حتى لا تحتاج إلى طبيب نفسي في المرة القادمة
تتمثل الصحة النفسية في القدرة على الشعور بالسعادة والإيمان بقيمة الحياة، ولكننا ننسى أحيانًا هذه الأمور ونرهق أنفسنا بالقلق.
add تابِعني remove_red_eye 10,814
أصبحنا في عالم مليء بالضغوطات والتحديات النفسية لا ينجو منه إلا الشخص الذي يتمتع بالصحة النفسية الذي يستطيع أن يواجه المشكلات دون أن يتأثر بها أو يفقد شعوره بالكفاءة والرضا عن النفس، بل يتعامل معها على أنها ظرف مؤقت سينتهي في جميع الأحوال ويترك لنا درسًا نتعلم منه لكنها ليست نهاية العالم. إذا كنت تحب أن تحيا بنظرةٍ إيجابية جديدة للحياة لا تتأثر بضجيجها..
ما هي الصحة النفسية؟
إن الصحة النفسية حالة دائمة نسبيًا، فنحن لسنا سعداء طوال الوقت ولكن تتمثل الصحة النفسية في قدرة الفرد على الرجوع إلى حالته الطبيعية بعد مواجهة أي مشكلة، وأن لا تؤثر على سلوكه بشكلٍ دائم ويكون فيها الفرد متوفقًا شخصيًا وانفعاليًا واجتماعيًا ويشعر بالسعادة مع نفسه ومع الآخرين ويكون قادرًا على تحقيق ذاته واستغلال قدراته وإمكاناته إلى أقصى حد ممكن ويكون قادرًا على مواجهة مطالب الحياة ويكون حسن الخلق بحيث يعيش في سلامةٍ وسلام.
ابتعد عن المرض النفسي واقترب من الصحة النفسية:
لكلٍ من المرض النفسي والصحة النفسية مؤشرات تخبرك إلى أي جانبٍ تنتمي، ولكني سأوفر عليك عناء المقارنة وسنبدأ معًا بالخطوات التي عليك اتباعها لكي تبتعد عن منطقة الخطر وتتمتع بالصحة النفسية:
1- العلاقة الصحية مع الذات
وتتمثل هذه العلاقة في ثلاث أبعاد هامة وهي:
أ- فهم الذات:
بمعنى أن يعرف الفرد نقاط القوة والضعف لديه وأن يفهم ذاته بطريقة أقرب إلى الواقع فلا يبالغ في تقدير خصائصه وصفاته ولا يقلل من قيمتها، فلا يوجد أحد منا خالٍ من الجوانب السلبية أو خالٍ من الإيجابيات، كلٌ منا يملك الإيجابيات والسلبيات ولكن مع تحديدها يمكن تغييرها وتحسينها على عكس الشخص الذي لا يفهم ذاته ولا يعرف عيوبه فتتزايد وهو لا يدري حتي يصل المنطقة الخطر (المرض النفسي).
ب- تقبّل الذات:
ويعني أن يتقبّل الفرد ذاته بإيجابياتها وسلبياتها وألا يرفضها أو يكرهها، لأن رفض الذات وكراهيتها يترتب عليه عجز الفرد عن تقبل الآخرين تقبلًا حقيقيًا، وتقبل الفرد لذاته لا يعني الرضا السلبي عن الذات، بل إن هذا التقبّل لا يمنع أن يتفقّد الفرد ذاته وأن يحاسبها وأن يقيّم سلوكه باستمرار، فتقبل الذات يعني حبّها كما هي “تعامل مع نفسك كأنها حبك الأول بعد الله، اهتم بها وطوّرها فهي أغلى ما تملك”
ج- تطوير الذات:
ويعني ألا يقنع الفرد بتقبل ذاته كما هي بل عليه أن يحاول تحسينها وتطويرها بحيث يؤكد على جوانب القوة ويحاول التغلب على النقائص ومناطق الضعف والتقليل من العيوب وتحسينها للأفضل.
2- المرونة:
تعني أنه عندما يواجه الفرد مشكلة أو هدف يريد تحقيقه فإنه يسلك سلوكًا محددًا لتحقيق الهدف، فإذا تحقق الهدف انتهى الموقف بالنسبه له، أما إذا لم يتحقق فيبحث عن طريقة جديدة لتحقيق الهدف ولا ييأس، كما فعل أديسون مع المصباح الكهربائي بعد محاولات عديدة باءت بالفشل نجح في صنع المصباح الكهربائي، أي إن الشخص المرن لا ييأس أبدًا بل يعلم أن كل فشل هو بداية نجاح.
3- الواقعية:
وهي تعني التعامل مع حقائق الواقع، بمعنى أن يضع الشخص لنفسه أهدافًا محددة في إطار إدراكه للواقع وإمكانياته الفعلية، ولا يضع لنفسه أهدافًا صعبة التحقيق بالنسبة له حتى لا يشعر بالفشل، بل يعلم ما يمكنه تحقيقه ويحققه ويدرك أن بالإنجازات الصغيرة تحدث الإنجازات الكبيرة فيشعر بالنجاح ولذة تحقيق غايته.
4- الاستفادة من الخبرات السابقة:
إن الاستفادة من الخبرات السابقة هي حجر هام في الصحة النفسية فتساعد الفرد على التصرف بحكمة إذا ما واجهه نفس الموقف مجددًا أو مواقف وصعوبات مشابهة له، فلا يكرر أخطاء الماضي ويفكر جيدًا، فكم مرةٍ حدث معنا موقفًا وتمنّينا أن نرجع بالزمن لنُحسن التصرف.
وأخيرًا؛ فكل خطوة تعتمد على ما قبلها من الخطوات، فابدأ بفهم الذات وحبها، فعندما تحب نفسك سيحبك العالم وسترى العالم بنظرةٍ أكثر إشراقًا وإيجابية، فأحب نفسك ودلّلها وكن كما قال إليا أبو ماضي “كن جميلاً ترى الوجود جميلا”.
add تابِعني remove_red_eye 10,814
مقال هام للغاية يساعدك في تحسين الصحة النفسية كي لا تحتاج إلى طبيب نفسي
link https://ziid.net/?p=24480