انتبه طفلك يراقبك ويحاسبك
التربية مسؤولية كبيرة تحتاج لمهارات كثيرة ووعي متطور. وطفلك ليس غبيًّا، بل يعي ويراقب كل ما تفعله
التربية مسؤولية كبيرة تحتاج لمهارات كثيرة ووعي متطور. وطفلك ليس غبيًّا، بل يعي ويراقب كل ما تفعله
add تابِعني remove_red_eye 42,470
منذ وقت قريب كنت أجلس مع أقاربي وأطفالهم فحدث شِجار بين الأطفال فقامت أمهاتهم بالفصل بينهم ومنهم من عنفته أمه أمامنا جميعًا، فذهب الطفل وجلس وحيدًا وكان يبدو عليه الغضب والحزن. فذهبت إليه أطيب خاطره وأساعده في تجاوز مشاعره فسألته عما يغضبه، فأجاب بصوت ممزوج بالبكاء أمي صاحت فيَّ أمام الجميع، كان يمكنها أن تخبرني بعيدًا عنهم وبدأ بالبكاء وصاح قائلًا لقد كبرت ولا أحب هذا، فحاولت احتواءه، كلامه كان صادمًا بالنسبة لي فهذا الطفل ما زال في روضة الأطفال.
تسارعت الأفكار والتساؤلات في ذهني، فكيف لطفل أن يتمكن من تقييم الأمور ويضع حالًا يناسبه، فقررت سؤال أمهات أكثر عن مثل هذا السلوك هل تلاحظه على أطفالها أم لا؟
بالفعل كانت أغلب الإجابات تؤيد وجود هذا الوعي عند أطفالهم خاصة الأمهات التي تعطي أطفالها تركيزًا على التفاصيل، وكانت الإجابات تدور حول أن الأطفال يمكنها أن تلاحظ تصرفات يفعلها الأهل سهوًا، وأكدوا أن لكل طفل من أطفالهم له انطباعات وتعليقات مختلفة حسب رؤيته الخاصة، وتختلف من طفل لآخر حسب شخصيته. فهناك من يكون تعليقه نظرات لوم وإحباط، وآخر يغضب ويتصرف بعِند وندية، والآخر يمكن أن يعبر عند مناقشته حسب التنشئة والبيئة المحيطة، وصدمتني أم عندما قالت إن طفلتها التي لم تتجاوز 3 سنوات عاتبتها عندما ضربتها وطلبت أن تصالحها بقبلة وحضن كبير، ونفس الأم قالت إنها لاحظت أن أطفالها يراجعون تصرفاتها ويسألون عن الأسباب.
وبينما كنت أتأمل ما قالته الأمهات، وجدت أنه يوجد عندي دليل أقرب لي، فقد تذكرت مذكراتي التي كتبتها منذ أعوام كثيرة، تقريبًا في المرحلة الإعدادية أي كان عمري أقل من 14 عامًا، بحثت عنها ووجدتها، وعلى الرغم أنني قرأتها. وأمسكها بين يدي ولكنني لا أكاد أصدق أنني في مثل هذا العمر قررت كتابة مذكرات خاصة بالتربية، الأمر يبدو مضحكًا للوهلة الأولى “طفلة لا تزال تتربى تتحدث عن التربية من وجهة نظرها”، أكاد لا أصدق على الرغم من أن تلك المذكرات ما زالت موجودة مدونة بخطي الطفولي.
لم أستوعب مستوى الوعي أو أنني كنت أراقب والداي، وجدت أنني كنت أكتب كل المواقف التي لا تعجبني وأرصدها وأوضحها، وأكتب لها حلًّا يناسبني أو حلول عامة إذا كان الأمر ليس شخصيًّا، وكلما قرأت في تلك المذكرات كان يزداد انبهاري. فلقد وجدت أنني كنت أكتب عن التناقضات بين التصرفات والأفعال، والتوجيهات المكررة بنفس النبرة التي لا تعجبني، وزاد انبهاري عندما وجدت أنني كنت أراقب كل الأهالي من حولي وليس أهلي فقط، وكنت أفعل نفس الأمر أدون الموقف ثم أقوم بوضع التصحيح له.
من وعيي الحالي عن نفسي أدركت أنني كنت من الأطفال الذين يراقبون ويحللون، وعندما أمعنت النظر في المذكرات وجدت أنني قد وضعت عنوانًا لتلك الصفحات التي لم تتجاوز 40 ورقة تقريبًا وكان العنوان “الطريقة الصحيحة لتربية الأولاد والبنات”، هذا كله جعلني أؤمن بعمق أن لكل طفل وعيًا خاصًّا بحدوده لا ترتبط بعمره فقط ولكن أيضًا البيئة التربوية لها عامل كبير.
لتربي طفلك سوف تربي نفسك على:
وفي نفس الوقت أن تتعلم كل هذا لا يعني أن تحمل نفسك عبئًا يضغطك لدرجة تؤثر على مشاعرك بشكل سلبي، كشعورك أنك أب أو أم غير كافٍ، الحقيقة أنك لست مثاليًّا وهذا غير مطلوب تتحسن بمشاعر داعمة ولا تنقل الضغط لأطفالك، كل ما عليك هو الاجتهاد المستمر والصبر على نفسك فالتربية رحلة سوف تكتشف نفسك فيها أيضًا مع كل مرحلة جديدة.
وفي النهاية…لتصبح الأمور في صالحك تحتاج للاستعداد المسبق وتعرف قدر ما تستطيع عن طفلك واحتياجاته في كل مرحلة لتتجنب الصِدامات والصدمات، ومرافقة أطفالك بحب ممزوج بالحزم والاستعانة بالله والدعاء بأن يكونوا أطفالًا صالحين فنجاحك في التربية رزق وتوفيق من الله.
add تابِعني remove_red_eye 42,470
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
مقال لكل أب وأم عن التربية
link https://ziid.net/?p=92295