يوم القيامة حيث قال: «وَرَجَل تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ أَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا أَنْفَقَتْ يَمُينُه».
- عدم المِنّة والتفاخر بالعطاء: قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ». ليست كل العطايا تستحق الإشادة بها، فتلك التي تأتي بـ “مِنَّة” أي: استكثار المرء إحسانه وفَخْره به حتّى يُفسده، فلا يجب أن يُطلق عليها عطاءًا أو صدقة؛ فمَن استكثر خيرَه على من استحقه، وتفاخَرَ به وجَهَر بعطائِه للعالم أفسد عطاءه، وهو من سوء الأدب، فالذي يَمْنُن عَلَى النَّاسِ بِعَطَايَاهُ هو مَنْ يَعُدُّ وَيَحْسُبُ مَا يَفْعَلُهُ ويُقَدِّمُهُ مِنْ صَنَائِعَ وعَطَايَا لِغَيْرِهِ، وما هذا إلا من سوء الصنيعة.
- عدم انتظار الفضل والشكر: من آداب العطاء أن تعطي وتنسى خيرك، ولا تنتظر أن يشاد بفضلك وعملك، بل يكفي أن يكون أجرك على الله، وما أجمله من شعور! ذاك العطاء لوجه الله لا لوجه الناس، بل أهل العطاء الحسن يَسْتَحون أن يُشكَروا على عطائهم؛ لأنهم هم بحاجة لذلك ليحصدوا الأجر لا بحاجة للشكر.
- لا إسراف ولا بُخل: المسلم يبادر في الصدقة -كما قلنا- ولكن لهذه الصدقة مقياس فلا يجب أن يُسرف في الصدقات حتى لا يبقى لأهل بيته من شيء يعيشون عليه، ولا يبخل بالصدقة ويتذكر بأن المالَ كله مالُ الله، وإلى عباده ينتقل، وإن وزعت كصدقات فإنها عائدة لله لقوله: (أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).
ختامًا
للعطاء في الإسلام ثلاث خصال: تعجيله، وتيسيره، وستره، لذلك وجب على المسلم أن يعجّل بفعل الخير وييسّره على آخِذِه ويستره عن العالمين.
وتذكر: ليست الصدقة نقصانًا من مالك، بل هي دفع للبلاء وحصاد للأجر؛ فكن خالص النية وأعطِ بحُبّ، وكلما أعطيت بلا مقابل كلما رزقت بلا توقع، اعمل الخير بصوت هادئ فغدًا يتحدث عنك عملك بصوت مرتفع.
ولنُتبع القول بالفعل، إليك قائمة ببعض المؤسسات الخيرية المانحة في السعودية
add تابِعني remove_red_eye 11,369
مقال ملهم حول آداب العطاء في الإسلام
link https://ziid.net/?p=48647