لماذا تفضل المرأة الاستمرار في زواج سيئ على طلب الطلاق؟
الزواج علاقة من المفترض أن تكون قائمة على المحبة والتعاون المشترك من أجل إسعاد الطرف الثاني، وليس علاقة قائمة على الإهانات والمذلة
add تابِعني remove_red_eye 462,597
الطلاق.. ليس كلمة أو حالة سهلة أنا أعلم ذلك، ولكنني أعلم أيضًا أن الله أباحه لمن يريد أن يحصل عليه، وغالبًا ما يحدث الطلاق حين تستحيل العشرة والحياة بين الزوج والزوجة، فيقرر كلاهما أنه حان الوقت لإنهاء علاقة الزواج والابتعاد. ولكن في مجتمعاتنا العربية نعاني من الكثير من المفاهيم المغلوطة حول الطلاق ولقب “مطلقة”.
دعونا نتحدث بصراحة وبالتحديد عن المرأة والتي تفضل في 90% من الحالات أن تستمر في علاقة زوجية فاشلة على أن تطلب الطلاق، فتتحمل الأذى والضرر وتسكت عن حقوقها المهدرة، أمر أعتبره أنا شخصيًّا شديد الإهانة ولكن بعد التحدث مع كثير من السيدات اللاتي يعانين في الزواج خلصت إلى رؤية واضحة وإجابة لم تكن شافية أبدًا عن السؤال: “لماذا تستمرين في زواج فاشل ولا تطالبين بالطلاق؟” وسوف أشارك معكم ما توصلت إليه، وأتمنى من كل قلبي أن تنتهي الأسباب التي يمكن أن تجبر أيّ شخص على عيش حياة صعبة سيئة لا يريدها.
أولًا: استعذاب العذاب
نعم هناك نسبة كبيرة من النساء لديهن ميول مازوخية، وهذه الميول تجعلها تعشق الألم وتستلذ بالإهانة والمذلة، ولا تصل إلى الإشباع النفسي إلا بالذل والاحتقار والمعاملة القذرة، لديها ثقة أنها لن تنجح أبدًا في أي علاقة تشعر فيها بالاحترام والتقدير.
تقول “م.م.”: إن كل النساء يتعرضن للضرب والإهانة والتعنيف، وأن تربية المرأة تظهر حين تتحمل تقلبات زوجها المزاجية وعصبيته وحتى إن كانت طريقة المعاملة سيئة يجب أن تتحمل وتصبر لأنه بالتأكيد لديه أسبابه.
ثانيًا: التربية
نتربى في مجتمعاتنا العربية بطريقة سيئة، نتعود منذ الصغر أن الرجل هو اليد العليا في العلاقة، وأن على الزوجة أن تحترم وتطيع حتى لو كان الأمر عكس رغباتها، ونسمع باستمرار “استمري من أجل أطفالك” فتترسخ لدينا أفكار شديدة السوء حول علاقة الرجل والمرأة والزواج وطريقة المحافظة على استمرار هذه العلاقة.
تقول “س.ع.”: إن المرأة حين تخرج من بيت أبيها إلى بيت زوجها يجب أن تحافظ على ما هي فيه، ويجب أن تحاول وتتحمل لكي تربي أطفالها، وإن وجود أب للأطفال حتى وإن كان سيئًا أفضل من عدم وجود أبٍ على الإطلاق.
ثالثًا: نظرة المجتمع
من أكثر الأمور المؤذية التي تتعرض لها المرأة المطلقة والتي يعلمها الجميع هي نظرة المجتمع، المجتمع الذي ينظر للمطلقة على أنها السبب في ضياع المنزل، وعلى أن أخلاقها سيئة وأنها في رحلة بحث دائم لاصطياد أي رجل، وهو ما يدفع الرجال للنظر لها بشهوانية ويدفع النساء لتجنبها بل وللتعامل معها بعنف أحيانًا.
