برجر ماكدونالدز، لماذا يحبه الجميع؟ 

في الأربعينات من القرن الماضي انتشرت ثقافة الوجبات السريعة، وكانت سلسلة ماكدونالدز من ضمن سلاسل المطاعم التي ظهرت في ذلك الحين ثم تطورت حتى أصبحت واحدة من أشهر سلاسل المطاعم للوجبات السريعة حول العالم وأكثرها انتشارًا، فمكادونالدز لديه فروع في أكثر من (121) بلد، ونسبة هائلة من العمالة، وبصافي أرباح ضخم بشكل يجعلك لا تستوعب الرقم ذاته!

ما السر وراء حب الملايين لماكدونالدز؟

“ماكدونالدز، أنا أحبه”

هذا العنوان هو شعار ماكدونالدز المنتشر في كل مكان، و لكن لِم يقبل عليه الكثيرون من كل الأعمار؟ في الفيلم  The Founder (2016، و الذي يسرد نشأة ماكدونالدز، يقول (Ray Kroc – راي كروك) ماكدونالدز سيكون كنيسة أمريكا الجديدة، بمعنى أنه سيكون المكان الذي ستجتمع فيه العائلة دائمًا. ومن بعد عدة سنوات من تحويل كروك ماكدونالدز لسلسلة مطاعم ممتدة على طول الساحل الأمريكي، فيما يسمي بالفرنشايز، تحول ماكدونالدز للمطعم رقم واحد، والمفضل لدى الأمريكيين.

لماذا يحب الجميع ماكدونالدز

عدة أسباب تجعل سلسلة مطعم ماك (اختصار ماكدونالدز) ناجحة:

• مفتوح لمدة (24) ساعة مع وجود خدمات التوصيل لكل مكان.
• انتشاره الواسع في جميع أنحاء العالم.
• سعر الوجبة ليس مرتفعًا ويستطيع الجميع تحمله، كما أنها مشبعة ويمكنك أن تختار تحلية منعشة ورخيصة بعدها.
• لذّة الطعم وتشعر بأن الطعام جيد، في حين أن جودته لا بأس بها.
• المكان مريح، لذا تشعر بأنك تستطيع المكوث كيفما شئت.
• يُتيح وجبات متنوعة لجميع الأعمار، ومكان للعب الأطفال  Kids Area.

لذا إذا كنت تبحث عن كيفية إنشاء مطعم ناجح فيمكنك النظر في تاريخ نشأة ماكدونالدز، لتتعلم بعض الدروس المفيدة. ولكن لماذا نرجع نأكل نفس البرجر بعد أن نُقسم بأننا لن نفعلها مرة أخرى؟

برجر يحفز دماغك نحو المزيد

برغم الخامات المتدنية المستخدمة في صناعة برجر ماك، ورغم علم البعض بها، إلا أنهم يعاودون أكلها كل مرة. بمجرد قضم أول لقمة من البرجر، يتم إرسال إشارة إلى دماغك لتفعيل نظام المكافاة، فيفرز جسدك كمية من الأندروفين والدوبامين تجعلك تشعر بشعور جيد. وهذا ما يجعلك ترغب القدوم مرة تلو الأخري، ومع تكرار المرات ينشأ دافع أقوى لترجع مرة أخرى، ليفرز عقلك المزيد من الدوبامين، وبالتالي تحقق شعور الرضا.

في الحقيقة الأمر ليس وضع كميات اعتباطية من السكر والملح والدهون ، ولكن كميات مدروسة، تزيد من متعك الحسية في كل مرة. فحتي الديكور الموحد في كل الفروع تم اختياره بدقة لتحفيز عقلك علي الشعور بأريحية وكأنك في المنزل.

وجبة سريعة، هضم سريع

تعالج المصانع المتحكمة في إنتاج منتجات الوجبات السريعة، المواد المستخدمة بشكل يجعلها سريعة التحضير، وبالتالي سريعة الهضم مما يجعلها تسير في مجري دمك قبل انتهائك الكامل من أكلها. وعندما لا تمارس الكثير من الرياضة أو علي الأقل التحرك ستتحول كمية الجلكوز في جسدك إلى دهون مخزنة، ثم بعد عدة ساعات من انتهائك لوجبتك الأولى من البرجر ستشعر بالجوع مرة أخرى والإجهاد بسبب انخفاض مستوي السكر في الدم، ولأنك تجد الأطعمة المنزلية مملة، سيدفعك عقلك لتناوله مجددًا، أو علي الأقل بعض الحلوى والمقرمشات.

عندما يقتلنا الحب

برغم شعارهم المنتشر (أنا أحبه) إلا أن ذلك الحب قد يكون مهلكًا من الناحية الصحية، فتناولك وجبة منه كل أسبوع يزيد من نسبة تعرضك للسكتات القلبية  بنسبة (20%) ومشاكل في الشرايين، غير خطورة السمنة والشعور بالحزن، وخلل في الهرمونات، ومشاكل في الهضم. لا تقدم الشركات المنتجة مثل تلك المعلومات عن وجبتهم، مع أننا لنا الحق في اختيار الغذاء الذي نضعه في أجسادنا.

الأمر يبدو خطيرًا ولكن من الناحية الأخرى، المقال لا يشجعك على الامتناع التام عن الأكل هناك، أو في أي مكان لتحضير الوجبات السريعة، برغم أن ذلك فيه إفادة لصحتك علي المدى الطويل، مع الالتزام بنظام غذائي صحي بالتأكيد.. ولكنه يمدك بالمعلومات التي من المفترض عليك معرفتها، لتحكم على الطريقة التي يجب أن تعامل بها جسدك.

إليك أيضًا

• دراسة حديثة تظهر التشابهات المخيفة بين الوجبات السريعة والمخدرات
• سَلطة الغذاء، هل يتحكم الطعام في أدمغتنا؟
• 10 خطوات لخسارة الوزن بدون حمية