لماذا نؤذي ونجرح الأشخاص الذين نحبهم؟ [من وجهة نظر علم النفس]
في كثير من الأحيان، يؤذي الشخص الآخرين عن غير قصد، ولكن أحيانًا، قد يتعمد ذلك.
في كثير من الأحيان، يؤذي الشخص الآخرين عن غير قصد، ولكن أحيانًا، قد يتعمد ذلك.
add تابِعني remove_red_eye 132,051
لا تستغرب إن قلت لك: من المستحيل أن نعيش حياتنا دون أن نجرح أولئك الذين نحبهم. خاصةً حين نضطر إلى القيام بذلك من أجل مصلحتهم، على سبيل المثال: عندما نحتاج إلى أن نكون حازمين مع طفل نرى أنه يقوم بسلوكيات مدمرة، وقد نتسبب في الأذى لشخص آخر عندما نحتاج إلى فعل ما هو مناسب لنا، مثل ترك علاقة.
يشعر معظمنا بالسوء حيال إلحاق الأذى وقد نبقى عالقين في علاقات طويلة جدًّا -أو مترددين حيالها- خوفًا من إيذاء أحبائنا. لكن بعض الأشخاص يمضون حياتهم وهم يتسببون في قدر كبير من الأذى للآخرين، بما في ذلك أزواجهم/زوجاتهم وحتى أطفالهم. قد يندرجون تحت تسمية أنواع الشخصية النرجسية أو الحديّة. وهنا يبرز السؤال الأهم.
بعض الناس لديهم تعاطف منخفض مع الآخرين. يجدون صعوبة في “وضع أنفسهم مكان شخص آخر” ولا يمكنهم رؤية وجهات نظر الآخرين. إنهم في الواقع غير مدركين للأذى الذي يتسببون فيه لأشخاص آخرين ولا يعرفون أنه من غير المنطقي الاتصال للاطمئنان على قريبهم المريض، أو أن تكون بارد العواطف عندما يتعلق الأمر باللقاء يسبب أذى عميقًا (كلقاء مع طليقك/طليقتك). الأشياء التي قد تؤذيك قد لا تؤذيهم ولديهم مشكلة صعبة في خلق مشاعر متوافقة مع الأحداث المؤلمة.
قد يكون الأمر محبطًا بشكل لا يصدق عندما تكون الطرف (المتضرر)، لحُسن الحظ، إذا كان الأمر يتعلق فعلًا بنقص التفهم لا الخبث -وكان شريكك على استعداد للتغيير- فيمكنك العمل على إيجاد طرق لتحسين التواصل ووضع قواعد أساسية للسلوك المقبول ولغير المقبول من جانبهم.
عندما لا يحب الناس أنفسهم، وبغض النظر عن مدى جودة (القناع) الذي يضعونه، فمن المحتمل أن يوجّهوا تلك الكراهية الذاتية نحو الآخرين، خاصةً إذا كانت هذه الكراهية الذاتية ناتجةً عن سلوك مسيء عانوه في الماضي، حينها سينخرطون في سلوكيات مؤذية تجاه الأشخاص الذين يحبونهم، لتكرار تجاربهم الحيّة، بمعنى: قد يكونون مدفوعين بالرغبة في إيذائك بنفس الطريقة التي تعرضوا بها، لإحباطك والتسبب بالألم بنفس الطرق التي عانوا منها.
إذا كنت مع شخص مدفوع للتسبب في الأذى بسبب كره الذات -وتريد الإبقاء على علاقتك معه- فعليك توجيهه نحو الحصول على المساعدة لحل مشكلاته الخاصة. إذا لم يحصل على هذه المساعدة، فسيواصل تكرار نفس التصرفات.
عندما يحدد الأشخاص قيمة منخفضة لأنفسهم -وهو ما يعنيه تدني احترام الذات- فقد يكونون غير مدركين لمدى الضرر الذي تسببه أفعالهم للآخرين. لنفترض أن دورك قد حان لاستضافة والدتك على الإفطار في رمضان ومن المهم لك ولعائلتك أن تفعل ذلك. ومع ذلك، فإن والدتك لا تقدر نفسها ولا تعرف مدى أهمية ذلك، لذا فهي تجهّز نفسها لزيارة أختك للمرة الثالثة على التوالي.
يعني تدني احترام والدتك لذاتها أن لديها منظورًا مختلفًا تمامًا عنك حول مدى أهمية قبول دعوتك مما سيسبب لك أذى عميقًا.
