ما لا تعرفه عن المنازل الخمسة للحب [قراءة في كتاب كيف تبسّط حبك]
العلاقة الزوجية مقدسة ومهمة لصلاح المجتمع، ولكنها مثل أي شيء في الحياة يحتاج الكثير من العمل والجهد لكي تكون علاقة إيجابية وسعيدة
add تابِعني remove_red_eye 102,609
يساعدك كتاب “كيف تبسط حبّك” على فهم شريك حياتك بصورةٍ أفضل، وأن تُعمّقا حب كل منكما للآخر. وأيضًا في الكتاب جوانب إرشادية تساعد العزاب على الاستعداد والتأهيل للزواج.
بدايةً يؤكد مؤلّفا الكتاب “ماريون” و “فيرنر تيكي كويتينما تشر” وهما زوجان سعيدان منذ 25 سنة ولديهما 3 أبناء بأن الزواج أرض بلا طرقٍ معبّدة، فسيكون عليك أنت وشريكك أن تخلقا طريقكما الخاص معًا وبمفردكما. فنجاحك في حياتك الزوجية يعتمد على مدى إخلاصك وتكريس نفسك لها. وقد يكون أعظم قاتل للعلاقة الزوجية كما يرى هو اللامبالاة والجهل ونقص الفهم لشئون القلب. وما يعتقدا بأنه ينفصل الكثيرون من الأزواج لأن أحدهم يقول: “هذه العلاقة تعيقني”
المنازل الخمسة للحب هي:
1. البرج
حيث يعبر البرج عن نفسك كشخصٍ متفرد، ويعبر عن ثقتك بذاتك وتطورك؛ لذلك تعرّف على نفسك، اختارا مؤلّفا الكتاب رمز البرج عن عمد كونه يعبر عن التمركز حول الذات أو هوية الفرد. لذلك حب برجك واستكشف محتويات ذاتك وهذا مهم جدًا لأن شريك حياتك له برجه الخاص. كما أن هنالك غرفة سرية في البرج والتي تسمى غرفة الكنز يوجد جوهر حياتك والمركز الحقيقي لكيانك أنه روحك. وللروح موهبة أن تلقي بنفسها بالكامل في الحب بغض النظر عما إذا كان هذا الحب موجهًا لشخصٍ معيّن أم إلى الله عز وجل.
2. خيمة الحب
رمز الخيمة هو يعبّر عن النشوة والنور الرائع والفرحة لحالة الحب وليس من منازل الحب ما يمنحك حيوية كما تمنحك هذه المنزلة فأنت تتحلى بالأمل وتصل لأقصى درجات النشاط حيث يسري الحب في روحك كقوةٍ روحية، فالحب يساعدك على أن تجدد حياتك وتفكّك خيمتك في نهاية الأمر وتذهب لتعيش مع شخصٍ آخر.
وأيضًا للخيمة أكثر من تفسير فهو على النقيض من الطبيعة الصلبة للبرج حيث أن قماش الخيمة خفيف وهو يمثل العواطف والرغبات ويعلق المحبّون آمالًا وتوقعات هائلة؛ لذلك إن عاصفة ضعيفة من شأنها أن تجعل خيمة الحب حديثة البناء تنهار؛ لذلك يجب على المرء أن يتعلم كيف يخطو بحرصٍ في مثل هذا البناء العاطفي الهش.
فليس هناك إنسان يستطيع أن يكبت الحب أو يمنعه لأن العواطف تجتاح كإعصار لقلوب المحبين؛ لذلك من المهم تعرف بأن فكرة الكمال في الحب يكمن في قبول المحبين لعدم الكمال لدى كل منهما، وذلك من خلال سر 70% ابحث عن شريك حياتك المناسب بنسبة 70% وهو ما يحدث في المنظور السياسي إذا امتلك حزب 70% من المجلس النيابي فسوف يحكم البلاد!
وتعرف هذه المرحلة في عالمنا العربي إلى مرحلة الخطوبة أو الملكة -الفترة ما بين عقد القِران إلى حفل الزفاف- وهي مرحلة الانجذاب إلى الطرف الآخر، فالحب هو تلك القوة التي نادتك من البرج. وعلى الرغم من أنك قد جعلت برجك مريحًا إلا أن روحك تبحث عن فرصة النمو والارتقاء.
وينوّه المؤلفان إلى أضرار التجارب الجنسية خارج إطار الزواج، لقد تنبّأ العالم النفسي “كارل يانج” في بداية الثلاثينيات إلى أن المحصلة النهائية غير المرغوبة من الانفلات ستتمثل في زعزعة وعدم استقرار العلاقة بين الجنسين، ويمثّل لك التحرر الجنسي عقبة في طريق التفاهم المتبادل القوي بين الجنسين. وأضاف “يانج” أن هناك المزيد من العواقب بالنسبة للرجال وتتمثل في بطء وتأخر نموهم الشخصي، حيث أن عمق الفهم للمشاعر التي تمنح الرجل القوة الداخلية التي تتوق إليها المرأة لا تنمو النمو الصحيح الكافي في ظل الرغبة وحدها.