تقول “أ. ك.”: بمجرد أن علمت صديقتي أنني أفكر في الطلاق قررت أن تبتعد عني، توقفت عن الحديث معي أو مهاتفتي وتوقفت عن زيارتي ودعوتي لزيارتها، لم أكن أن أتخيل أن طلاقي قد يكون السبب لكنني تأكدت حين فعلت مثلها قريباتي جميعهن.
رابعًا: الثقافة العامة
لدينا في مجتمعاتنا العربية، الرجل هو كائن مقدس، أو كما يقول المثل المصري: “الراجل ميعيبوش إلا جيبه” أيْ: إن أهم شيء أن يتوافر لدى الرجل المال، وبالتالي لا يهم أيّ شيء آخر، لذا حين يحصل الرجل على الطلاق يتحول إلى ضحية حتى وإن كان في الأساس جلّادًا لا يعرف الرحمة، وتتحول السيدة إلى مطمع للجميع، بل وهناك من يرفض أن يتزوج من المطلقة حتى وإن كان هو نفسه مطلق من قبل، وحتى حين تتزوج فإن أغلب الناس يعتقدون أن لا حقوق لها في الزيجة الثانية، بل يذكرونها كل فترة أن تحمد الله أنها وجدت من يتزوجها وهي مطلقة.
تقول “ش. ي.”: أخبرتني صديقتي المطلقة أنه حين تقدّم لها شخص ما بعد طلاقها رفض دفع المهر أو شراء الشبكة، وطالبها بالزواج في منزلها الذي تعيش فيه مع الأولاد على أثاث زواجها الأول، واشترط ألا ينفق على الأطفال، على الرغم من أنه سيعيش معها هو وابنته من زواجه الأول، وحين اعترضت والدتها قال لها نصًّا: “ابنتك مطلقة، ويجب أن ترضى بما يلقى أمامها دون اعتراض وأن تحمد الله أنني وافقت عليها”.
خامسًا: النفقات
من أهم وأكثر الأسباب التي ترفض المرأة أن تطلب الطلاق بسببها، فالمرأة العاملة في مجتمعاتنا العربية وعلى الرغم من كل التطور ما زالت نسبة قليلة، وبالتالي أغلب النساء يعتمدن على الأب ومن ثم الزوج للنفقات، وهو ما يجعلها تفكر ألف مرة قبل أن تطلب الطلاق، فتوفير نفقات المسكن والأطفال واحتياجات المنزل من طعام وشراب لن يكون أبدًا معادلة سهلة عليها لكي تحلها، خاصة أن أغلب القوانين التي تتعلق بالأسرة يصعب تطبيقها، وغالبًا ما يتهرب الرجل من مسؤوليات أطفاله بعد الزواج، معتبرًا أنه طلقهم يوم طلق زوجته.
تقول “ب.م.”: يتعلم أطفالي الثلاثة في مدرسة بمصروفات عالية، يذهبون إلى النادي مرتين أسبوعيًّا، ولديهم الكثير من المتطلبات، فقد تعودوا على نمط حياة معين، وحين ألمحت لوالدي أنني أريد الطلاق أخبرني أنه لن ينفق على أطفالي؛ لذا وُضِعت بين خيارين أصعب من بعض، أن أبقى مع زوج خائن هدم أنوثتي لكنه ينفق على أطفاله، أو أن أحصل على الطلاق ولكن أترك أطفالي لوالدهم ينفق عليهم. فضلت أن أبقى وأتحمل فلا خيار ثالثًا لديّ.
الزواج علاقة من المفترض أن تكون قائمة على المحبة والتعاون المشترك من أجل إسعاد الطرف الثاني، وليس علاقة قائمة على الإهانات والمذلة والمشاعر السلبية، الطلاق حلال هذا هو حكم الله، ولكننا نعيش في غابة يأكل فيها القوي الضعيف، والحلقة الأضعف في مجتمعنا دائمًا هي المرأة. تحياتي لكل مقاتلة تسعى لتحيا بشكل أفضل وبسعادة أكبر.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 462,597
مقال يجيبك عن السؤال.. لماذا تستمر المرأة في علاقة زواج فاشلة على أن تطلب الطلاق؟
link https://ziid.net/?p=81085