كيف نخرج من الصدمات النفسية بأقل الخسائر؟
في حياتنا نتعرض لصدمات شديدة سواء كانت تلك الصدمة، خسارة أو فقد، أو موت عزيز، فياليتنا ننجو منها بأقل الخسائر
add تابِعني remove_red_eye 62,056
تستيقظ ذات يوم سعيدًا جدًّا، مقبلًا على الحياة تتنقل من غرفتك إلى غسل وجهك إلى الإفطار إلى العمل، تأمل أن يكون يومًا رائعًا، لقد بدأ نهارك بحرارة معتدلة وشغف على الحياة، وبينما أنت تقوم بعملك على أكمل وجه، يرن الهاتف تجيب لتجد خبرًا مأساويًا جدًّا بأنك فقدت عزيزًا عليك، تشعر أنك غير مصدق، ربما تلجأ لإحدى ميكانيزمات الدفاع، فتنكر أن ذلك حدث، تنكره بشده، أو حتى تفقد نطقك أو تنسحب بعيدًا بعيدًا عن الحياة، لقد كان وقع الأمر صعبًا عليك، لقد كان قاتلًا، تلك هي الصدمة. قد يمتد تأثير الصدمة لأيام وأسابيع، كما قد يمتد إلى سنوات أيضًا إن لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
ما الصدمة؟
الصدمة العاطفية والنفسية هي نتيجة أحداث مرهقة بشكل غير عادي، تحطم إحساسك بالأمان، وتجعلك تشعر بالعجز. كما أن الصدمة النفسية يمكن أن تجعلك تحارب طوال الوقت عدو لا مرئي وهو المشاعر والذكريات والقلق المزعج الذي لا يزول. أيضًا يمكن أن تجعلك تشعر بالخدر والانفصال وعدم القدرة على الوثوق بالآخرين. غالبًا ما تكون المواقف الصادمة تلك المواقف التي تهدد حياتك وسلامتك، ولكن أي موقف يجعلك تشعر بالإرهاق والعزلة يمكن أن يؤدي إلى صدمة، حتى ولم يتضمن هذا الموقف ضررًا جسديًّا، كما أن الظروف الموضوعية ليست هي المخولة بتحديد إذا كان الحدث مؤلمًا أو لا إنما تجربتك الذتية، وشعورك أنت به.
لذلك لا تتهم نفسك بالمبالغة ولا تجعل أحد يتهمك بذلك، فأنت وحدك القادر على تحديد مقدار الألم.
ما أسباب الصدمات النفسية
- حادث سيارة لم تصب فيه بأذى شديد.
- الانفصال من زواج أو ارتباط عاطفي بأي شكل.
- الإصابة بمرض شديد.
- معرفة أشياء غير متوقعة.
- فقد شخص عزيز عليك.
- الضغوط الحادة والمستمرة مثل العمل في بيئة غير مناسبة، أو الحياة في مكان سيئ.
- فقدان العمل أو المال.
في المجمل هو أي أمر لا تتمكن من التعامل معه، وحدوثه يعني مفاجأة لك، ويقابل منك بردة فعل عنيفة.
صدمات الطفولة وأثرها في المستقبل
يمكن أن تحدث الصدمات لأي شخص، ولكن من المرجح أن تتعرض لصدمة نفسية من حدث إذا كنت بالفعل تحت ضغط، أو تعرضت لصدمة من قبل -خاصة إذا حدثت تلك الصدمة في مرحلة الطفولة- وقد تحدث صدمة الطفولة نتيجة لأي شيء يزعج الطفل أو ينزع عنه الشعور بالأمان، مثل:
- العنف المنزلي.
- الإهمال من قبل الوالدين.
- وجوده في بيئة غير مستقرة وغير آمنة.
- معاناته من مرض خطير.
- انفصاله عن أحد الوالدين.
فمن الممكن أن يؤدي التعرض لصدمة في الطفولة إلى تأثير طويل الأمد، وحينما لا تحل تلك المشكلة ينتقل الشعور بالخوف والعجز إلى مرحلة البلوغ، مما يجعل الطريق خاليًا لمزيد من الصدمات.
أعراض الصدمة النفسية
أعراض عاطفية ونفسية، مثل:
- الصدمة والإنكار .
- الارتباك وصعوبة التركيز.
- القلق والخوف.
- الخوف وتقلب المزاج.
- الشعور بالذنب والعار ولوم الذات.
- الانسحاب من الآخرين.
- الشعور بالحزن أو اليأس.
أعراض جسدية، مثل:
- الإعياء.
- صعوبة في التركيز.
- الغثيان والانفعالات.
- الوجع والألم.
- خفقان القلب.
- الشد العضلي.