وهذا يعني بأن العلاقة تصبح أكثر سطحية، وذلك لأن إشباع المرء لاحتياجاته الفردية يأخذ الأولوية لديه وبالتالي يتلاشى الحب وينتهي نتيجةً لتطفّل الرغبات الجنسية الزائلة على حد وصف “يانج”.
3. بيت الزوجية
في هذا المكان تعيش أنت وزوجتك معًا وتبنيان مستقبلاً مستقرًا معًا، هنا تخلقان شيئًا دائمًا ومستقرًا، وتقدمان إسهاماتكما للمجتمع وللعالم أجمع. في بيت الزوجية هناك دائمًا شيء ينبغي عمله أو الاهتمام به أو التفكير فيه، أو تقديمه أو دعمه. هنا تستحوذ المهام المتنوعة والمختلفة على وقتكما، وتترك الضغوط آثارها عليكما سواء كانت ضغوط مالية، أو صحية أو مهنية أو ضغوطًا من الآخرين.
كيف يمكن إذن لأي زوجين تحمّل كل هذا؟ إن عدد الأزواج الذين لا يستطيعون إدارة هذه المرحلة الانتقالية في زيادة مطردة. وغالبًا ما يقول ضيوف حفل العرس بأنهم يتمنّون لهما أن يحبّا بعضهما للأبد إلا أن المؤلفان يشيران على أن تبسيط حياتك العاطفية يعني أن تتحرر من الفكرة الرومانسية الخيالية قصيرة النظر القائمة على أن الافتنان الذي تتميز به المرحلة الأولى من الحب سيظل للأبد، وأن كل ما يأتي خطوة إضافية زائدة على هذا الطريق.
إن العلاقات هي أيضًا يجب أن تنمو وتتطور، فعندما يتقن المرء فن المعيشة في بيت الزوجية فسيشعر بالحماس الرقيق والقوة الهائلة التي تسود هذا البيت. عندئذٍ يعاود المرء النظر إلى خيمة الحب الضعيفة الواهية التي كان يعيش فيها في المرحلة السابقة، فيدرك أن ما كان يحدث عشوائيًا وغير هادفًا لشيء. فكلٌ منّا يدين إلى وجود فردين أسّسا بيت زوجية وتعهدا بالرعاية، وأيًا كانت حالتك سواء تمتعت بطفولةٍ طبيعية أو كنت في دار رعاية فإن شخصًا أو اثنين أو –حتى– أكثر من ذلك قد قاموا بتربيتك والاعتناء بك.
وينوّه المؤلفان بأن ممارسة العلاقات خارج إطار الزواج والذي أصبح من السهل في الوقت المعاصر -خاصةً في بلدان الغرب- أدى إلى زيادة صعوبة إيجاد الطريق لبيت الزوجية والثبات عليه. وكما قال المحلل النفسي السويسري ” كارل يانج” الحب يتطلب عمق المشاعر والإخلاص، لأنه بدونهما لا يكون حبًا بل نزوة. إن الحب الحقيقي يؤدي في النهاية إلى الالتزام الدائم المسئول.
فعندما ينتقل الزوجان من خيمة الحب إلى بيت الزوجية فإنهما يعودان إلى ما عاشاه من قبل مثل حياة المدرسة لأبنائهما أو حياة العمل لهما ومن ناحية أخرى فإنهما يؤسسان أرضًا جديدة، حيث يعيشان معًا ويربطان بين أسرتهما، ويعتقدا بأن هذه الأرض الجديدة هي حقول لحياتك، حقول ينبغي أن تملأها بالنباتات حول منزلك، حقول موجودة كي تدعمك وتقوى علاقتك. مثل حقل العمل، وحقل الأعمال المنزلية وغيرها من الحقول الأخرى.
4. الغابة المظلمة
من الممكن أن يفقد أحد الشريكين طريقه، وتلك الغابة سحيقة العمق تعبر عن الأوقات العصبية، وكل الأزمات والكوارث التي قد تنتج عن الشراكة. ويتساءل العديد من الأزواج: ” لأي سبب ينتهي الحال بأحد الأشخاص في الغابة المظلمة بظلالها الكثيفة؟ لماذا لا نستمتع بالسعادة في بيت الزوجية وحسب؟ لماذا يعاني اثنان يحبان بعضهما البعض من الجدل، والضغوط، والقلق وسوء الفهم، والأكاذيب، والاغتراب؟
يوضّح المؤلفان بأن معظم الناس تعتقد أن السبب في هذا هو أن الأحلام الساحرة التي عاشها المحب في خيمة الحب، والدوافع التي أدخلته بيت الزوجية قد انتهت، وحل محلها روتين الحياة اليومية. إن تنظيم المرء لجدول أعماله يحتاج إلى طاقة، ومع ذلك فإنه لن يجعلك أكثر شغفًا بالحياة، عندئذٍ توجهان طاقتكما التي كنتما توجهانها لبعضكما البعض من قبل إلى مهام الحياة اليومية مما يؤدي إلى فتور قوة “نحن” لديكما وتآكلها، وهنا تحتل “أنا” المقدمة.
