خائف من إجراء طبي؟ 5 معلومات مطمئنة من طبيبة

هل قام طبيبك بتعيين موعد لك لإجراء طبي، هل هو تنظير هضمي أو تنظير قصبات أو موعد مرنان أو تصوير طبقي محوري، هل أنت خائف مما ينتظرك ولا تعرف كيف ستبدو الأمور، أقدم لك اليوم 5 معلومات تساعدك في تخطي ذلك…

1- هل فكرت ببساطة أن تتعلم عن الإجراء؟

أنت لا تعرف اليوم حجم المقالات والمواقع التي تهتم بذلك، تخبرك بالتفصيل ماذا سيحدث لك قبل الإجراء، أثناء الإجراء، وبعده، تخبرك ماذا يجب أن تخبر طبيبك، وهل سيكون هناك ألم أم لا، الكثير من المواقع الموجهة خصيصاً لك وتتحدث عنك وتوضح مخاوفك. جرب هذه المواقع الموثوقة طبياً: Mayoclinic, clevelandclinic, National Institutes of Health. للأسف معظمها باللغة الإنكليزية، إلا أن Mayoclinic متوفر باللغة العربية وهو موثوق جداً ومن المواقع القوية للغاية تابع لمشفى أمريكي، لاحظ هذا الرابط عن تعليم المريض المقبل إلى تنظير كولون.

2- أتوقع خوفك لكن أخبرني عنه، شارك مع طبيبك

يمكنك مشاركة مخاوفك مع طبيبك والاستفسار عن طريقة وتفاصيل الإجراء، اسأل للاطمئنان والتعرف عنه، انظر هل هناك خيارات أخرى. لا أخفي أنك قد لا تكون محظوظاً بطبيب يتفهم مخاوفك، فقد لا يعطيك الوقت الكافي لكي تفهم الإجراء وتتطمئن له، كما قد يستغرب من خوفك الذي يبدو مبالغاً بالنسبة له، هذا يحدث لأسباب ذكرتها في مقال منفرد “لماذا يبدو الأطباء بلا رحمة ولا يشعرون بالمريض” أنصحك بشدة بقراءته.

ما أريد قوله لك أن الشخص الكيس هو من يبحث بنفسه عن الطرق التي تريحه لأن هذه مسؤوليته وهو أدرى شخص بنفسه، أم إلقاء اللوم لن يقلل من ألم تجربتك، وعدم تفهم شخص لخوفك يحدث حتى مع الأقرباء والأصدقاء وكثير من الناس.

3- عيب على الرجال؟ ولكن خوفك أمر طبيعي للغاية

الخوف من المجهول والمتعلق بصحتك أمر عادي جداً ووارد جداً، لا تتألم من بعض المحيطين الذين قد ينكرون عليك ذلك، في إحدى المرات كنا نريد القيام بإجراء طبي لشاب صغير فطلبنا من قريبه الرجل الكبير أن يثبته قليلاً لنتمكن من الإجراء، لاحظت على الرجل علامات القلق، قلت له مباشرة أنه يمكنه الخروج إذا كان لا يرغب بالبقاء فلم يتوانى للحظة وترك المكان سريعاً وذهب، لا أستنكر ذلك أو أعيبه، الناس يخافون مما نقوم به أحياناً.

وتمر قصص من مثل هذا، وهي تشيع في الرجال الذين يرون أنهم يجب أن يكونوا أقوياء ولا يخافون، إلا أن أي إنسان ينتابه الخوف من شيء لا يعرفه، ولا مشكلة في ذلك إطلاقاً، نتعامل أحياناً في عملنا مع ذلك ولا أستنكره، الأمور الطبية لا تحمل مخاوفاً الإجراء بحد ذاته فقط بل تحمل مخاوفاً على الصحة نفسها أن يكتشف مرض خطير أو مشكلة كبيرة.

4- بالتأكيد فكرت بالاستعانة بالأقرباء والأصدقاء، أم لم تفعل !

حسناً أيضاً يصعب على الرجال الاستعانة بالقريبين لدعمهم في هذا، ويصعب حتى دعمهم، ولكن عندما لا تنجح محاولاتك الداخلية وتعلمك عن الأمر لا تتردد في مشاركة القريبين المتفهمين، قد يقوم أقرباءك بالدعاء لك فتشعر بالراحة أو طمأنتك أنهم يثقون أن الأمور ستكون بخير، أو قد يروون لك قصصاً يعرفونها عن آخرين قاموا بنفس الإجراء وكان الأمر عادياً.

5- لا أزال أتذكر كلمات فتاة شابة تتحضر لبتر في ساقها

إذا كانت حالتك هي التحضير إلى عمل جراحي فهذا يستدعي مساعدة المحيطين، الدعاء والصلاة أيضاً مما يطمئن النفس ويعينها على ما ابتليت به. لا أزال أتذكر كلمات فتاة شابة شخصت بورم في ساقها بعمر ال19 سنة تقريباً، كان الحل البتر، وكانت تتحضر للعمل الجراحي، فكانت تقول بنفسها بعد سنوات من تلك العملية أنها قامت تصلي ركعتين قبل العملية في ذلك اليوم، تقول أنهما كانتا ركعتين لم تصل مثلهما في حياتها، وهي تشعر بالخوف والألم وترجو رحمة الله وإعانتها على الصبر فيما ابتليت به وتبكي، إنك لتبكي فقط وأنت تسمعها تخبرك عن تلك اللحظة من حياتها، المرض مؤلم والدعم النفسي ليس عيباً ولا دليلاً على الضعف، والله خير رحيماً.

في الختام، يمر كل واحداً فينا مهما كان قوياً من مواقف تخيفه ويخفي خجلاً ويربط على نفسه قدر ما يستطيع، تمر الأمور بسلام، ولكن لا مشكلة إذا كان ذلك متفاقماً داخلك أن تلجأ إلى حلول تخفف عنك ذلك. ومرة أخيرة الخوف ليس عيباً.