هل يجب علينا تناول المعادن والفيتامينات كمكملات غذائية؟

يتكون جسم الإنسان من مجموعة من الأعضاء، لكل منها وظيفة محددة، ويجب القيام بها على أكمل وجه حتى يستطيع الجسم مواجهة التغيرات ومواكبة الحياة خارج بيئة الجسد البشري. تحتاج هذه الأعضاء إلى عناصر غذائية محددة للعمل بشكلٍ سليم ومثالي. يستطيع الإنسان الحصول على هذه المواد الغذائية من خلال الغذاء الجيد. لكن في بعض الأحيان لا تتوافر العناصر الغذائية بكمية مناسبة، فيضطر إلى اللجوء للمكملات الغذائية.

المكملات الغذائية

تُستخدم المكملات الغذائية في توفير العناصر الغذائية التي لا يستطيع الإنسان الحصول على الكمية الكافية منها من خلال الغذاء، ويمكن أن تكون هذه المكملات الغذائية عبارة عن فيتامينات أو معادن أو أحماض أمينية أو أحماض دهنية وبعض من المواد الأخرى، وعادةً ما تكون في شكل أقراص أو كبسولات وفي بعض الأحيان سوائل. ويتناولها الإنسان المكملات في شكل جرعات بكميات محددة، ولا يجب تناول كميات كبيرة عن الحاجة.

عند تناول كميات كبيرة من المكملات الغذائية يصبح الضرر أكثر من النفع، لذلك تُفرض قيود عند شراء هذه المكملات الغذائية، وتُباع بشكلٍ قانوني مع توصيات بالكمية المناسبة للمشتري وتحديد الجرعة المناسبة وإعطاء بيان تحذير يفيد بعدم تجاوز الجرعة المحددة.

تختلف ثقافة استخدام المكملات الغذائية من بلدٍ لآخرٍ، فمثلًا في أوروبا، يستخدم البالغون في ألمانيا المكملات الغذائية بنسبة تُمثل حوالي (43%)، بينما تزداد النسبة بين البالغين الدنمارك لتصل إلى (59%). عند النظر إلى دول أخرى مثل أيرلندا، نجد أنّ نسبة استخدام تلك المكملات الغذائية يصل إلى حوالي (23%)، بينما تقلّ النسبة في بلدٍ مثل إسبانيا لحوالي (9%). يُلاحظ أيضًا أنّ النساء يستخدمنها أكثر من الرجال.

ما هي الفئات التي تحتاج إلى المكملات الغذائية؟

يعتقد البعض أنّه يمكن اتخاذ المكملات الغذائية كبديل عن النظام الصحي المتوازن، وهذا اعتقاد خاطئ وعواقبه وخيمة. يجب أن يكون النظام الغذائي للإنسان صحي ومتوازن بدرجة كبيرة، وأن يحتوي على كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم.

تتفق معظم الدول الأوروبية على إعطاء توصيات محددة للعامة بشأن الغذاء، تتضمن هذه التوصيات بعض الإرشادات، لكن لا يوجد أي إرشاد فيها يشير إلى ضرورة الحصول على المكملات الغذائية. ولكن هناك مجموعة من الناس، مثل: أولئك الذين يتناولون أدوية والنساء في سنوات الإنجاب، يحتاجون إلى المكملات. في هذه الحالة، تحتاج هذه الفئة الحصول على المشورة بشأن المكملات حتى في حالة تناولهم للطعام الصحي.

يعتقد الكثير من الناس أنه يجب عليهم تناول المكملات الغذائية كجزءٍ أساسي من نظامهم الغذائي، لكن في الحقيقة إنهم قد لا يحتاجونها على الإطلاق إذا كانوا يحصلون على جميع العناصر التي تحتاجها أجسامهم، لكن هناك من يسعون للحصول عليها لمجرد السماع عنها أو توصية أحد الأصدقاء بها دون الحاجة إليها، أو الاستماع إلى الإعلانات على الإنترنت أو قنوات التلفاز التي تدَّعي بأنّ هذه المكملات تمنع الأمراض، ويجب تناولها.

حسنًا، لا يجب غض الطرف عن قيمة المكملات الغذائية وأنها مفيدة حقًّا، لكن هذا لا يسمح بتناولها دون الحاجة إليها أو بشكلٍ عشوائي. هناك العديد من الأبحاث التي دعمت المكملات الغذائية، لكن هذا في نطاقٍ محددٍ، فلا شك في أنها تتكلف الكثير من المال، وقد تكون مفيدة أو ضارة، أيضًا يمكننا القول أنها قد لا تفيد من الأساس. لذا من المهم للغاية الحصول على موافقة الطبيب المتخصص مع أخذ الإرشادات والتوصيات في الاعتبار.

