ماذا تعرف عن الأثر الوهمي بلاسيبو Placebo في العلاج؟
الأثر الوهمي للعلاج مغالطة يقع فيها الكثير مما يدفعهم لتصديق فوائد شيء تناولوه وهو غير حقيقي، يستخدم كثيراً جداً في الطب
add تابِعني remove_red_eye 77,790
للنفس والعقل أثر كبير علينا وعلى إحساسنا بالصحة والعافية، وأفكارنا عن أنفسنا وهويتها يوجه الكثير من سلوكنا وطريقة تفاعلنا مع المحيط من حولنا، الأثر الوهمي Placebo أثر يستخدم وينظر له كثيراً طبياً وخاصة في الأبحاث لإزالة الأثر غير الحقيقي للدواء الجديد المجرب ومنع الانحياز، لنتعرف عليه…
ما هو أثر البلاسيبو Placebo؟
هو أي مادة أو إجرائية توحي بأنها علاجية ولكنها في الواقع لا تحوي أي مادة فعالة حقيقية، يمكن أن تكون إبرة من ماء، أو حبوب تشبه الدواء ولكنها سكر ويمكن أن تكون حتى فقط زيارة للطبيب وفعل ما يعتقده الشخص أنه سيفيده علاجياً.
كيف يعمل؟
يقوم معظم الأثر الوهمي على توقعات الإنسان، عندما يأخذ شخص ما حبة دواء أو حقنة عضلية يتوقع أن يستفيد عليها، وأنها ستوقف الأعراض التي يعاني منها، ثم فعلاً يشعر بذلك، وخاصة إذا كانت أعراضه خفيفة أو غير حقيقية.
في دراسة على مرضى الربو تم إعطاء المرضى بخاخ وهمي Placebo (مجرد بخار) وبعدها تم إجراء اختبارات التنفس الخاصة بمرض الربو فلم يلاحظ أي تحسن أو تغير في استقصاءاتهم، ولكن عندما تم سؤالهم عن البخاخ ذكروا أنهم شعروا بتحسن أعراضهم وحصلوا على فوائد فعالة كالدواء الحقيقي الخاص بهم.
كما يحدث هذا كثيراً في تناول منتجات الطب البديل والمتممات، فإذا قمنا بإعطاء شخص ما نبتة معينة وأخبرناه أنها رائعة لتقوية الجسم وتطهيره من السموم (بالمناسبة تطهير السموم خرافة) ثم بعد عدة أيام قمنا بسؤاله كيف وجدته وكيف شعرت سيخبرك أنه شعر بالقوة والتحسن في جسمه، أو أخبرناه أنها ممتازة لآلام الركبة، سيخبرك أنه شعر بتحسن في آلام ركبته، وهذا كله فقط من أثر العقل المتعلق بتوقعاته، ويزداد الأثر إذا عرف أن النبتة نبيلة ونادرة.
الأثر الوهمي يكون أيضاً سلبياً فعندما يتوقع الإنسان أن هذا الدواء سيعطيه آثاراً جانبية سيئة سيشعر بآثار جانبية سيئة من دوار وتعب وغثيان وهبوط ضغط.
طبياً كيف يكون ذلك مهماً؟
الأبحاث الطبية لا تتم إلا بإضافة الأثر الوهمي، حيث تقسم عينة المرضى الذين مثلاً نريد تجريب الدواء الجديد عليهم إلى قسمين، قسم نعطيه الدواء الجديد والقسم الآخر حصراً يجب أن يأخذ دواء وهمي Placebo، ولا نخبر أي مجموعة أخذت الدواء النظامي وأي مجموعة أخذت الدواء الوهمي، ويكونان نفس الشكل، وعندما نحصد النتائج، يجب إحصائياً أن يقدم الدواء الجديد نتائج مثبتة أفضل من نتائج الPlacebo وإلا نقول في نتيجة البحث أن الدواء لا يفرق عن الPlacebo وبالتالي يثبت عدم فعاليته.
هذا ببساطة ولكن توجد الكثير من التفاصيل، فعندما يكون لدينا مرض وله علاج فعال موجود فإننا نقارن الدواء الجديد بالدواء الفعال السابق، ولا يستخدم الPlacebo وهذا للأمانة الأخلاقية.
كما يوجد ما يسمى التعمية، أي أننا لا نخبر المرضى ماذا أخذوا الدواء الحقيقي أو غيره ولا نعرف نحن الأطباء من أخذ الدواء الحقيقي ومن لم يفعل حتى لا نصاب بالانحياز ونتوقع أن المريض الذي أخذ الدواء الجديد سيكون أفضل فنراه أفضل، وكذلك توجد تعمية للإحصائي، أي حتى الذي يعالج البيانات لا يعلم أي عمود للدواء الجديد وأي عمود للدواء الوهمي ويستخدم لذلك رموزاً مثلاً A وB، كل ذلك للوصول إلى نتائج حقيقية للدواء المجرب وحذف الانحياز قدر الإمكان.
كما أنه كلما اضطررنا في البحث على الاعتماد على رواية المريض لاستفادته وضرره يصعب كثيراً تمييز الأثر الوهمي عن الأثر الحقيقي، لذا تبقى الاستقصاءات أكثر قرباً وصدقاً.
ملاحظة: التجريب لا يكون إلا بعد أخذ موافقات ودراسة حثيثة، وإخبار المرضى أنه من المحتمل أن يحصلوا على دواء Placebo.
هل يمكن أن آخذ العلاج الوهمي بنفسي؟
في مقال لجامعة هارفرد يذكرون فيها الإجابة على هذا السؤال، حيث أن العلاج الوهمي يقوم بشكل رئيسي على عدم معرفة الشخص أن هذه الحبة أو الحقنة وهمية وليس فيها مادة فعالة، ولكن ماذا يحدث لو عرف الشخص بذلك، تم إجراء دراسة قسم فيها مرضى الشقيقة إلى ثلاثة أقسام، قسم يأخذ العلاج الحقيقي لتسكين الألم، وقسم يأخذ علبة دواء مكتوب عليها أنها وهمية، وقسم لا يأخذ شيء، وجد أن القسم الذي أخذ العلاج الوهمي أحرزوا نسبة 50% من فعالية الدواء الحقيقي في تحسن الأعراض.
لذا حتى معرفة الأمر لا تضر الأثر الوهمي كثيراً، فنحن فقط نشعر أننا أخذنا دواء أو فعلنا شيئاً حيال ما يشعرنا بالألم أو الشكوى، وأننا يجب الآن أن نتحسن.
لا تقع في فخ المحتالين من بائعي الطب البديل
قد يقوم بائعو النباتات وغيرها بإغراءك بالنتائج المذهلة لمستحضراتهم وخلطاتهم، مما يدفعك لشراء ما يبيعونه بثمن قل أو كثر، ثم تأخذها وتشعر بالتحسن ولكن كل هذا ما هو إلا أثر وهمي، يقوم الكثيرون بالتجارة على حساب ذلك فلا تنخدع بهم ولا تسرف أموالك في سرابهم.
في الختام، المهم أخيراً سواء أردنا إزالة الأثر الوهمي للوصول إلى علاج حقيقي أو عدم فعل ذلك، يشعر صاحب الأثر الوهمي بالسعادة والصحة، وأحياناً هذا كل ما نريده أن يحدث، أن يشعر المريض بالتعافي والرضا والراحة.
add تابِعني remove_red_eye 77,790
تعرف على معنى " الأثر الوهمي للعلاج " في هذا المقال
link https://ziid.net/?p=45048