ابنك يشعر بالغضب: إليك 7 طرق لتعليمه كيف يُدير ذلك الشعور
إن تعليم الطفل طرق إدراة غضبه يساعده على تحسين سلوكه مع نفسه ومع الآخرين. لكن أولًا على الوالدين تعلم التحكم في غضبهما
add تابِعني remove_red_eye 16,671
من المهم أن يتعلم الطفل كيف يعتمد على نفسه في إدارة مشاعره بصفة عامة، وخصوصًا في حالات الغضب، وكيف يمكنه التحكم فيها وتهدئة نفسه قبل أن يتحول غضبه إلى سلوكيات مؤذية لنفسه وللآخرين من حوله. ولكن في البداية لكي تُعلم طفلك كيف يدير مشاعره عليك أولًا بإدارة ومعرفة وفهم مشاعرك، فالأطفال يفعلون ما يرونه وليس ما يسمعونه منك، فسلوكك هو خير معلم لهم.
فعند كبتك لشعور الغضب أو رفضه، فإن ذلك يصل للطفل على أنه من الخطأ الشعور بالغضب، فيجد نفسه يتعامل مع مشاعره بطرق غير مناسبة ومضرة مما يؤدي إلى الكبت أو الانفجار كنوبات الغضب والعصبية. فلا يكون لديه القدرة على فهم نفسه والآخرين، فالغضب شعورٌ طبيعي وصحي وليس شيء سلبي كما كان يعتقد البعض، فالسلبية لا تكمن في ذلك الشعور إنما تكمن في طريقة التفكير وافتقار القدرة على التصرف (فكل شعور مقبول ولكن ليس كل تصرف مقبول)
فمن المهم إعطاء رسالة للطفل بأن الشعور بالغضب مقبول، و أن الغضب هو مثل أي عاطفة أخرى، فهناك أوقات يشعر فيها كل فرد بالغضب، وبذلك هذا يساعد الأطفال على التعلم و التحدث عن المشاعر الغاضبة. ويجب تحمل مسؤولية سلوكك عندما تفقد أعصابك أمام أطفالك، فإذا تعاملت مع غضبك بصورة خاطئة كالصراخ على الطفل أو حرمانه مما يحب كتنفيسُ عن غضبك، يجب عليك الاعتذار ومناقشة ما يجب عليك القيام به بدلًا من ذلك، كأن تعتذر وتقول له على الذهاب لنزهة للتخلص من هذا الغضب.
فالأطفال بحاجة إلى تعلم أن لمجرد شعورهم بالغضب هذا لا يعطيهم الحق في إيذاء أحد، فيجب أن يعرفون أنهم لا يستطيعون رمي الأشياء، وكسرها أو الانتقاد لفظيًّا وجسديًّا. ويجب التنويه أن عليك توضيح لطفلك ماذا يحدث للجسم وقت الغضب: فتخبره أن وقت الغضب يقل الأكسجين في المخ وينتقل للعضلات، فيصبح الجزء المسؤول عن التفكير متوقف، والجزء المسؤول عن الفعل اللاإردي مثل المشاجرة أو الضرب والعصبية يعمل وحده.
وهناك طرق لتعليم الطفل كيف يدير ذلك الشعور لكي يتم تفادي ذلك:
في البداية يجب التنويه أن وقت غضب الطفل لن يكون قادرًا على استقبال أي توجيه، فعندما يهدأ ويكون في فترة الأمان يجب تعليمه ومعرفته كيف يتعامل مع غضبه.
1. الإقرار بالمشاعر
نقر مشاعره بمعنى تسمية ذلك الشعور والاعتراف به واحترامه مثل: (أعلم أنك غضبان من أختك لأنها أخذت أدواتك من غير أن تستأذن، وتصرفها ذلك خاطئٌ بالفعل ولكن تصرفك بضربها ليس سليمًا) فالمشاعر من حقك بالفعل ولكن التصرفات الخاطئة ستتحمل عواقبها. وحيث إن إقرار المشاعر يعمل على تقليل حدة الشعور، فيقول د. سيجل: إن تسمية الشعور هو الخطوة الأولى لتخفيف حدته.