المكملات الغذائية لمن تتجاوز أعمارهم الـ 50

في أغلب الأحيان، يحتاج هؤلاء الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين عامًا المزيد من المعادن والفيتامينات أكثر من هؤلاء الأصغر سنًّا، وذلك تحت إشراف الطبيب المتخصص بالطبع. إليك بعض من الفيتامينات والمعادن المهمة:

• الكالسيوم: يساعد الكالسيوم بالاتحاد مع فيتامين D في الحفاظ على قوة العظام، بالنسبة لجميع الأعمار. وهذا مفيد بشكلٍ خاصٍ لأولئك الأكبر سنًّا من الرجال أو النساء. نجد الكالسيوم في الحليب ومشتقاته، وكذلك في الأسماك المعلبة، وفي الخضروات مثل: اللفت.
• فيتامين D: تستطيع الأجسام البشرية إنتاج فيتامين D، عند التعرض لأشعة الشمس لمدة (15) إلى (30) دقيقة مرتين في الأسبوع. لكن كبار السن قد لا يستطيعون الحصول عليه بهذه الطريقة. يمكن الحصول على الفيتامين من خلال الحليب ومنتجاته والأسماك الدهنية التي تحتوي على فيتامين D، ويمكن الحصول عليه كمكمل غذائي.
• فيتامين B6: وهو واحد من أهم الفيتامينات التي يحتاجها الإنسان، إذ إنه ضروري لتكوين كرات الدم الحمراء، ويمكن الحصول عليه من البطاطس والموز وصدور الدجاج.
• فيتامين B12: يحفظ صحة كرات الدم الحمراء والأعصاب. عادةً ما يحتاج كبار السن إلى كمية مساوية من الفيتامين لتلك التي يحتاجها البالغون. يواجه البعض صعوبة كبيرة في امتصاص الفيتامين بالرغم من وجوده بشكلٍ طبيعي في الطعام. ويمكن الحصول عليه من خلال المكملات الغذائية.

نصائح يجب اتباعها عند تناول المكملات الغذائية

• تعلم المزيد عن المكملات الغذائية التي تتناولها: يمكنك التحدث مع الطبيب أو الصيدلي لمعرفة المزيد عن حول المكملات التي تنوي تناولها. يمكنك دراستها والقراءة عنها جيدًا قبل الإقبال عليها، ومعرفة فوائدها وأضرارها.
• التأكد من الحاجة: إذا كان هناك شيء طبيعي وآمن، فتذكر أنّ هذا لا يعني بالضرورة أنه مناسب لك، فقد تكون له آثار جانبية. وقد تؤثر هذه الفيتامينات أو المعادن على الأدوية التي تأخذها كعلاج لمرض ما.
• استشر الطبيب: لا تتخذ قرارًا بتناول أي أدوية أو مكملات غذائية دون الرجوع للطبيب المتخصص. واختر العلامة التجارية التي يوصي بها طبيبك. واشتر فقط المكملات التي تحتاجها بالكليات المطلوبة فقط.
• تأكد من صحة المكملات الغذائية: تأكد من صحة المكملات واقرأ عنها جيدًا، إذا كان بمقدورك قراءة الأبحاث عنها افعل ذلك. وتمعن في الأعراض الجانبية لها.

هل هناك مخاطر أو أضرار للمُكملات الغذائية؟

حسنًا، لقد تطرقت لهذا الأمر قليلًا في المقال، لكن لأوضح بعض النقاط المهمة. أولًا الإجابة نعم، هناك مخاطر وأضرار للمكملات الغذائية. لماذا؟ ببساطة تحتوي العديد من تلك المكملات على مكونات نشطة، وهذه المكونات لها تأثيرات بيولوجية قوية على جسم الإنسان. مما يزيد من المخاطر المحتملة.

في بعض الأحيان، قد تتسبب المكملات في بطلان فاعلية الأدوية التي تتناولها لمرض ما، وهناك بعض المكملات مثل: فيتامين A وفيتامين D والحديد، لا ينصح بتناولها قبل الجراحة. وإذا كنت تتناولها يجب إبلاغ الطبيب فورًا.

في النهاية، لكل شيء فوائده وأضراره، فعند استخدام الأشياء وعدم التجاوز عن الحد المطلوب تأتي النتائج المرغوبة. وعند التجاوز أو الإسراف تكون العواقب وخيمة إلى حدٍّ كبير.

إليك أيضًا

• هل عليك حقا أن تتناول المكملات الغذائية؟
• هل يفيد تناول حبوب الفيتامينات؟ إليكم الحقيقة
• نصائح غذائية لتحاشي نوبات الأنيميا المنجلية