لماذا ينفصل العديد من الأزواج بعد ثماني سنوات من الزواج؟
لا تكُن رقمًا في إحصائية، واعرف كيف تحافظ على حياة زوجية ناجحة، وتعلم أن الحياة مراحل والحل دائمًا بداخلك وليس في الهروب والتخلي
add تابِعني remove_red_eye 835
لا مفر من مرور جميع الأزواج من بعض المشكلات والصراعات في الحياة الزوجية؛ إذ يختلف كلٌّ منَّا عن الآخر، وقد لا يكون من اليسير تقبُّل الاختلافات هذه بين عشيَّةٍ وضُحاها، ولكن من المنطقي أن تمرَّ هذه الخلافات الزوجية بمرور الوقت، وأن يكتسب الشريكان القدرة على إنجاح الزواج. ومع ذلك، وفقًا لمكتب الإحصاء الأمريكي، يبلغ متوسط مدة الزيجات الأولى للأزواج المطلقين من 7 إلى 8 سنوات. ويشير علماءُ النفس إلى أنَّ السبب الرئيسي وراء هذا، هو أنَّ المرء منَّا يتغيَّر كل سبع سنوات، تتطوَّر أفكاره، وتختلف احتياجاته وأهدافه في الحياة.
ولكن هناك أربع مراحل يمرُّ بها المرء خلال علاقته بشريك حياته، إذا استطعنا فهمها وتحليلها جيدًا؛ سيصبح في إمكاننا الحصول على حياة زوجية أكثر سعادًة واستقرارًا ألا وهي:
1. مرحلة البداية
عندما يقع العديد من الناس في الحبِّ للمرَّة الأولى، يكون هذا الشعور استجابة لدوافع داخلية معيَّنة تختلف من شخصٍ لآخر. على سبيل المثال: تجتاح البعض رغبةٌ عارمة في الخروج من عباءةِ الوالدين والشعور بالاستقلالية الذاتية من خلال الزواج، بينما يرغب آخرون في بناء أسرة وإنجاب أطفال يمنحونهم الرعاية، كما يفتقر بعض الأشخاص إلى الشعور بالاهتمام الذاتي أو الخارجي، فيبحثون لا إراديًّا عن شخصٍ ما يمنحهم هذه المشاعر التي يفتقدونها. تتعدَّد الدوافع، والنتيجة هي الشعور بالإعجاب أو الحب تجاه شخصٍ آخر كاستجابة لهذه الدوافع، ممَّا يعني أنَّك تبرم صفقة مع شريكك دون وعي، فيعِد كل منكما الآخر بالسعادة العارمة كعوضٍ عمَّا تفتقدانه.
2. مرحلة بدء الحياة الجديدة
في العامين الأولين من الحياة الزوجية، يحاول الزوجان وضع روتين وقواعد لحياتهم بُغية الشعور بالتفاهم والاستقرار وعدم إهدار طاقتهما في أمور لا تستحق، مثل مواعيد تناول الطعام، والزيارات العائلية، وتقسيم المهام المنزلية، وما إلى ذلك. على الرغم من ذلك، بعض الأزواج لا يجتازون هذه المرحلة أبدًا، ويستمرون في الخلافات والمجادلات حول نمط الحياة إلى أن تفشل حياتهم الزوجية وينفصلوا، ولكن يتخطى معظمنا هذه المرحلة بنجاح.
3. مرحلة الأزمات
بعد عدَّة سنوات، ينتاب أحدَ الزوجين أو كليهما شعورٌ بعدم الارتياح؛ إذ يحسَّان بأنَّ تلك الحياة التي أسَّساها سويًّا، والروتين الذي اتَّبعاه، والقواعد التي وضعاها، لم تعُد مناسبة لهما. وبالتالي، تعتريهما مشاعر الركود التي يعيشها العديد من الأزواج في وقتٍ ما خلال حياتهم الزوجية.