إذا كنت تشك في أن الشخص المقرب لك لا يعطي قيمة كبيرة لنفسه، فيمكنك على الأقل أن توضح له مدى أهميته بالنسبة لك (من المهم ألا تفترض أنهم يعرفون ذلك بالفعل).
في كثير من الأحيان يؤذي الشخص الآخرين عن غير قصد، ولكن أحيانًا، قد يتعمد ذلك. إذا وضعك شريكك في موقف محبط أمام الآخرين، فقد يجعله ذلك يشعر بأنه متفوق. إذا كان ينتقدك أو يقلل من إنجازاتك، فربما لأن ذلك يُشعره أنه يتمتع بقوة في العلاقة. قد يرغب في أن يكون في وضع ضعيف حتى يتمكن من السيطرة على العلاقة ويخلق اختلالًا في توازن القوى يكون في صالحه. انتبه! يمكن أن يكون إيذاء الآخرين جزءًا من إستراتيجية لإضعافك.
إذا أدركت أن شريكك ينخرط في هذه الأنواع من السلوكيات، فمن المهم مناقشة هذه المشكلة مع شريكك طالبًا منه اللجوء إلى الاستشارة النفسية. وينطبق ذات الأمر عليك، وربما تُضطر للتفكير في قطع العلاقة والانفصال.
يستمتع البعض بعملية إيذاء الآخرين. مرة أخرى، ينبع هذا عادةً من طفولة مضطربة للغاية وربما مسيئة. قد يتصرفون بأشياء حدثت في حياتهم -هذه المرة بصفتهم المسيؤون لا المُساء إليهم- وقد يجدون إثارة في إيذائك. ربما يكون (جرحك) طريقتهم في تشتيت انتباههم عن ألمهم الخاص، وطريقة “لإعادة التوازن” للأشياء التي حدثت لهم أو طريقة للشعور بشيء عميق بطريقة منطقية بالنسبة لهم، بالنظر إلى تجاربهم السابقة.
وعلى غرار النقطة السابقة تمامًا، إذا كنت متزوجًا/متزوجة بشخصٍ كهذا، فإن شريكك يحتاج إلى المساعدة وربما تحتاج إلى التفكير في الانفصال.
ربما يبدو ذلك قاسيًا، إنما الواقع يقول أننا لا نختار الأشخاص عن طريق الصدفة، وإنما- لا شعوريًا- نختار الأشخاص الذين يتناسبون مع فهمنا اللاواعي لعالمهم، وإذا كان شريكك هو شخص يلحق الأذى بأشخاص آخرين لجميع الأسباب المذكورة أعلاه، فقد يكون قد اختارك لأنه يراك كشخص يستجيب بشكل مناسب لسلوكهم. مثلما قد يجذب شريكك مرارًا وتكرارًا أشخاصًا يمكن أن يؤذيهم، فقد تنجذب إلى العلاقات التي تتأذى فيها. إذا نشأت مع والد كان يسيء إليك، سواء عاطفيًّا أو جسديًا، فقد تنجذب إلى شريك يتصرف بنفس الطريقة.
يمكن لشخص ما أن يؤذيك فقط إذا كنت مستعدًّا للعب دورك كضحية. إذا كان لديك تاريخ في العلاقات المؤذية -حيث تبقى برفقة شخص يؤذيك عمدًا- فيجب عليك طلب المساعدة.
لا أحد يستحق أن يكون في علاقة مع شخص يؤذيه، إذا كانت أفعالهم تأتي من موضع تدني إحساسهم بالآخرين أو تدني احترام لذواتهم، فقد تتمكن من العمل معهم على حل مشاكلهم، طالما أنهم يقبلون المسؤولية عن أفعالهم ومستعدون للتغيير.
قد يكون إيجاد الحلول مع شخص يستمتع بإلحاق الألم بك كوسيلة للسيطرة أمرًا أكثر صعوبة ويجب عليك التأكد من حصولك على المساعدة والدعم اللذين تحتاجهما في اتخاذ القرارات بشأن البقاء في هذا النوع من العلاقات.
لا تنس الاطلاع على مقالاتنا حول العلاقات:
add تابِعني remove_red_eye 132,051
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
اكتشف الدوافع النفسية لجرح الشخص مشاعر الآخرين، وكيفية التصرّف إن كنت الطرف المتضرر.
link https://ziid.net/?p=70667