4 نصائح إذا كنت خائفاً من زيارة طبيب واكتشاف مرض خطير
الخوف شعور طبيعي في الكائن البشري، من الطبيعي أن تخاف من المرض ولكن تذكر أن اكتشاف المرض هو نصف الطريق إلى العلاج
add تابِعني remove_red_eye 77,848
الخوف شعور طبيعي لدى الإنسان، يهرب الإنسان من أماكن الخوف، ظروف الخوف، أشخاص الخوف، إشارات الخوف، ولكن ماذا لو كلفك الخوف الهرب من الطبيب حينما تكون الفرصة الذهبية لعلاجك وإنقاذك؟! سأقول لك 4 نصائح، ولكن سأقول لك قبلها أن الطبيب يود أن ينقذ المريض بأبكر وقت ممكن، وأن معظم الحالات المهملة والمتطورة لا يوجد في الطب علاجات فعالة لها إلا تسكينية تلطيفية.
4 نصائح تساعدك في الذهاب إلى الطبيب دون الخوف
1- الأمراض الخطيرة ليست كما تبدو
لا أعلم هل كنت بقرب شخص مريض بأمراض تصفها أنت بأنها “خطيرة”، ولكن معظم الأمراض مثل السرطان واحتشاءات القلب والقصورات الكلوية هي في الحقيقة في يومنا هذا ومع تطور العلم تتلقى علاجاً ممتازاً، والعلاج يطيل العمر ويؤمن حياة مقبولة للمرضى.
كما أن الوصول إلى علاجها باكراً يعني نتائج أفضل، أنت غالباً تعرف ذلك ويبقى خوفك يجعل كل هذا أقل من اكتشاف ذلك المرض الخطير، إذا كنت تعرف مرضاً معيناً وشاهدته على شخص ما ووجدته صعباً فهذا لا يعني أنه صعب تلك الصعوبة غير المحتملة التي تظن فأنت لم تسأله وتعرف كيف يشعر.
العلاجات اليوم أفضل من السابق، يعيش مرضى سرطان الثدي سنوات جيدة قد تصل للعشر سنوات، وكذلك مرضى القلب إذا التزموا بالدواء وتغيير عاداتهم يعيشون فترة ممتازة.
2- الإنسان عدو ما يجهل
يقول البعض: “الإنسان عدو ما يجهل” وإن كانت هذه المقولة غير دقيقة ولكن الإنسان يتعامل مع ما يجهله بالمشاعر لا بالعقل، فإما يعظمه أو يقلله بناء على ظنونه، عندما تقرأ عن ذلك الذي تخاف منه وتعرف كيف يبدو ستعرف كيف تراه.
يبدو هذا أفضل على الأقل من عدم زيارة الطبيب، ولكن أخشى أن تقرأ أعراضاً للسرطان في موقع ما وتبدأ تطبيقها على نفسك وتعتقد أنها جميها تنطبق عليك، كيف أقولها لك؟؟ إن المعلومات الطبية على الإنترنت كثيراً ما يساء فهمها ووضعها في سياقها الخاطئ، تهتم المنشورات الطبية عموماً بالحذر الزائد في ذكرها للأعراض وذلك لعدم طمأنة الأشخاص حول أعراضهم لأنه في الطب توجد نسبة ضئيلة في الأمراض لها أعراض غير نموذجية مع أن المرض موجود فيتسببون بتضليل هؤلاء النسبة الضئيلة عن زيارة الطبيب، وهذا حقهم فلا يتحمل أي موقع أو شخص أن يعلمك شيئاً ثم تظنه شيئاً حسب ثقافتك وتؤذي نفسك، بالمناسبة نفس المشكلة مع التأثيرات الجانبية للأدوية التي يقرأها الناس في روشتة الدواء ويظنون أن كل شيء سيحدث لهم.