ويطرح هذا سؤالاً: لماذا؟
يكمن سبب هذا التحوُّل في إشباع الحاجات التي كان يفتقر الأزواج إليها في مرحلة البداية؛ فقد تركت منزل العائلة، وحقَّقت الاستقرار المنشود، وربما حظيت بأطفال تمنحهم الرعاية والاهتمام، وتغيَّرت الاحتياجات الآن.
في هذه المرحلة، غالبًا ما يشعر أحد الزوجين بالرغبة في الهروب، ولكنَّه عالق الآن في حياة وأسرة تحت مسؤوليته؛ فتصبح فجأة جميع الاختيارات التي قام بها بذاته ما هي إلا حياة روتينية صلبة ومتحكِّمة لم تعُد قابلة للتحمُّل.
4. مرحلة الانفصال أو الإلهاءات
بعد مرور بضع سنوات، تشتعل الخلافات الزوجية والجدالات المستمرة؛ فيقرِّر أحدهما الانسحاب من اللعبة، وربما كلاهما. ومن المرجَّح أن يتزوَّج كلٌّ منهما مرَّة أخرى بناءً على احتياجاتهما الجديدة لبدء حياة ثانية مرَّة أخرى.
أو بدلًا من التركيز على المشكلات الزوجية ومحاولة تفاديها أو حلها، يتجاهلونها تمامًا ويصبُّون كل تركيزهم على الأولاد فيما يتعلَّق بالدراسة والتمرينات الرياضية وغيرهما؛ فيتحولُّون من أزواج وزوجات إلى آباء وأمهات فحسب.
كما يميل آخرون إلى تشتيت أنفسهم بالعمل؛ فيسعون إلى الحصول على الترقيات وجمع الأموال وبناء حياة مهنية ناجحة. في الواقع، قد تساعدهم هذه الإلهاءات عن تخطِّي مرحلة الانفصال واستكمال حياتهم الزوجية، إلى أن تأتي الترقية ويكبر الأطفال وتتقلص مرحلة الأبوَّة والأمومة، وربما يمرُّون بأزمة منتصف العُمر وتُعاد الكرَّة مرَّةً أخرى في هذا الحصار اللامتناهي.
كيف يمكنك حل هذه المشكلات واستعادة السلام في الحياة الزوجية؟
يبدو الوصول إلى المرحلة الرابعة أمرًا محبطًا، ولكنَّه ليس حتميًّا. لا داعي إلى تحطيم حياتك والبدء من جديد أو الاستمرارية في وضعٍ مؤلم. بدلًا من ذلك، يمكنك الانتباه إلى التوتُّر أو الرتابة التي تشعر بها، واتِّخاذ مشاعرك هذه كمعلومات ووسيلة تساعدك على تحسين الوضع الحالي. يجب أن تفهم نفسك أولاً وتحدِّد احتياجاتك بالأولوية، وأن تتَّخذ قرارات بما تريد تغييره، ثم تتحدث إلى شريكك وتخبره بما تشعر به وبما تريد تحسينه، وتمنحه الفرصة لمشاركة هذا الحِمل معك من خلال العمل الجماعي بينكما.
من الضروري أيضًا أن تستمع إلى شريكك وتتفهَّم متطلباته وحاجاته، وأن تصغي إليه ولا تدع الشعور بالرفض تجاهه يتمكَّن منك. في هذه المرحلة، ستحظى بحياة زوجية أقل إجهادًا وأكثر استقرارًا.
وإذا كنت بحاجة إلى مساعدة في تحديد ما تحتاج إليه، أو لا يمكنك إجراء هذه المحادثات بسهولة بمفردك، فعليك أن تحصل على الدعم من معالج أو خبير علاقات أو شخص محل ثقة. إنَّ هذه المرحلة مفترق طرق هام في حياتك النفسية؛ فلا تسلك الطريق الخطأ.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 835
هل شاهدت مسلسل الهرشة السابعة ؟ حسنًا إليك التفسير النفسي في هذا المقال
link https://ziid.net/?p=111828