ويبدأ إحساس المرّ بفقدانه لنفسه فيبدأ بالتفكير والسؤال.. أين أنا؟ ماذا حدث لبرجي… لحريتي ..لاكتفائي بذاتي؟ كل هذه الأسئلة المستفزة بمقدورها أن تسلبك السعادة، حيث أنها تجعلك ترى زوجك على أنه عقبة، وبالتالي تتطور لديك تخيّلات عن مدى سعادتك وراحة بالك بعيدًا عن زوجك والأشياء التي تستطيع أن تعملها لو لم تكن مقيدًا بهذا الزوج.
والبعض قد يكون تعلّم أن يعمل تحت ضغوطٍ شديدة لمسئولياته المتعددة، ولكن التطور الشخصي يتعرض للإعاقة فيشعر بأنه قد وصل إلى نفقٍ مسدود فيقرر عزل نفسه عن زوجه حتى يستعيد شعور السعادة مجددًا في اعتقاده وهذا هو أكبر خطأ يحدث في مملكة الحب. إلا أن الرسالة الأهم التي يحرصان على تقديمها لك هو أن رحلتك في هذه الغابة لن يكون شيئًا تندم عليه فضلاً عن إنها جزء ضروري ومهم من رحلتك الشخصية في هذه المملكة.
ستواجه في هذه الغابة أربعة فرسان للدمار وهم:
- الانتقاد.
- السخرية وعدم الاحترام.
- اتخاذ الموقف الدفاعي” إنه خطؤك أنت”.
- الجدران “عزل نفسك عن زوجك وتكف عن أي رد فعل بل وتنسحب”
كيف تواجههم؟
- التدخّل في الوقت المناسب من خلال عروض سلام تتضح في جمل مثل “إنني ما زلت أحبك“.
- النظرة الفاحصة للماضي وتذكر الأوقات السعيدة في علاقاتهم الزوجية ويقترحان أن يكتب كل من الزوجين اللحظات السعيدة حتى يسترجعانها حينها.
أيضًا هنالك إجراءات وقائية ضد التصعيد للحفاظ على صحة العلاقة الزوجية منها أن تتفقا على حدٍ زمنيٍ للخلاف وجعل نغمة حديثك جيدة وأن تستمع بذكاء واقبل المصالحة. في هذه الغابة ستوضع علاقتكما في اختبار، ولكن تلك الغابة نفسها ستمنحك القدرة على اجتياز الاختبار.
5. القلعة
وهي الأرض الموعودة حيث تصلان لعمقٍ جديد في الحب والنضج والاكتمال الذاتي. والقلعة تقع على ربوةٍ عالية تطل على منظرٍ رائعٍ يرمز إلى للجانب الأكثر شمولاً من الحب وهو الجانب الذي يتجاوزك ويتجاوز أسرتك بكثير أن ذلك الجانب يمتد إلى المجتمع ويفيد الأمة بكاملها، بل ويمتد أثره ليغطي الكون، وقد يمتد أثره ليتجاوز حدود حياتك التي تعيشها.
إن الحب الذي تعيشاه في القلعة كزوجين هو نفسه الحب الذي ذقتما طعمه في خيمة الحب والذي جمعكما معًا في بيت الزوجية، والذي كنت تبحث عنه بيأسٍ في الغابة المظلمة، إنه نفس الحب ولكنه أعظم وأسمى وفي الوقت نفسه مليء بالسكون الغامض.
ولإصلاح الخلافات في هذا المنزل الخامس هنالك فكرة الجسر بين البرجين خاصةً في زواج المتناقضين، فالجسر هو الرمز الجديد للمصالحة فبمقدوره أن يجعل علاقتكما أكثر اكتمالاً.
وأخيرًا؛ تقودك هذه المنازل الخمسة للحب على تبسيط المراحل التي تخطوها بقلبك في رحلة الحب بدءًا من الإعجاب بشريك حياتك ووصولاً إلى المتعة الدائمة الناتجة عن الحب الناضج.
add تابِعني remove_red_eye 102,609
إن كنت تريد حياة مثالية وعلاقة زوجية سعيدة فهذا المقال سيساعدك لتصل إلى هذا
link https://ziid.net/?p=35615