فإن إدراك المشاعر وربطها بالسلوك، يساعد الأطفال على فهم مشاعرهم في الوقت المناسب، ومن ثم سيقوم بتحديدها بعد ذلك دون مساعدة أحد، لأن مطالبة طفلك بـ “أخبرني ما تشعر به” عندما لا يعرف ما هي المشاعر؛ أمر غير واقعي ما لم يتم تعليمه، وبمجرد أن يتعلم الأطفال التعرف على مشاعرهم، يمكنك البدء في إجراء محادثة لمساعدتهم على تولي زمام الأمور.
2. التنفس
تدريبه على التنفس بعمق من أنفه أو إخراجه من فمه، فعن تجربة عملية التنفس الجيد وقت الغضب تعمل على تهدئة الشخص وكأنه عقار مُهدئ بالفعل.
3. العد
العد من (1) إلى (10) أو بطريقة عكسية، فذلك يساعده على إدارة غضبه وتريثه، حتى يكون قادرًا على التحكم في سلوكه بطريقة سوية.
4. نوجد له بديل للغضب
كضرب المخدة أو إذا وجد بوكسينج في المنزل، لكي يظل يضرب بهم حتى يشعر بارتياح، وأن طاقته تلك خرجت بسلام. وبذلك يكون قد أخرج طاقته من دون أن يؤذي الآخرين.
5. الكتابة أو الكلام
إذا كان طفلك أكبر سنًّا ويكون قادرًا على الكتابة، فيقوم بكتابة كل ما يغضبه ثم يقوم بتقطيعها وإلقائها في القمامة. أو إذا كان يفضل الكلام فيقوم بالتحدث مع من يحب وإخباره بما يغضبه.
6. صنع ركن خاص به للهدوء
فيذهب إليه عندما يغضب، ففي ذلك المكان يختار طفلك وضع به الأشياء التي يفضلها وتساعده على تهدئة غضبه واسترخائه مثل تلوين رسم موسيقى دباديبه ولعبه التي يحبها، ثم يعطي لذلك المكان اسمًا يفضله مثلًا جزيرة الأحلام أو السعادة أو ركن السلام والاستجمام والهدوء. وبعد هدوئه يتم مناقشة ما حدث معه حيث إن إنكار المشاعر يعمل على كبت المشاعر ومع الوقت تظهر في إساءة سلوك.
ثم يجب وضع الحدود معه، غير مقبول أنك تتعامل بالضرب، غير مقبول أنك تتعامل بمد اليد، وقل له ما المقبول وغير المقبول، فتساعده على تنمية مهارات ضبط الذات وقت الغضب بشكل جيد.
7. إدارة الغضب عن طريق الفن
- الصلصال
يقوم بصنع تمثال من الصلصال ليجسد ما يغضبه أو من يغضبه ثم يقوم بهدم ما فعله في النهاية. (كأنه يفرغ الشحنة التي بداخله)
- البالونه
يقوم بكتابة كل ما يغضبه ع ورق صغير ويضعه داخل البالونة وينفخها ثم يقوم بفرقعتها ثم يأخذ كل ذلك ويضعه في القمامة.
- ورق وألوان
يمسك الورقة ويكورها بيده ثم يقوم بفردها ويعبر بداخلها عن ما يغضبه سواء بشغبطة أو رسم شيء ويلونه بالألوان التي تعبر عن غضبه إذا أراد.
ثم تقوم بسؤاله: هل للوحتك عنوان؟ ما الذي تريد التعبير عنه؟
أما الجزء الخاص بالألوان: يقوم بلمس الألوان بيديه ويمزجهم ببعض، فذلك يعمل على تهدئته. حيث إن إشراك حواسه يؤدي إلى تهدئة عقله وجسده الغاضب.
وفي النهاية دعه يأخذ وقته في التعامل مع الغضب حيث أن ذلك مهارة مثل غيرها من المهارات، يحتاج الطفل للتدرب عليها كي يتقنها، فاترك لطفلك الوقت ودعه يأخذ فرصته للخطأ والتعلم من خطئه، فهي مهارة مهمة بعضنا يحتاج عمرًا كاملًا للتدرب عليها.
فأهم شيء الصبر لأنها عملية بناء، حيث إن الألياف المهدئة يزيد نموها في المخ بالتدريج والتدريب وبذلك يكتسب القدرة على تهدئة نفسه ذاتيًّا.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 16,671
مقال هام حول إدارة الغضب لدى الطفل وكيف يمكننا تعليمه التعامل مع غضبه بطريقة صحيحة
link https://ziid.net/?p=65430