لماذا يجب علينا تعليم أطفالنا المسؤولية؟
أتجاهل بعض الطلبات البسيطة التي يمكن أن يقوم بها لئلا يصبح رجلا اتكاليا أو أنانيا أو كسولا يضغط على كل من حوله ويعجز عن خدمة نفسه
أتجاهل بعض الطلبات البسيطة التي يمكن أن يقوم بها لئلا يصبح رجلا اتكاليا أو أنانيا أو كسولا يضغط على كل من حوله ويعجز عن خدمة نفسه
add تابِعني remove_red_eye 471,503
تعودت منذ كان عمر طفلي عامين أن أطلب منه الاعتماد على نفسه في بعض المهام البسيطة التي تناسب سنه، كأن يجمع ألعابه، أو أن يرتدي قطعًا بسيطة من ملابسه، وكلما كبر أكثر كلما زادت المهام أكثر، الآن وهو في عامه السابع، تعلًّم أن ينتقي ملابسه، أن يحضر نفسه للاستحمام، أن يستحم وحده، أن يحضر معنا طاولة الطعام، وأن يحمل طبقه إلى المطبخ من جديد بعد الانتهاء منه، يمكنه أيضًا أن يرتدي ملابسه وحده كل يوم للنزول إلى مدرسته دون مساعدة مني.
كنت أعتقد أن هذه الأمور طبيعية وبديهية، خاصة أني أم عاملة ولا وقت لدي للقيام بكل شيء، كما أنني أعتقد أن تعليمه القيام بهذه الأمور سيجعله شخصًا قادرًا على تحمل مسؤولية نفسه، قادرًا على خدمة نفسه، غير اعتمادي أو متواكل، لديه استقلال كافٍ ولا يحتاج إلى من يسانده في كل خطوة، ولكنني فوجئت أن كل ما أفعله في نظر والدتي وبعض أقاربنا -خاصة من كبار السن- هو محض افتراء مني، اتهام صريح بأنني أسلب طفلي طفولته، وأحمله أكبر من طاقته.
أنا أعلم أن الأمر ليس حقيقيًّا، وأن السنوات الأولى في عمر الطفل هي الأهم من أجل تعليمه مهارات الحياة والتعايش، أدرك تمامًا أن كل ما يقولونه هو مجرد خوف زائد، ورغبة في التدليل المبالغ به، لذا أردت أن أتحدث عن تجربتي لأشجع كثيرين غيري على خوضها، وتعليم أطفالهم المشاركة والمسؤولية، لأن الأمر أكبر بكثير من خدمة نفسه في الوقت الحالي، إنما هو ركائز أساسية نضعها في شخصية الطفل، ولن تتغير أبدًا.
من أسوأ الصفات التي قد تتواجد في أي شخص، رجلًا كان أو امرأة هو الاتكالية والاعتماد الكلي على الآخرين، وإن لم يكن هناك من يقضي حاجة هذا الشخص الاتكالي تجمد في مكانه، لا يعلم ماذا يفعل أو أين يذهب، وبالطبع حين يكبر يصبح الموضوع أسوأ، لأنه كلما كبر بالطبع زادت مسؤولياته وتحدياته وأصبح مطالبًا بأن يعتمد على نفسه بعيدًا عن تدخلات الآخرين.
حين تقوم بكل شيء بالنيابة عن طفلك، فأنت توصل له رسالة خطرة، مفادها أن يلتصق بك، لأنك الشخص الوحيد القادر على تلبية حاجاته، وبالتالي لن يتمكن الطفل أبدًا من التطور، أو التحسن، أو اكتساب أي مهارة شخصية بسبب التصاقه بك، بل وقد يتحول إلى شخص جبان، خائف دائمًا من البعد عنك والاحتكاك الحقيقي بالآخرين.
فعندما تقوم بكل كبيرة وصغيرة من طفلك يتعلم أنه هو الأولوية الأولى لديك، لذا تتحول طوال الوقت إلى شخص رهن إشارته، أيًّا كانت حالتك، أو ما تفعله أو ما تقوم به، لا بد أن تقوم باحتياجاته هو أولًا، وهو ما سيفقده تمامًا أي شعور بتقديرك أو تقدير ما تقدمه، أو حتى ما تمر به، في حال تعرضت لشئ منعك من تقديم وبذل الجهد المعتاد من أجله.
أعلم ورأيت بعيني تجارب الكثير من الأشخاص الذين دللوا أطفالهم بشدة، فكل شيء مجاب، الطفل لا يتحمل أي مسؤولية، لا يتحرك من أجل مساعدة الأم أو الأب في أي شيء، الأم تحضر الطعام، وتحمل الأطباق مجددًا، تصب الماء، وتعد المشروبات، ترتب الغرفة، وخزانة الملابس، والمكتب، وحتى الأحذية تنظفها بنفسها، تخيلت أنها بهذا تساعده / تساعدها وتوفر له/ لها سبل الراحة، ولكن في الحقيقة لقد خلقت هذه الأم شخصيات أنانية عاجزة عن القيام بأي شيء، صدقني أعلم البعض ممن يفضلون البقاء في حالة الجوع أو العطش لأن الأم نائمة بدلًا من التحرك وإحضار كأس من الماء، أو إعداد شطيرة جبن.
لقد عاصرت الكثير من التجارب، ورأيت نتاج هذه التجارب على الأبناء، وكيف تحول الطفل المدلل، إلى شخصية أنانية، أو اتكالية، أو شخصية جبانة، أو حتى شخصية كسولة، وهو بالطبع ما لا أريده في طفلي، ولن أسمح به أبدًا، لذا عذرًا لكل من يراني أُمًّا متحكمة، متجبرة، أفضل أن أبدو مظهر الأم القاسية على أن أصنع رجلًا لا يمكنه مساعدة نفسه، أو رفع طبق طعامه من الطاولة، أفضل أن أتجاهل بعض الطلبات البسيطة التي يمكن أن يقوم هو بها كي لا يصبح رجلًا اتكاليًّا أو أنانيًّا أو كسولًا يضغط على كل من حوله ويعجز عن خدمة نفسه.
add تابِعني remove_red_eye 471,503
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
أمور مهمة تتجنبيها بمجرد أن يتعلم طفلك الاعتماد على نفسه
link https://ziid.net/?p=95591