“ما كل هذا العناء يابنيتي؟” معاناة المرأة الصعيدية
تعيش النساء في عالمنا العربي حياة صعبة ومليئة بالتحديات والمشكلات والتي تحتاج إلى نضج ووعي حقيقي لكي تتبدل وتتحسن
add تابِعني remove_red_eye 170
أصبحت الحياة قاسية جدًّا علينا نحن الشباب وخاصة في الصعيد الذي يحرمنا لا من بعض الرفاهية بل من الحاجات الضرورية التي توجد بالمدن ولا يأبه لأمرنا أحد، فأصبحنا جسدًا بلا روح .. نعاني لنصل لأحلامنا وقد نصل إليها يوما وقد يحرمنا المجتمع من الوصول إليها وبصفة خاصة المرأة بالقرى التي تحرم من كل شيء وتضحي بكل شيء من أجل الحصول على أدني حقوقها إلى أن تموت وينتهي بها المطاف بدون تحقيق أي شيء، غير أنها تزوجت وأنجبت، أما أحلامها هيهات هيهات أن تصل إليها بسبب تمييز الرجال عليها في الصعيد.
المرأة بالصعيد تحرم من التعليم (أو تكمل المرحلة الابتدائية أو الإعدادية فقط) ويجبرونها على الزواج مبكرًا ويمارسون كل مظاهر العنف عليها من ختان الإناث وغيره، وتُحرم من الخروج من البيت للفسح أو لزيارة صديقاتها المقربات بل تظل في بيت أبيها إلى أن تتزوج وتذهب إلى بيت زوجها لتعمل ليلًا ونهارًا كجارية لزوجها وأولادها، ويجبرونها على أن تنسى أحلامها فتظل تضحي بكل ما تملك لعائلتها ولكن لا أحد يأبه لأمرها.
مظاهر العنف التي يفرضها الصعيد على بناته
- ختان الإناث الذي قد يصل بها إلى الموت رغم كثرة التشريعات والقوانين التي تمنع ذلك ولكن هذه التشريعات والقوانين تطبق في المدن والمحافظات أما بالصعيد لا تطبق بسبب قلة وعي الأهالي بالصعيد.
- الزواج المبكر الذي من المحتمل أن ينهي كل أحلام الفتيات بالصعيد.
- الحرمان من التعليم وإذا رغبت إحداهن في التعليم يحبطها أقاربها وعائلتها لدرجة كبيرة وربما إذا واصلت وأنهت تعليمها يحرمونها من أن تكن امرأة عاملة.
- الحرمان من الخروج والفسح وحضور الندوات التي تعقد بالمدينة وسلب الحرية منهن بل وربما تسلب الفتاة من الاحترام والتقدير.
أسباب حرمان البنت بالصعيد من التعليم من وجهة نظر المجتمع
- يعتقد أهل الصعيد أن البنات مصيرهن إلى بيت أزواجهن فلا حاجة لهن بالتعليم لذلك يبرمجونهن منذ الصغر على فكرة الزواج فتنتقل هذه البرمجة إلى جميع الأجيال المقبلة.
- يعتقدون أيضا أن البنات عار على آبائهن فلا يجب أن يخرجن من البيت للتعلم أو لأي شيء آخر فيسارعون بتزويجهن وهن صغار وربما يزوجونهن على سن (12) سنة إذا ظهرت عليهن معالم الأنوثة المبكرة فيُدفنّ بالحياة وتموت أحلامهن أمام أعينهن وربما لا يحققن شيئا بالحياة غير أنهن تزوجوا وأنجبوا وماتوا دون أن يشعر بهن أحد.
- ربما يكون السبب في حرمان البنات من التعليم نقص عدد المدارس بجميع مراحلها الابتدائية والإعدادية والثانوية بقرى الصعيد.
- قلة البرامج والحملات الإعلانية والندوات والمؤتمرات التي تطالب بتعليم البنات وبحقوق المرأة بالصعيد.
- قلة قصور الثقافة في قرى الصعيد وجميع النواحي المحيطة بها.
- كثرة المحبطين من الرجال الذين يقنعون الآباء بأن تعليم الفتيات ليس له أي قيمة.
نتيجة كل هذا العنف على الفتيات بالصعيد
- بعض الفتيات تستسلم للأمر الواقع وتنسى أحلامها وتتزوج وتربي أبناءها ثم تموت ولا يعلم عنها أحد شيئا، وربما تمارس مثل نفس العنف مع بناتها وتحرمهن من الحصول على حقوقهن.
- بعض الفتيات الأُخَر تنهي حياتها بالانتحار فتدفنها عائلتها ولا يعلم بها أحد.
- البعض الآخر يهربن إلى بلاد أخرى ويجلبن العار لعائلتهن كما يصفونهن ويبحث عنهن آباؤهن ثم يقتلونهن ويدفنهن بدون أن يخبر أحد فتموت معهن أحلامهن.
- البعض الآخر منهن تواصل كفاحها وهذا عدد قليل جدًّا جدًّا، تقوم بإقناع عائلتها بأهمية التعليم فإذا اقتنعوا تكمل تعليمها وتحقق أحلامها وإذا لم يقتنعوا تظل تقرأ ليلا ونهارا وتتأمل كل ما يدور حولها ولا تنسى التعليم أبدًا وتعزم على إكمال تعليم بناتها وإعطائهن كل ما حرمت منه في الماضي.
نصائح
- لابد من الاهتمام بقري الصعيد لنعرف ما يعانون منه وما يمارسونه من مظاهر العنف على البنات ونساهم في الرقي بعقولهم بكافة الطرق.
- لابد من إنشاء فصول محو الأمية للبنات غير المتعلمات والآباء غير المتعلمين بجميع القرى لكي نرتقي بمصر.
- لابد أن نفهم الأجيال المقبلة أن المرأة عمود المجتمع الذي نعيش به ولولاها لما استطاعت مصر أن تواكب العالم.
- لابد من إنشاء مدارس بكافة المراحل بالقرى للبنات فقط.
- لا بد من عقد ندوات ومؤتمرات لتوعية الشباب والبنات بأهمية دور المرأة بمصر.
- لابد من إعطاء الشباب والبنات بالصعيد الاهتمام الكافي وتوفير كل المتطلبات سواء الضرورية أو الكمالية لهم لكي نستطيع أن ننمي فيهم روح الإبداع والابتكار وحب الوطن.
- لا بد من إصدار قوانين وتشريعات راجعة لتعليم البنات وإعطائهن حقوقهن بالصعيد والعمل الدائب لمعرفة هل يطبق أهل الصعيد هذه القوانين أم لا؟ ومعاقبة المخالفين منهم.
- لا بد من إنشاء جمعيات للمرأة بالصعيد تطالب بحقوقها وإنشاء صناديق بها لتقبل الشكاوى التي تواجهها أيًّا كانت والعمل على وضع حلول لها.
وفي النهاية أعرف أن كل ما كتبته غير كافٍ للخوض في هذا الموضوع الطويل ولكنني آمل أن أكون قد سلطت الضوء ولو بالقدر الضئيل على أهم المشاكل التي تواجه الفتيات بالصعيد وآمل أيضا أن ينال هذا الموضوع قدرًا من الاهتمام جانب الآخرين.
المزيد من المقالات الملهمة
add تابِعني remove_red_eye 170
مقال مؤلم حول أوضاع المرأة في الصعيد والمجتمعات المتشددة
link https://ziid.net/?p=19041