ولكن تعلمك عن الأمر يبقى أفضل من عدم فعل أي شيء حيال أعراض تشعر بها، أو خوف لا تريد مواجهته، وكنصيحة شاهد صورة أو شرحاً أعمق عن العرض الذي يبخبرونك عنه ووجدته عندك، مثلاً إن قالوا لك التغير في عادات التغوط يشير إلى سرطان كولون، ابحث ماذا تعني هذه الجملة بالتحديد، وهل الإسهال العابر يوماً هو تغير، أو أن التغير يكون طويلاً أم ماذا؟.
3- ثق بالله واطمئن لرحمته
لقد رأيتها كثيراً وسأظل أراها، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، هناك معجزات تحدث في كل مكان، وفي الطب لدينا الكثير من المعجزات حدثت وتحدث، إن الأمر كله بيد الله أقولها بما أبصرت عيناي وأيقنت.
ثق بأن الله لن يكلفك ما لا تطيق، أتذكر إلى الآن رجلاً مسناً وزوجته في المشفى، أقوم باستعلام حالته المرضية فقال لي أنه قام ب7 عمليات جراحية وأنه استأصل المرارة وجزءاً من الأمعاء صار بعدها يخرج فضلاته ليس طبيعياً إنما على كيس في الخاصرة أما الآن فلديه شيء في أذنه يشك الأطباء أنها ورم! لقد كان يتحدث إلي وهو يمرح متحدثاً عن نفسه وكيف استأصلت أعضاء له! وزوجته بدت تلك الزوجة الحنونة المتعاونة، لم أتخيل كمية الصبر التي كانت عند هذا الشخص الذي مر في كل هذا!، ولكنني أثق دائماً أن الله يبتلي الإنسان ويرسل معه جرعة صبر إن هو رضي وسلم أمره له واحتسب.
نعم أرى أولئك المرضى الذي يذكرون الله ويسبحون بطمأنينة عندما نأتي لفحصهم، إن مع العسر يسرا، أي يأتي اليسر مصاحباً للعسر، ولا محنة دون معونة ولطف إن رضي الإنسان وسلم. ثق بالله أنه أدرى بحالك ومخاوفك وعليم بأمرك…
4- لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا
في الطب تحدث أشياء غريبة جداً، شاب صغير صحيح لا يبدو عليه شيء يأتي إلى الإسعاف بآلام صدرية خلال ساعات يتوقف قلبه ويتوفى. ومرضى آخرون يبدون قريبين من الموت لا محالة يعيشون ويكملون الحياة، أتذكر رئيسة قسم الدم لدينا مرة قامت بفحص المرضى تهيئاً لعطلة العيد الطويلة وعرفت أن هناك حالتان حرجتان لديها يجب الانتباه لهما وحالة باردة يبدو مريضها جيد الحال، خلال أسبوع العيد توفي هذا المريض الجيد وبقي الاثنان على قيد الحياة فكانت تقول أن هذا الشخص كان آخر من نتوقع أن يتوفى، لقد كان جيداً.
الأعمار بيد الله لولا أن تصدقني، إنما تلك أسباب، وابتلاءات للصبر يا صديقي. كل شيء بحاجةٍ للصبر، حتى أنت لديك ابتلاءات في هذه الحياة بالتأكيد، ألا ترى أنك تصبر عليها؟ ابتلاءات من الفقر أو قلة الولد أو زوج قاس وغيرها، أنت تصبر وتشعر بالألم، المرض شيء من مثل هذا مزيج من الصبر والألم.
في الختام، الخوف معيق للحياة، ومواجهته تكون صعبة أحياناً، ولكن يمكننا دائماً أن نتعلم كيف نواجهه ونستعين بالطرق لذلك، حتى نعيش بطمأنينة.
add تابِعني remove_red_eye 77,848
مقال يتناول مشاعر الخوف من الذهاب إلى الطبيب وكيف نتغلب عليها
link https://ziid.net/?p=33396