سمنة الأطفال: بين الوقاية والعلاج

وجبات سريعة.. سهر.. ألعاب الكمبيوتر.. رياضة منعدمة والعديد من العادات السيئة التي أصبحت روتين لأطفالنا في الحجر المنزلي، مما تؤدي لتفاقم مصيبة هي من الأساس موجودة.

سمنة الأطفال وما أدراك ما سمنة الأطفال مشكلة مستعصية وحلها ليس بتلك السهولة المتصورة، كم يحزّ قلبي رؤية تلك الأعمار الصغيرة وذوي البشرة الطرية التي من المفترض أن تلعب وتركض وتلهو، وهي مكتنزة بالدهون الزائدة والأمراض التابعة لاكتساب الوزن الزائد، ولكن كون أولئك الأطفال قراراتهم ليست بأيديهم بعد؛ فالعتب واللوم الأكبر يقع على الوالدين.

متى أصنف طفلي على أنه سمين؟

حسب المختصين في مايو كلينك، إن مُؤشِّر كتلة الجسم (BMI)، الذي يُوفِّر معيارًا للوزن بالنسبة إلى الطول، هو مقياس مقبول لزيادة الوزن والسِّمنة. يُمكِن لطبيب طفلكَ أن يُساعدكَ في معرفة ما إذا كان وزن طفلكَ قد يُسَبِّب مشاكل صحية باستخدام مخطَّطات النمو، ومُؤَشِّر كتلة الجسم.

وفق آراء المتخصصين فإن الأطفال الذين يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم عن (85%) يصنفون على أنهم يعانون من زيادة الوزن، بينما يصنف الأطفال الذين يزيد مؤشر كتله الجسم لديهم عن (95%) على أنهم مصابون بسمنة الأطفال.

أسباب زيادة الوزن عند الأطفال

١- حجم الوجبة

إن حجم الوجبة التي يتناولها طفلك سبب أولي في زيادة الوزن، حيث يميل الأشخاص لتناول أكثر مما يحتاجون عند توافر كميات كبيرة منه، ولا سيما الأطفال الذين يقدم لهم والديهم أطعمة مختلفة وبكميات فوق حاجتهم دون أي تفكير فيما إذا كانت هذه الكميات فوق حاجة الطفل اليومية أم لا، فتراهم يتناولونها بشراهة حتى يحتاجوا المرة التالية وجبة بحجم أكبر، خصوصًا تلك الأطعمة السريعة المشبعة بالدهون.
عمومًا فإن تحكمك بحجم الوجبة -خصوصًا للأطفال- هو أمر مهم لذلك نصيحتي لكِ كأمّ تخشى على أطفالها رجاءً قدّمي للطفل وجبة تناسب حجمه، نعلم أن الخير موجود والرزق من الله وفير ولكن الصحة فوق كل شيء.

[كأمّ: كيف تساعدين طفلك على حُب نفسه؟]

٢- الطعام غير الصحي

أطفال الجيل الجديد يظهرون في دراسات عديدة بصور تجلب الحزن إلى قلبي، حيث تشير دراسة حديثة أن الأطفال يكتسبون طاقتهم من الأطعمة المصنعة بسكريات معالجة، والتي تزيد من فرص الإصابة بالسمنة إلى جانب أمراض أخرى مرتبطة بالسكر، ناهيك إلى أنها لا تقدم أي فائدة صحية لأجساد الأطفال التي تحتاج لكل العناصر الغذائية لتنمو بشكل صحي، لذلك عزيزتي راعي جودة الطعام الذي تقدمينه لطفلك، ليكبر أمام عينك بصحة وعافية.

[دراسة حديثة تظهر التشابهات المخيفة بين الوجبات السريعة والمخدرات]

٣- قلة النشاط البدني

يقول المثل: مَن شبّ على شيء شاب عليه، فإن شبَّ الأطفال على ممارسة ألعاب الفيديو والاستهانة بدور الرياضة، فإنهم سيكبرون على ذلك وتقل نسبة حرق السعرات الحرارية العالية التي يكتسبونها من النقطة السابق شرحها، وتتزايد أوزانهم بشكل ملحوظ، لذلك كان لا بد للتغلب على هذه المشكلة بأن نحث الأطفال على ممارسة الأنشطة البدنية، فالأطفال الذين يلعبون رياضات معينة في سن مبكرة يكبرون على ممارستها ويميلون للاستمرار عليها حتى سن متقدمة.

