كيف كان المسلمون أول من أسسوا المستشفيات في العالم
لقد كان للمسلمين إسهامات كبيرة في مجال الطب لعل من أعظمها أن المسلمين هم أول من أسسوا المستشفيات في العالم.
add تابِعني remove_red_eye 20,905
لقد كان للمسلمين إسهامات كبيرة في مجال الطب، لعل من أعظمها أن المسلمين هم أول من أسسوا المستشفيات في العالم، بل وسبقوا غيرهم في ذلك الأمر ربما بأكثر من تسعة قرون.
يعد المسلمون أول من قدم المستشفيات للعالم، قبل أكثر من (1300) سنة، كما كانوا أيضًا هم أول من قدم العلاج مجانًا للأمراض المستعصية، وأخطرها في هذا الوقت وهو الجذام.
في عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عرف المسلمون فكرة المستشفى، ولكنها لم تكن مستشفى بالمعني الحرفي للكلمة، فقد كانت خيمة يتم فيها علاج المصابين في الحروب؛ فعندما أصيب سعد بن معاذ في غزوة الخندق (5 هـ – 627 م) أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بنقله إلى خيمة الطبيبة رفيدة لعلاجه، حيث كانت تداوي جرحى المسلمين.
أما عن المستشفى بالمعنى الحرفي (مستشفى ثابت) فقد كانت المستشفى التي أسست في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، الذي حكم من سنة (86 هـ/705م) إلى سنة (96 هـ/715م)، وقد خُصصت لمرضى الجذام، و قد أمر بحبسهم لئلا يخرجوا وأجرى عليهم الأرزاق، وكان ذلك بمثابة الحجر الصحي، فنجد أن المسلمين أيضًا قد عرفوا فكرة العزل الصحي، وكانوا يتبعون إجراءات احترازية فريدة من نوعها فكان المريض عند دخوله المستشفى يقوم بتسليم ملابسه التي دخل بها، ويأخذ ملابس جديدة غير ملابسه التي دخل بها، لمنع انتقال العدوي عن طريق ملابسه، وكان كل مريض يدخل العنبر المختص بمرضه، ولا يسمح له بدخول أي عنبر آخر لمنع انتقال العدوي، كما كان لكل مريض سرير خاص به، وله أدوات خاصة.
عرفت المستشفيات في ذلك الوقت باسم (البيمارستان) وهي كلمة أصلها فارسي تعنى “محل المريض”، وقد بلغت المستشفيات الإسلامية في ذلك الوقت (البيمارستان)، درجة كبيرة من التنظيم والترتيب والنظافة، كان العلاج وكل ما يحتاجه المريض من طعام وشراب، وغير ذلك كان يقدم بالمجان، وعند خروج المريض من المستشفى كان يعُطى كسوة ومالًا كي يستريح وهو في دور النقاهة، ولا ينهك نفسه بالعمل.
وقد كانت هذه المستشفيات مقسمة إلى أقسام بحسب التخصص؛ فنجد قسمًا للعيون، وقسمًا للجراحة، وقسمًا للكسور والتجبير، وقسمًا للأمراض العقلية، وكان لكل قسم أطباء على رأسهم رئيس، فرئيس للأمراض الباطنية، ورئيس للجراحين والمجبرين، ورئيس للكحالين (أطباء العيون)، ولكل الأقسام رئيس عام يسمى (ساعور) وهو لقب لرئيس الأطباء في المستشفى وكان هناك ورديات للأطباء، فقد كانوا يعملون بالتناوب، ولكل طبيب وقت معين يلازم فيه قاعاته التي يعالج فيها المرضى.
لم يكتفِ المسلمون بإنشاء المستشفيات الثابتة في المدن فقط، بل قاموا أيضًا بإنشاء المستشفيات المتنقلة التي تشبه إلى حد كبير القوافل الطبية في أيامنا، وظهر أول نوع من هذه المستشفيات في عهد السلطان محمود السلجوقي، وربما تُحمَل على مجموعة كبيرة من الجِمال قد تصل في بعض الأحيان إلى أربعين جملًا، وكانت هذه المستشفيات المتنقلة مُزوَّدة بالآلات العلاجية والأدوية، ويرافقها عدد من الأطباء، وكانت تصل إلى كل رقعة في الأمة الإسلامية.
بعض المستشفيات الرائدة في العالم الإسلامي
ولدينا نماذج عديدة لبعض المستشفيات الرائدة في التاريخ الإسلامي؛ فنجد من أعظمها: المستشفى العضُديّ، وقد قام بإنشائها (عضد الدولة بن بويه)، في بغداد سنة (371 هـ)، وكان يعمل في هذه المستشفى عند إنشاءها أربعة وعشرون طبيبًا، تزايدوا بعد ذلك، وكانت بها مكتبة ضخمة، وصيدلية، ومطابخ، وكان الأطباء متواجدون في المستشفى أربعًا وعشرين ساعة.
المستشفى النوري الكبير بدمشق
قام بإنشائها لملك العادل نور الدين زنكي سنه (549 هـ)، وخصصه للفقراء والمساكين، واستمر في العمل لفتره كبيرة جدًّا من الزمان، فقد ظل يستقبل المرضى حتى عام (1317 هـ)، أيْ: قرابة ثمانمائة سنة، وكان يعد واحدًا من أشهر المشافي ومدارس الطب والصيدلة في البلاد الإسلامية، فنجد أن كبار الأطباء مثل ابن سينا والزهراوي قد تعلموا فيه.
المستشفى المنصوري الكبير
بناه السلطان المنصور قلاوون في القاهرة، وافتتح سنة (1283م) بحضور السلطان قلاوون مع أمراء وعلماء مصر، وكان ضخمًا كبيرًا، فقد كان يعالج في اليوم الواحد أكثر من أربعة آلاف مريض، وكان يعد آية من آيات الدنيا في الدقة والنظام والنظافة.
مستشفى مراكش
أول بيمارستان تأسس في المغرب في القرن السادس الهجري، أنشأه السلطان أبو يوسف يعقوب المنصور ملك دولة الموحدين بالمغرب، والذي حكَم في الفترة ما بين (580هـ) حتى وفاته في مراكش عام (595هـ).
عمل في البيمارستان عددٌ من الأطباء، ويُعرف منهم أبو إسحاق إبراهيم الداني، ومحمد بن قاسم بن أبي بكر القرشي المالقي، وقد كان آية من آيات الإتقان والروعة، فقد كان فيه جميع أنواع الأشجار والزروع، كما كان به بحيرات صناعية صغيرة، كما كان على مستوى كبير من الإمكانيات الطبية والأدوية الحديثة والأطباء المهرة.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 20,905
مقال يرصد لك إسهامات العرب والمسلمين في الطب وبناء المستشفيات
link https://ziid.net/?p=72690