خمسة تغيرات تصيب الإنسان عندما يفقد شخصًا عزيزًا
عادةً ما يصاب المرء بالذعر عن وفاة أقرب الأشخاص إليه..لكن هناك بعض التغيرات النفسية التي تطرأ عليه دون ارادته
add تابِعني remove_red_eye 13,771
كم هو أمر مؤلم عندما نفقد أحد الأشخاص المحيطين بنا، خاصةً وإن كان هذا الشخص جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. الأمر ليس بالهين كما يتصور البعض، ولا هو مجرد فترة من الحزن وستمضي الحياة كما كانت، نعم ستمضي، لكن ليس كما كانت. هناك من تتبدل حياتهم تمامًا بعد فقدان أشخاص مقربين لهم. إليك بعض التغييرات التي تطرأ على المرء عند فقدان شخص عزيز.
1- اضطرابات النوم
النوم، إنه صديق هادئ يخفف الآلام ويحتوي أصدقاءه، لذا لا عجب في أن يكون أول من يلجأ إليه الإنسان الحزين، لكن حتى هذا الصديق الصامت، لا يستمتع به الشخص المتألم كثيرًا، فهناك العديد من التغيرات التي تحدث أثناء النوم بعد حالات الفقدان، حيث إنّ أولئك الذين أصيبوا بصدمات حديثًا ودخلوا في حالات الحزن، يستيقظون أكثر أثناء الليل، ويجدون صعوبة في النوم، إضافة إلى المشاعر المؤلمة التي يشعرون بها، وغالبًا ما تطاردهم أحلام غير مرغوبة، بل ويعانون من أشكال الأرق المختلفة.
في أغلب الأحيان، تتغير أوقات النوم، وهناك من يغيرون أماكن نومهم، لارتباطها بذكريات مع هؤلاء الأشخاص الراحلين، فلم يعد هناك من يتحدثون معه في الليل قبل النوم، ولا من يرون له حلمًا سيئًا راودهم في الليلة الماضية، وقد بدا السرير كبيرًا وباردًا. إذًا، ما جدوى البقاء في هذه الغرفة! ليس في الغرفة فقط، بل في المنزل بأكمله، فقد يبدو طابع المنزل مختلفًا في أوقات الليل، ولا يبقى هو الركن المريح كما كان، حتى إنه يمثل تهديدًا للبعض وتزداد المخاوف.
إذًا، كيف نتعامل مع اضطرابات النوم هذه؟ إنّ النوم ضرورة لا بد منها، فخلال النوم، يقوم المخ البشري بالكثير من الوظائف المعقدة الضرورية لحياة المرء، لذا يجب معالجة هذا الأمر فورًا، قبل أن تظهر عواقبه، حيث إنّ الاضطرابات التي يسببها الحزن ضارة للغاية، وبدون النوم، تزداد نسبة المشاكل التي قد يتعرض لها الشخص. ويمكن ضبط هذا الأمر عن طريق تصحيح الفترات الزمنية الخاصة بالنوم، وتوفير الوقت الكافي لهذا، وبالنسبة لأولئك الذين قد تعرضوا للمشاكل التي حدثت بسبب اضطرابات النوم، فيُنصح بالتدخل الطبي فورًا.
2- تغيرات في أوقات الطعام
غالبًا ما تكون أوقات الطعام هي موعد اجتماع العائلة على المائدة وتبادل أطراف الحديث، لكن اختفاء شخص واحد من على هذه المائدة، يتسبب في سيادة جو من الحزن والأسى، وهذا ما يحدث عند فقد أحد المقربين، حيث تقلّ المحادثات ويسود الصمت وتختفي البسمة، حتى إنّ طعم الأكل يتغير! ويصبح الطهي مجرد روتين للبقاء على قيد الحياة لا أكثر، ويصير المكان الذي يتناول فيه المرء طعامه كابوسًا. يُنصح بمحاولة إعادة الروابط الأسرية بعد فقدان أحد الأعضاء وخلق أحاديث أثناء الطعام. لتخفيف حدة الفقدان.
3- تفقد الإجازات رونقها
إجازات الأعياد والمناسبات وعطلة نهاية الأسبوع، لا تحلو إلا بوجود الأحبة. لكن ماذا في حالة فقدان أحدهم؟ للأسف الأمر مؤلم للغاية، إذ تتلاشى كل المعاني الجميلة في أعين المرء عندما تنقص التقاليد المعتادة أحدهم، وتصبح غير مألوفة، وتصير ساعات الأعياد والمناسبات مملة، حيث إنّ مفهوم السعادة لا يتحقق إلا بوجود الأحباء، وعند فقدانهم، يتطلع المرء للبحث عن تقاليد أخرى للاحتفالات أو إدخال أي جديد لاحتفالاته يبعده عن ذكريات الماضي. فالحزن يسلب الإنسان طاقته وبهجته، حتى في المناسبات التي تستدعي الفرح، تمرّ على الشخص الحزين وكأنها مادة محفزة، توقظ الجروح والآلام الخامدة، وتذكره بما فقده.