[فورتنايت وبابجي .. هل هي الخطر القادم؟]

٤- الضغط النفسي للطفل

الضغط النفسي عامل مؤثر آخر لزيادة الوزن، فأولئك الأطفال الذين يتعرضون لمشاكل في المنزل أو تنمّر في المدرسة يتعرضون لمشاكل نفسية وغالبًا يؤدي ذلك التوتر والقلق والاكتئاب لجعل الأطفال يعالجون أنفسهم ذاتيًا بالأكل العاطفي (Emotional Eating) الأكل المرتبط بالحالة العاطفية أو الحالة المزاجية للشخص لا بشعوره الحقيقي بالجوع. عمومًا يتسم الأكل العاطفي بالتخمة كالآيس كريم والوجبات السريعة والطعام المعالج والمليء بالسكريات والزيوت المهدرجة، لذلك فإن صحة الطفل النفسية مهمة لصحته البدنية؛ لذا يجب الاهتمام بالطفل هذا خصوصًا لإرجاع ثقته بنفسه ومعالجة مشكلة الوزن الزائد عنده.

[أفضل 9 نصائح للتعامل مع المعاملة القاسية والتنمر]

كيف أعالج طفلي من السمنة؟!

لكل مشكلة حل، حتى سمنة الأطفال وإن كان يبدو حلها مستعصيًا وصعبًا فإنه ليس مستحيلًا، وتتم معالجتهم على النحو التالي:

1. الوقاية: وقايتك لطفلك من خطر السمنة تكون أولى مراحل العلاج قبل حدوث المشكلة، لذلك يجب عليك مراعاة حجم الوجبة التي يتناولها طفلك، أيضا لا تنسَيْ أن جودة الطعام المقدم لطفلك مسؤوليتك، مارسي الرياضة مع طفلك من الصغر ليكبر على نشاط بدني صحي، وأخيرًا الضغوطات النفسية لا تزال مبكرة على طفلك فقدمي الاهتمام المباشر وغير المباشر لوقايته من ذلك.
2. اكتشاف المشكلة والعلاج: اكتشافك لمشكلة السمنة في طفلك بمرحلة مبكرة لصالحك وصالح الطفل، وذلك لعلاجه من مخاطر أكبر تعقب الإصابة بالسمنة مثل مرض السكري وتصلب الشرايين وغيرها. فبعد اكتشافك لمشكلة طفلك قومي بعمل خطة لتخفيف وزنه سواء كانت بالرياضة أو اتباع حمية معينة، ونصائح طبيب طفلك بهذا الخصوص سوف تساعدك جدًّا. لا تقومي بتخفيض السعرات الحرارية التي يتناولها طفلك بشكل كبير فهو ما زال بحاجة إلى ثلاث وجبات مغذية في اليوم ووجبة خفيفة أو اثنتين.

أيضا انتبهي، لا ينبغي أن نجبر الأطفال على اتباع الحميات الغذائية الرائجة لأن تلك الحميات قد تغفل العناصر الغذائية المهمة للأطفال فتسبب لهم الأمراض. ختامًا، طبيب أطفالك بإمكانه تزويدك بالمعلومات اللازمة عن التغذية المناسبة لطفلك ما إذا كان وزنه زائدًا وبالتالي يقيه من خطر الإصابة بسمنة الأطفال، كما أنه أحيانًا يكون من الوارد أن يحول طبيب الأطفال طفلك إلى أخصائي تغذية إذا ما فشل في تغيير عادات تناوله للطعام في إنقاص وزنه، وأعيد فإن وقايتك له خيرٌ من مشوار العلاج الطويل هذا فكوني الأذكى.