كيف نشفى من الصدمة؟
تستمر الصدمة من بضعة أيام لبضعة أشهر، وتبدأ بالتلاشي تدريجيًّا أثناء معالجة الحدث المزعج، وحتى حينما تشعر بتحسن، ستشعر بالانزعاج من وقت لآخر بسبب الذكريات المؤلمة. ولكن إن لم تنته أعراض الصدمة أو إذا تفاقمت فربما أنت تعاني من إضطراب ما بعد الصدمة، فالصدمة هي استجابة طبيعية لحدث مزعج، ولكن في اضطراب ما بعد الصدمة، فإن جهازك العصبي يصيبه شيء ما يشبه التوقف عن التعامل مع الأحداث، فيصبح غير قادر على فهم الحدث أو معالجته.
يستغرق التعافي من الصدمات تبعًا لكل شخص، لا يتعافى الأفراد بوتيرة واحدة، ولكن متى تطلب المساعدة من متخصص؟
تتطلب المساعدة حينما تمضي أشهرًا دون الشعور بتحسن، فإذا واجهت أيًّا من هذه الأعراض بادر بطلب المساعدة:
- إذا واجهت مشكلة في العمل أو في المنزل.
- أن تعاني من خوف شديد أو قلق أو اكتئاب.
- أن تصبح غير قادر على تكوين علاقات وثيقة ومُرضية.
- أن تعاني من تكرار الذكريات السيئة، أو الكوابيس أو ذكريات الماضي.
- أن تبتعد وتتجنب أي شيء يذكرك بالصدمة.
- أن يصيبك خدر عاطفي وتشعر أنك منفصل عن الآخرين.
- الاتجاه إلى المواد المخدرة من أجل أن تشعرك ببعض التحسن.
نصائح للتعامل مع الصدمات
- تساعد التمارين والحركة في إصلاح جهازك العصبي، لذلك حاول ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة أو أكثر في معظم الأيام، حاول أيضًا أن تمارس التمارين المنتظمة مثل المشي والجري والسباحة.
- لا تنعزل عن الآخرين بل ابق دائمًا على اتصال بالأشخاص الذين تحبهم، اطلب منهم الدعم، وشارك في الأنشطة الاجتماعية، عاود الاتصال بالأصدقاء القدامى، كما أن يمكنك الانضمام لمجموعات دعم الناجين من الصدمات، أو حتى كون صداقات جديدة تفيدك. ليس من اللازم التحدث عن الصدمة مع أحد إذا كان ذلك يؤلمك.
- حافظ على صحتك بتناول الأطعمة الغنية بالعناصر الصحية اللذيذة واحصل على قدر كافي من النوم، والتزم بالعادات الصحية قدر الإمكان.
تلك النصائح ساعدتني في التغلب على صدمة كانت لتؤثر في بشدة.
تجربة شخصية مع الصدمة النفسية
في بداية أغسطس، وبينما أبدأ يومًا عاديًّا يتضمن العمل وبضعة أشياء أخرى، وجدت خبرًا حزينًا عن وفاة صديقتي المقربة، كذبت الخبر في بادئ الأمر ولكنه كان صحيحًا، يومها لم أشعر بأي شيء حتى أنني جلست أم جهاز الكمبيوتر وكتبت مقالًا كعادتي، بالليل انفجرت ببكاءٍ مرير، وكان هذا هو بداية التفريغ لكل المشاعر المحتشدة بداخلي، لقد كانت مشاعر الحزن والفقد تكاد تقتلني، أمضيت الليلة أفكر فيها، كتبت الكثير عنها وعن الفقد وعن الحزن، احتفظت بما احتفظت وضاع ما ضاع، حينما أتى الصبح كنت قد تأقلمت مع ما حدث، لأيام طويلة وحتى تلك اللحظة التي أكتب فيها ما أكتبه ما زلت أشعر بالحزن، والضياع ولكننني قادرة على المضي قُدمًا في الحياة، لست واقفة مكاني ولست غير قادرة على المضي في الحياة، بل إنني أمضي، أمضي وأنا راضية بما كتبه الله، أحترم حزني ولا أكبته، أتذكرها من حين لحين ولكن أتعرفون ما السر:
السر أنني حررت مشاعري، لم أكتمها ولم أنكرها، لم أدعها تقتلني، لقد حررتها في هيئة نصوص، جعلتها تمضي إلى ما تمضي إليه. والشق الآخر هو دعم الأصدقاء الذين لم يتركوني ولو للحظة واحدة، لقد كانوا حولي يطمئنون علي من وقت لآخر، يسألون إن كنت أريد شيئًا ما، يظلون بالجوار حينما أحتاج للمساعدة أو أحتاج لأن أتكلم عما يضايقني، كما أنه لم يكن هناك أحد يضغطني من أجل التحدث عن صدمتي، أو عن أي شيء فقط إذا أردت التكلم أسترسل فحسب.
الحياة ليست سهلة أبدًا، ولكن يمكن التعامل معها، وهذا ما أحاول قوله دائمًا، هناك دائمًا حل لكل شيء، المهم أن ترغب في عيش الحياة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 62,056
إليك الدليل الكامل للخروج من الصدمات والأزمات
link https://ziid.net/?p=67636