4- يصبح الحديث مملًّا
لم يعد هناك صباح الخير تسمعها عند الاستيقاظ، ولا مكالمات هاتفية طوال اليوم للمتابعة والاطمئنان، ولا أحد يتصل من الغرفة المجاورة. لا أحد يملأ فراغ الفقيد، لا مجال لتبادل أطراف الحديث ولا التحدث بما حدث اليوم، كل هذا بقي في الماضي والمتاح الآن هو الهدوء والصمت، حتى وإن امتلأ الوسط بالناس وأصواتهم الصاخبة يظل هناك جزء ما بداخلنا فارغ، لأنه مخصص لشخص واحد فقط، وهو ليس موجودًا الآن، والصدمة الكبرى، أنه لن يأتي مرة ثانية.
يلجأ الإنسان إلى الصمت عند فقدان شخص عزيز، ويتحول الهدوء إلى رفيق بمرور الوقت، حتى يألفه المرء، بعدما كان اليوم حافلًا بالأحاديث غير المنتهية والجدالات والتعليقات المضحكة، وبدون ترتيب جاء الضيف الجديد وهو الصمت. إنّ الإنسان بطبعه اجتماعي، لكن الحزن يبدل هذا السلوك ويدفع الإنسان نحو أمور سلبية.
5- فقدان مصدر الدعم
بطبيعتنا نحن البشر نحتاج إلى الدعم، نحتاج إلى شخص ما بجوارنا يطمئننا، ويُساندنا معنويًّا في الأوقات العصيبة، وحتى في القرارات البسيطة، مثل: اختيار الملابس أو قراءة الكتب، نحتاج العون منهم. بمجرد فقدان هذا الشخص، والذي يمثل مصدر الدعم الأساسي، نجد أنه لا مجال لطلب المساعدة أو الدعم من أحدهم، فقد اعتدنا على هذا الشخص فقط.
يقع الإنسان في بئر الوحدة، لا يستطيع سماع الصوت المألوف الذي اعتاد التعليقات منه. يختفي الكتف الذي يتكئ عليه بعد يوم حافل بالأعمال. تتغير النظرة للعالم، وكأن العالم قد خلا من البشر بعد رحيل هذا الشخص العزيز. فلا أحد قادر على تعويض مكان هذا الشخص.
كيف نتعامل مع حقيقة فقدان شخص عزيز؟
- انضم إلى العزاء: الشعور بأنّ الناس حولك، ولست وحدك يساعدك على تخفيف آلامك إلى حدٍ ما، لذا كن متواجدًا في طقوس الجنازة والتقاليد الأخرى للمتوفي. ستجد من يحبونك بالتأكيد. وهذا سيقلل من حدة الصدمة.
- أطلق العنان لمشاعرك: إذا شعرت بحاجة للبكاء، ابك ولا تكتم بداخلك أي شيء، ومن على يقين بأنّ الأمر سيمر، وبمرور الوقت ستتقبل الواقع.
- تحدث عن مشاعرك: إذا شعرت بأنك تريد الحديث والتعبير عن مشاعرك، لا بأس، تحدث مع من تجدهم محل ثقة، وعبّر عن كل ما بداخلك.
- ابحث عن طرق للتعبير عن مشاعرك: إذا كنت لا تريد التحدث إلى أحد عما يجول بداخلك، يمكنك استبدال الحديث بالكتابة، فقط أبدأ في الكتابة في مفكرة عن الشخص الذي فقدته.
- انضم لمجموعة دعم: هناك مجموعات من الناس تقدم الدعم لبعضها، يمكنك العثور على واحدة ومشاركة الدعم معها. هذا سيخفف من حدة الألم.
عندما يتعلق الأمر بفقدان إنسان مهم بالنسبة إلينا، يصبح العالم كله وكأنه خرافة، يتمنى المرء أن يكون في حلم ويهم للاستيقاظ فورًا، فيصحو على الواقع المرير، إنه ليس حلمًا بل حقيقة، قاسية بعض الشيء، وهنا يرفع راية الاستسلام، معلنًا الرغبة في الذهاب خلف الفقيد، لكن على المرء تقبل هذه الحقيقة وإلا سيجد العواقب الوخيمة. فهناك الكثير من الناس يسيطر عليهم الحزن بشكلٍ ضارٍ، ليس فقط على المستوى النفسي، بل والبدني أيضًا، لذلك من المهم اللجوء إلى الطبيب فور الشعور بأنّ هذه الدوامة التي يعيش فيها الشخص غير منتهية، حفاظًا على الصحة النفسية والبدنية.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 13,771
تعرف على التغيرات النفسية التي تطرأ على الشخص بعد الفقد
link https://ziid.net/?p=70527